Skip to main content

استخدام المصفوفات في تقويم مخرجات التعلم

 

 

 

مُخرجات التعلم «Learning Outcomes» تصف ما هو متوقع من الطالب معرفته وفهمه والقدرة على أدائه في نهاية برنامج تعليمي أو مقرر دراسي محدد، ودائماً ما ترتبط مُخرجات التعلم بمستوى التعلم وتعتبر مؤشر قياس للمهارات والمعارف والقدرات التي تم تحقيقها.

من أهم شروط مُخرجات التعلم أن يمكن قياسها وإدراكها وإدارتها وأن تكون ذات مفهوم.

مخرجات التعلم إما أن تكون: معرفة «Knowledge»، وهي تمثل الجزء النظري لفهم موضوع معين وتتطلب التعلم وتزداد مع الخبرة، أو مهارة «Skill»، وهي عبارة عن جدارات مكتسبة من التدريب والخبرة ويمكن تطويرها، أو قدرة «Ability»، وهي موهبة فطرية تختلف من شخص لآخر ويمكن تنميتها.

تُصاغ مُخرجات التعلم مع أهداف الجامعة بالدرجة الأولى ثم الكلية ثم البرنامج فالمقرر الدراسي، فيكون الأساس الذي تُبنى عليه مُخرجات التعلم بدايةً من الجامعة وانتهاءً بالمقرر الدراسي «التسلسل الطبيعي للبناء».

من الأخطاء الشائعة عند كتابة مُخرجات تعلم أنه لا يمكن قياسها، أو تكون واسعة النطاق، أو تكون كثيرة أو قليلة عدداً. 

مخرجات التعلم تحتوي على ثلاثة أجزاء رئيسية وهي: فعل قابل للقياس، قيام المتعلم بالعمل، ووجود معيار أداء، وعند كتابة مُخرجات تعلم يجب الآخذ بعين الاعتبار: استخدام صيغة الفعل المضارع، كتابة جمل واضحة ومفهومة، استخدام لغة مفهومة للآخرين، إمكانية قياس هذه المخرجات بمختلف طرق التقويم، تحديد عدد أربعة إلى ستة مُخرجات تعلم على الأكثر، وعدم المبالغة في كتابتها.

أما تقويم مُخرجات التعلم «Learning Outcomes Assessment»، فهي عملية مستمرة تهدف إلى فهم وتحسين تعلم الطلاب وهي جزء لايتجزأ من عمليتي التعليم والتعلم، وتنقسم مستويات التقويم حسب مستوى المقرر الدراسي، أو البرنامج الدراسي، أو المؤسسة التعليمية «الجامعة».

على مستوى المقرر الدراسي تكون مرتبطة بأهداف المقرر، وعلى مستوى البرنامج تكون مرتبطة بمخرجات التعلم، و على مستوى المؤسسة التعليمية «الجامعة» تكون مرتبطة بالأهداف العامة.

يركز تقويم مخرجات التعلم على جمع ومراجعة المعلومات عن البرامج التعليمية بغرض التحسين والتطوير، ماذا تعلم الطالب، ماذا يستطيع أن يعمل، وما هي القيمة التي أُضيفت له بعد التعلم.

يهدف تقويم مخرجات التعلم إلى تحديد ماذا تعلم الطالب «معارف – مهارات – قدرات» وكيف تعلم ذلك «الطرق المستخدمة»، وهناك طريقتان تستخدمان في التقويم: مباشرة مثل الاختبارات التقليدية أو الشاملة، كتابة التقارير، المقالات، المشاريع، العروض التقديمية، وغير مباشرة مثل الاستبانات، المقابلات الشخصية، معدلات التوظيف.

المصفوفات «Rubrics» هي مجموعة واضحة من المعايير المستخدمة لتقييم نوع معين من العمل أو الأداء، هي معايير إجراء تقييم، وليس شكلاً من أشكال التقييم، هي أداة تسجيل، تسرُد معايير عمل وتُعبر عن درجات جودة لكل معيار، من ممتاز إلى ضعيف، وهي كذلك مؤشر أداء لكل من المُعلم والطالب.

المصفوفة يجب أن تكون: تلخيصية «Summative» تُقدم معلومات حول معرفة الطالب، بنائية «Formative» تقدم معلومات حول نقاط القوة والضعف لدى الطالب، تقييمية «Evaluative» توفر طرق لإنشاء تعليمات تناسب احتياجات كل طالب بشكل أفضل، تعليمية «Educative» تزود الطلاب بفهم حول كيفية تعلمهم.

وتكمن فوائد استخدام المصفوفة في أنها أداة فعالة لكل من التدريس والتقييم، كما أنها أداة تحسين ومراقبة أداء الطلاب، تجعل التوقعات واضحة للمعلمين، أداة توجهية للطالب لتلبية توقعات المعلمين.

تتكون المصفوفة من ثلاثة أجزاء رئيسية: معاير «Criteria»، نطاقات «Scales»، شروحات «Descriptors»، تُوضع جميعها في جدول واحد، وهناك نوعان من المصفوفات: شمولية «Holistic» وتحليلية «Analytic».

عند كتابة مصفوفة يجب: أن تتسم بالبساطة، الوضوح، استخدام أربعة مستويات، إشراك الطلاب حتى يتمكنوا من إدراكها، القيام بتعديلها وتطويرها بشكل دوري.

في الختام، إن استخدام المصفوفات في تقويم مخرجات التعلم مهم في أنها تعتبر أداة فعالة لكل من التعليم والتقييم، تساعد على توضيح ما هو مطلوب من الطالب، وتساعد على تحسين ومراقبة أداء الطلاب.

 

د. سطام عبدالكريم المدني

كلية العلوم ـ قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء