مستوى «السنة الأولى» أقل من المأمول
السنة الأولى «التحضيرية سابقاً» سنة استراتيجية متميزة لبدء الدراسة الجامعية، حيث إنها تكون العتبة الأولى لإتمام اختيار الكلية والقسم، وكأنها جرعة أولى من المادة الأكاديمية تبين لك ما يناسبك من تخصصات الجامعة المختلفة.
وفكرة السنة الأولى تطبق منذ زمن طويل في جامعات متميزة وقد نجحت بما لا يدعو للشك، ولكن إن وجد خلل فهو بسبب عوائق وصعوبات في طريقة وتفاصيل تطبيقها، وحسب اطلاعي الشخصي وما ألاحظه من مستوى طلبتي الذين أدرسهم في الكلية بعد اجتياز السنة الأولى، فإني أجد أن مستوى المواد المقررة في السنة الأولى أقل من المستوى المأمول الذي نطمح إليه من هذ العام الجامعي الأكاديمي المهم.
لدينا في جامعة الملك سعود الآن خبرة طويلة في تطبيق هذه السنة، ولنا أن نتفحص الموضوع بشكل دقيق لنرى مدى نجاح تجربة السنة الأولى على طلبتنا الذين هم الآن ما زالوا يدرسون في مراحلهم الأخيرة في الجامعة أو أنهم قد تخرجوا منذ فترة وهم الآن في سوق العمل.
إن تبين لنا أن هناك قصوراً فلنا أن نبحث السبب في ذلك لنرى هل مصدر القصور هو نوعية المواد التي تُعطى، أم ضعف كثافة أو نقص المادة العلمية، أم تخصصات ومستوى الأساتذة الذين يدرسون طلبتنا، أم في طريقة التقييم، فلربما يكون التقييم لا يعكس المستوى الفعلي للطالب عند إنهاء السنة الأولى.
اطلعت على المواد الجديدة المقترحة للسنة الأولى للكليات العلمية ووجدت أنها تحتوي على مواد علمية مهمة للكليات العلمية وكذلك فيها مواد للغة الإنجليزية وغيرها من العلوم المهمة، وقد لاحظت في مواد هذا المسار غياب مادة الفيزياء، والفيزياء لا تقل أهمية عن الكيمياء أو الرياضيات.
المواد الترفيهية والتثقيفية من الممكن أن يجدها الطالب ضمن مواد كليته التي سيذهب لها، ولكن المواد العلمية واللغة الإنجليزية لمثل هذا المسار العلمي هي أساسيات لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، والطالب في هذا العصر ربما وجد المادة العامة أو التثقيفية أو الترفيهية بطرق سهلة وسريعة، وعلى سبيل المثال عن طريق جهازه الذكي الذي لا يكاد يفارق ناظريه حتى في المحاضرة أو في المساجد.
أقترح أن يتم التركيز بشكل مكثف على المادة العلمية التي من المفترض أن ينهيها الطالب قبل إنهاء السنة الأولى، وكذلك أن تُدَرَّس هذه المواد باللغة الإنجليزية لأن كثيراً من مواد الكليات العلمية تدرس بهذه اللغة، وهذه اللغة لها نصيب الأسد من مواد السنة الأولى، وبهذا نكون قد صدنا عدة عصافير بحجر واحد!
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب و المعلومات