Skip to main content

أهمية خفض مستوى الكولسترول في سن مبكرة

خلصت دراسة إلى أن إعطاء علاج لخفض مستويات الكولسترول لدى الأشخاص دون سن 45 عاما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية في وقت لاحق من حياتهم.

وأكد الباحثون الذين حللوا بيانات أكثر من 400 ألف شخص في 19 دولة غربية على مدى فترة طويلة، الارتباط بين مستويات الكولسترول المرتفعة وزيادة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.

لكنهم أظهروا أيضًا أن هذه الأخطار تكون نسبتها مرتفعة أكثر لدى المرضى صغار السن نسبيًا «أقل من 45 عامًا» مقارنة بالمرضى الذين يبلغون 60 عامًا.

أما لدى النساء دون الـ 45 عامًا اللواتي لديهن مستوى الكولسترول «غير الجيد» مرتفع قليلاً أي بين 1,45 و1,85 غرام لكل ليتر، ويظهرن عاملين على الأقل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية «مثل السمنة أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم»، لديهن احتمال بنسبة 16 % للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قبل سن 75.

في المقابل كانت نسبة الخطر لدى النساء اللواتي يبلغن من العمر 60 عاما أو أكثر ولديهن العوامل نفسها، 12% وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة «ذي لانسيت» الطبية البريطانية.

وقال بول ليسون أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة أكسفورد البريطانية في تعليق على هذه الدراسة «هذا الأمر يشير إلى أن مستوى الكوليسترول ليس وحده الذي يعرض الحياة للخطر بل أيضًا طول المدة التي عاني منها الشخص لارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم».

وأظهر الباحثون من خلال عينة إحصائية أنه إذا جرى خفض مستوى الكوليسترول غير الجيد بمقدار النصف، على سبيل المثال عن طريق عقاقير من عائلة ستاتين، فإن خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء دون سن 45 سنة سينخفض إلى 4% ولدى الرجال إلى 6%.

ويتكون الكوليسترول الجيد «إتش دي إل» من البروتينات الدهنية التي تنقل الكوليسترول الزائد إلى الكبد ما يمنعها من التراكم في الأوعية الدموية.

ويقاس الكوليسترول السيّئ بطرح مستوى الكوليسترول الإجمالي والكوليسترول الجيد. وهو يتكوّن من الكوليسترول المعروف بـ«إل دي إل» أي الضار «المرتبط بخطر تصلب الشرايين وتراكم رواسب الدهون في الأوعية» والتريغليسيريد.

وأضاف ليسون «هذه النتائج تدعم فرضية أن السيطرة على مستويات الكوليسترول في وقت مبكر من الحياة قد تكون أكثر نجاحًا من أن تتم خلال مرحلة متقدمة من العمر».

لكنه لفت إلى أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث حول طريقة خفض مستويات الكوليسترول بشكل فعال خلال مرحلة الشباب نسبيًا، بما في ذلك ما إذا كان من الضروري أخذ علاج يستمر لعقود.

وقالت جينيفر جي. روبنسون الأستاذة في قسم علم الأوبئة في جامعة أيوا الأميركية في تعليق آخر على الدراسة إن البيانات المتعلقة بالستاتين «لم تقوّم العلاجات التي استمرت لعقود، ما يعني أن أخطار الآثار الجانبية لها ليست واضحة.