ما الفرق بين كل من الفراسة وعلم «الفسيوجنومي» ولغة الجسد؟
إن الاستدلال على شخصية الفَرْد من مظهر جسده يعود إلى عهود قديمة جداً، فقد اهتمَّ به الإغريقيون والهنود والصينيون القدامى، ثمّ اهتمّ به الأوروبيُّون والعرب، حتَّى أصبح العالم بِأسره مُهتمَّاً بما يُعرف بالفسيوجنومي (بالإنجليزيَّة: Physiognomy)، والفرق بين الفِراسة والفسيوجنومي يكمُن في أنَّ علم الفراسة أكثر شُمولاً؛ حيث تتَّصل الفراسة بالذكاء والدهاء فيستطيع المرءُ الاستدلال على الحقيقة من المظهر، أمّا الفسيوجنومي فهو يقتصِر على الجسد فقط، فيكفي للمرء أنْ يحفظ أشكال أعضاء الجِسم ودلالة كل منها.
أما الفرق بين الفراسة ولغة الجسد فقد استَخدم العرب علم الفراسة في معرفة الأنساب، وذلك من خلال تحليل الصفات الثَّابتة لكلّ قبيلة، وكانوا يعرفون الكاذب من الصَّادق، والشُّجاع من الجبان أيضاً، ويبحث علم الفراسة في الأشكال الثَّابتة لأعضاء الجِسم مثل شكل العين أو الأنف، أمّا لغة الجَسَد فهي تبحث في انفعالات الجسد، حيث تُعتبر الانفعالات مِرآة للحقيقة حتى لو حاول الإنسان جاهداً إخفاءها، وتتقدَّم الفراسة على لغة الجَسَد فهي أكثر عموميَّة، لكنّهما متّصلتان ويُفضيان إلى بعضهما البعض بالنهاية.