Skip to main content

د. تهاني العريفي رئيسة قسم التصميم بكلية الفنون: يضم القسم 153 طالبًا وطالبة

حوار دلع العنزي تصوير الوليد بن سعود 

أكدت الدكتورة تهاني بنت محمد العريفي، رئيسة قسم التصميم في كلية الفنون بجامعة الملك سعود، أن القسم يمثل منصة أكاديمية تجمع بين الفن والتقنية، ويسهم في إعداد جيل مبدع قادر على مواكبة التطورات المتسارعة في مجالات التصميم ودعم مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وفي حديثها لصحيفة رسالة الجامعة، أوضحت أن القسم يشهد إقبالاً متزايدًا من الطلبة، ويطرح برامج أكاديمية حديثة تسهم في رفد سوق العمل بكفاءات نوعية في مجالات التصميم البصري والجرافيكي والوسائط الرقمية، إضافة إلى التطبيقات الإبداعية للذكاء الاصطناعي.

 

  • نود أن نبدأ بتعريف القراء على قسم التصميم ومجالاته المختلفة؟

يُعد قسم التصميم في كلية الفنون بجامعة الملك سعود منصة أكاديمية وإبداعية تجمع بين الفن والتقنية، ويركز على التصميم البصري، والتصميم الجرافيكي، وتصميم الوسائط الرقمية، إلى جانب التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي.

يعمل القسم على إعداد جيل من المصممين يمتلكون مهارات متوازنة بين الإبداع الفني والمعرفة التقنية، ليكونوا قادرين على ابتكار حلول تصميمية عصرية تُسهم في تطوير المشهد البصري والإبداعي داخل الجامعة والمجتمع، وتدعم رؤية المملكة 2030 عبر ابتكارات تلهم المستقبل وتواكب العصر.

 

  • كم يبلغ عدد الطلبة الملتحقين بالقسم، وهل هناك إقبال متزايد؟

يضم القسم حاليًا نحو 153 طالبًا وطالبة، مع نمو ملحوظ في أعداد الملتحقين خلال السنوات الأخيرة. هذا الإقبال المتزايد يعكس وعي الشباب بأهمية التصميم ودوره في صناعة المستقبل، إضافة إلى جاذبية البرامج الأكاديمية الحديثة التي يقدمها القسم.

 

  • ما أبرز المسارات الوظيفية المتاحة لخريجي القسم؟

يجد خريجو القسم فرصًا واسعة في:

         •        التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية.

         •        تصميم الهوية البصرية والمحتوى الإبداعي.

         •        التصميم المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

         •        التسويق الإبداعي وتجربة المستخدم (UX/UI).

 

ويُهيّئ القسم طلابه لهذه المسارات عبر مناهج مواكبة للتقنيات الحديثة، ومشاريع تطبيقية، وشراكات تدريبية تمنحهم خبرة عملية وتنافسية عالية في سوق العمل.

 

  • كيف انعكست مخرجات القسم على سوق العمل، وما هي توجهاته المستقبلية؟

مخرجات القسم تركت أثرًا ملموسًا في السوق؛ إذ التحق خريجونا بوكالات الإعلان وشركات التقنية والثقافة والترفيه، كما أطلق العديد منهم مشاريعهم الريادية الخاصة.

ومع تطور السوق، يتجه القسم للتوسع في مسارات جديدة تشمل:

         •        التصميم التفاعلي (UX/UI).

         •        تصميم الألعاب والواقعين الافتراضي والمعزز.

         •        التصميم المستدام.

         •        دمج الفنون بالذكاء الاصطناعي والبيانات.

 

  • هل لدى القسم شراكات خارجية، وما أثرها على الطالب والمحتوى الأكاديمي؟

عزز القسم مكانته بشراكات فاعلة مع جهات حكومية، وشركات تقنية وإبداعية، ومؤسسات تعليمية محلية ودولية، إلى جانب رعاية مسابقات ومبادرات طلابية.

هذه الشراكات أثرت المحتوى الأكاديمي وربطت الطالب بواقع السوق، مانحة إياه فرصًا للتجربة العملية، والعرض على منصات وطنية، والانخراط في بيئات عمل حقيقية.

باختصار؛ قسم التصميم هو منارة تجمع بين الفن والتقنية، ومصدر إلهام يهيّئ جيلاً مبدعًا قادرًا على إثراء المشهد الفني والتقني محليًا وعالميًا.

 

.هل يعتمد القسم على الموهبة قبل التعلم ؟

في قسم التصميم لا تُختزل الإبداعية في الموهبة وحدها، بل تُصاغ وتُبنى عبر رحلة علمٍ وتعلّمٍ وممارسة. فالموهبة إن وُجدت فهي بذرة تُسقى بالتجربة وتزدهر بالمعرفة، وإن غابت فإن المناهج المتكاملة، والمشاريع التطبيقية، وإشراف الأساتذة يفتحون الطريق أمام كل طالب ليكتشف صوته الإبداعي الخاص.

وقسم التصميم لا يشترط أن يكون الطالب موهوبًا بالفطرة حتى يتمكن من النجاح؛ لكن وجود موهبة أو حس إبداعي أولي يساعد الطالب كثيرًا في التميز وسرعة التطور. القسم يؤمن أن التصميم علم يُكتسب ومهارة تُنمّى، ولذلك يعتمد بشكل أساسي على التأهيل الأكاديمي وذلك من خلال المناهج النظرية والعملية التي تعلّم أسس التصميم، البرمجيات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالمجال.

والتدريب والممارسة توفير بيئة عملية ومشاريع تطبيقية تُخرج طاقات الطالب وتطوّر من أسلوبه، والإرشاد والتوجيه عبر أساتذة مختصين يساهمون في صقل مهارات الطالب مهما كان مستواه عند دخوله.

و هنا، لا يُقاس النجاح بما يحمله الطالب عند دخوله، بل بما يحققه من نموّ وتفرّد عند تخرّجه. فالموهبة نعمة، لكن سرّ التميّز يكمن في صقلها بالعلم،و التدريب والتوجية المستمر، والارتقاء بها إلى إبداع يليق برؤية المملكة العربية السعودية للحاضر وطموح تلك الرؤية للمستقبل. 

وبالنسب للموهبة تُعتبر هي الشرارة ونقطة الانطلاق القوية لكن لا تكفي وحدها دون التعلّم الكثير من الطلاب يدخلون القسم بمستوى عادي من الموهبة، ومع التدريب والانضباط الأكاديمي يصلون لمراحل إبداعية عالية حيث يشجع القسم كل طالب على اكتشاف مساره الإبداعي الخاص، سواء كان موهوبًا بالفطرة أو اكتسب المهارة عبر التعلّم.

وقسم التصميم بجامعة الملك سعود يمتلك بفضل الله تعالى كفاءات من الكادر الأكاديمي المتميز، ويعتمد على والتعلم والتعليم والتدريب والصقل كأساس للارتقاء والتطور والنمو، بينما تُعد الموهبة ميزة إضافية تسهل على الطالب طريق التميز والابتكار، والموهبة ايضا تحتاج لكشفها وتوجيها وتسخيرها لمسارها الصحيح، فالموهوب يحتاج لمعلم يرعاه ويوجهه لطريق النجاح والتميز باذن الله تعالى وتوفيقه.

 

هناك تصاميم تعتمد على الذكاء الاصطناعي .. هل سيؤثر ذلك على موهبة الأشخاص ؟ 

الذكاء الاصطناعي في عالم التصميم والعلم ليس خصمًا للموهبة، بل أداة تُثريها وتفتح أمامها آفاقًا جديدة. فالموهبة هي الشرارة الأولى، لكن التدريب والتعلم هو ما يحول تلك الشرارة إلى نور متوهج. التقنية هنا ليست بديلاً عن الحس الفني، بل وسيلة تعزز قدرة المصمم على التعبير، وتحرره من قيود التنفيذ الميكانيكي ليمنح وقته للفكرة والإبداع.

وبين الموهبة الفطرية، والتدريب المنهجي والتعليم، والذكاء الاصطناعي كأداة مساندة، يولد المصمم القادر على الجمع بين الروح الإنسانية والابتكار التقني، ليُقدّم أعمالًا تحمل بصمته الخاصة مهما تطورت الوسائل التقنية الحديثة.

 

وما مدى خطورته على مستقبل الوظائف ؟

سؤال مهم جدًا وواقعي..

الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الوظائف، بل يُعيد تشكيلها؛ والخطر الحقيقي ليس في التقنية ذاتها، بل في تجاهل التعلّم والتطور.

إن الذكاء الاصطناعي والوظائف في مجال التصميم هو إعادة تشكيل لا إلغاء فالذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف بشكل كامل، لكنه سيُغيّر طبيعتها. بعض المهام الروتينية والتنفيذية قد تختفي، بينما ستزداد الحاجة للمصممين القادرين على التفكير اي التفكير الإبداعي بعقل مصمم وخياله والابتكار المفاهيمي وإدارة أدوات الذكاء الاصطناعي، ف بالموهبة والتدريب والعلم والصقل والتقنية نحصل على الأمان الوظيفي والخطر يواجه من يكتفي بالمهارات التقليدية دون تطوير نفسه أما المصمم الذي يجمع بين الموهبة، والعلم والتدريب، والقدرة ايضا على توظيف الذكاء الاصطناعي سيظل مطلوبًا أكثر من أي وقت مضى وسيودي أيضاً لولادة وظائف جديدة وستختفي بعض المهام، ستنشأ مجالات جديدة مثل مصمم الأنظمة الذكية، مخرج التجارب الإبداعية بالذكاء الاصطناعي، ومختص أخلاقيات التصميم.

والخطورة حقيقةً ليست في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في تجاهل ذلك التطور ليجد الفرصه تتقلّص أما من يدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في عمله فسيكون في طليعة السوق يقود ذلك التغيير في في مجال التصميم  بدل من أن يخشى منه.