Skip to main content

تعقيب على «وافد لم يجد صديقاً»

 

 

 

في البداية أشكر سعادة الدكتور فهد بن عبدالله الطياش لتناوله موضوع التباعد بين الطلاب السعوديين والطلاب الوافدين في الحرم الجامعي في زاوية «نافذة» بأحد أعداد رسالة الجامعة الماضية.

ولعل فكرة المقال أتت من حوار أحد الطلاب الوافدين – وهو إندونيسي - في زاوية «وافد» والذي اشتكى أنه لم يجد صديقًا سعوديًا إلى الآن، ومن الممكن أن يبرر هذا بكونه طالبًا في معهد اللغويات العربية الذي طلابه غالبًا من الوافدين.

إلا أن موضوع التباعد بين الوافدين والسعوديين في الكليات لا يزال باقيًا، والوضع في الحقيقة مؤسف لكونه مضرًا لكليهما من نواحٍ متعددة لما فيه فجوة بينهم تعيق فوائد كثيرة، وتترك آثارًا سلبية في سبيل الاستفادة من تبادل الثقافات والخبرات أيضا، ومن الواجب أن يتم النظر في أسباب هذه الفجوة، والسعي إلى إزالتها.

وأنا من حيث الطالب الوافد عثرت على بعض الأسباب التي أود ذكرها في الأسطر التالية:

على رأس تلك الأسباب ما ذكره الكاتب الموقر من غياب أنشطة ترفيهية مشتركة بينهم في البيئة الجامعية، وبالفعل فوائد كبيرة لهذه الأنشطة اللاصفية في ائتلاف الطلاب بعضهم ببعض.

كذلك ميل الطالب إلى أبناء جنسيته في أماكن عامة وحتى في القاعات الدراسية أحيانًا مانع كبير في الاستفادة من تبادل الآراء والأفكار والتعرف على الثقافات، ومن ناحية أخرى فيه ضرر لطلاب المنح الخارجية، حيث أتيحت لهم هذه الفرصة الثمينة التي فيها أشياء كثيرة ومفيدة ما عدا التعلم في الفصول الدراسية، فهم يستطيعون أن يمارسوا اللغة العربية مع أهلها، إضافة إلى ذلك يمكن لهم التعرف على حضارة هذا البلد المبارك، فالذين لم يتسير لهم الدراسة في المملكة العربية السعودية يتمنون كثيرًا هذه الأشياء.

الإفراط في استخدام اللغة العامية من قبل الطلاب السعوديين من العوائق التي يسبب التباعد بينهم وبين الوافدين، لأن معظمهم لا يفهمونها بكل وضوح، فإذا فهمها لم يقدر على النطق بها كما هي.

ومن الأسباب أيضًا مواجهة التنمر لبعض الطلاب، وعدم الاختلاط بينهم في السكن الجامعي، ومبان خاصة لهم وما إلى ذلك.

ياسر أسعد

كلية الآداب- قسم اللغة العربية

الهند