Skip to main content

وكيل كلية الفنون د. غريب بحاري : 380 طالبا وطالبة في كلية الفنون

الدكتور غريب بحاري أستاذ مشارك ووكيل كلية الفنون للشؤون التعليمية والأكاديمية، من القيادات الأكاديمية البارزة التي تمتاز برؤيةٍ تطويرية واستشرافية في مجالات التعليم والبحث العلمي. أسهم في تصميم وتفعيل منظومات حوكمةٍ داخلية تهدف إلى تعزيز كفاءة الأداء الأكاديمي بالكلية وضمان جودة المخرجات التعليمية. يتمتع بخبرةٍ واسعة في المجال الأكاديمي، وسجلٍ حافل بالمشاركات في المؤتمرات والورش العلمية داخل المملكة وخارجها. يتبنّى نهجًا قياديًا يرتكز على الابتكار الأكاديمي وتوظيف التقنيات الحديثة لدعم التميز المؤسسي وتحقيق أهداف التنمية الوطنية.. استضفناه في هذا اللقاء وأجرينا معه الحوار التالي..

××××××××××××

حوار/ تركي الخنافر ، تصوير : الوليد بن سعود

×××××××××××

* بدايةً، نود أن تعرفنا على طبيعة عملكم ودوركم داخل كلية الفنون؟

أولًا، يسرّنا في كلية الفنون أن نقدّم لرسالة الجامعة خالص الشكر والتقدير على هذه المبادرة الإعلامية المميزة، ونثمّن اهتمامها المتواصل بإبراز جهود الكليات ومسيرتها الأكاديمية بما يتواءم مع توجهات الجامعة الإستراتيجية. وفيما يتعلّق بطبيعة عملي كوكيلٍ للشؤون التعليمية والأكاديمية، فإننا نعمل على الإشراف الشامل على شؤون العملية التعليمية والأكاديمية بما يضمن تحقيق المخرجات المنشودة، ونُولي اهتمامًا خاصًا بتطوير الخطط الدراسية ودعم أعضاء هيئة التدريس والطلبة، وتوفير بيئةٍ تعليمية محفّزة للإبداع والابتكار. كما نحرص على تكامل العمل بين الأقسام الأكاديمية وتحديث المناهج والبرامج لتواكب التطورات الحديثة في مجالات الفنون المتنوعة. ونسعى من خلال هذه الجهود – وغيرها – إلى تأهيل جيلٍ من الفنانين والمبدعين القادرين على الإسهام الفاعل في تطوير المشهد الفني والثقافي في وطننا.

* ما أبرز البرامج الأكاديمية والخطط الدراسية التي تقدمها الكلية حاليًا؟

يوجد لدينا في الوقت الحاضر أربعة برامج أكاديمية: الفنون في المسرح، والفنون السينمائية ضمن قسم الفنون الأدائية، والتصميم الجرافيكي الخاص بقسم التصميم، والفنون البصرية التابع لقسم الفنون البصرية. نحرص من خلالها على تأهيل كوادر فنية متميزة تمتلك المهارات النظرية والتطبيقية التي تتوافق مع معايير الجودة الأكاديمية وتلبي احتياجات سوق العمل. كما نعمل على استكمال إجراءات إطلاق برنامج الفنون في الموسيقى، والذي يُعدّ إضافة نوعية تُسهم في توسيع نطاق التخصصات الفنية وتعزيز الحراك الثقافي. وإلى جانب برامج البكالوريوس، تقدم الكلية دبلوماتٍ مهنية مثل دبلوم صناعة الأفلام ودبلوم التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية، والتي تُعنى بتطوير المهارات التطبيقية للممارسين في مجالات الفنون. ويتوفر لدينا كذلك برامج دراسات عليا في الماجستير والدكتوراة في التربية الفنية، بهدف إعداد باحثين ومختصين يرفدون الميدان بمبادراتٍ نوعية تخدم المجتمع وتدعم مسيرة التعليم الفني.

* كم يبلغ عدد الطلاب والطالبات في الكلية؟

يبلغ عدد طلاب وطالبات كلية الفنون في مرحلة البكالوريوس ما يقارب ٣٨٠ طالب وطالبة موزعين على البرامج الأكاديمية الأربعة ومستوى فنون عام التمهيدي. كما يشهد برنامج الدبلومات المهنية إقبالًا متزايدًا لما تتسم به من طابعٍ تطبيقي وارتباطٍ وثيق بمتطلبات سوق العمل. ويتوفر لدينا كذلك برامج الدراسات العليا والتي تضم نخبة من الباحثين المهتمين بتطوير مجالات الفنون. ويُعد هذا التنوع الأكاديمي دليلًا على النمو المتسارع للكلية وأهمية دورها في تنمية القطاع الفني ورفده بكفاءاتٍ وطنية مبدعة قادرة على صناعة مستقبلٍ ثقافي مزدهر.

* هناك بعض التخصصات يُقال إنها لا تتماشى مع احتياجات سوق العمل.. ما موقف الكلية من هذا الطرح؟ وهل هناك تقييم مستمر لمدى ملاءمة البرامج الأكاديمية مع السوق؟

نؤمن في كلية الفنون بأن سوق العمل يمتد ليشمل منظومة الصناعات الإبداعية والثقافية التي تشهد نموًا متسارعًا محليًا وعالميًا؛ لذا نحرص منذ تأسيس الكلية على تصميم برامج أكاديمية تتوافق مع احتياجات القطاع الثقافي والإبداعي، من خلال دراساتٍ تحليلية ومقارناتٍ معيارية مع كليات الفنون المرموقة دوليًا. ولضمان التطوير المستمر، تم تشكيل لجنة متخصصة لمراجعة البرامج الأكاديمية وتحديثها بما يواكب المستجدات العلمية والفنية. وعلى الرغم من أن الكلية ما زالت في مرحلةٍ مبكرة، فإننا نعمل بشكلٍ استباقي على تهيئة طلبتنا بالمهارات الفنية والمعرفية وريادة الأعمال الإبداعية، ليكونوا قادرين -بإذن الله- مستقبلًا على الإسهام في تنمية الصناعات الثقافية والفنية في المملكة.

* هل لدى الكلية تعاون فعّال مع جهات خارج الجامعة في مجالات الفنون؟

تحرص الجامعة على بناء شراكاتٍ إستراتيجية فاعلة مع الجهات المعنية بالفنون والثقافة، بما يسهم في تعزيز جودة العملية التعليمية بالكلية وتوسيع آفاق التدريب والتطبيق العملي لطلبتها. ومن خلال هذه الشراكات مع عددٍ من الجهات، من أبرزها وزارة الثقافة والمعهد الملكي للفنون وهيئة التدريب الموسيقي، نعمل على الاستفادة من الخبرات وتعزيز التعاون البنّاء الداعم لتطوير مجالات الفنون ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030. وتُعد هذه الشراكات رافدًا مهمًا لدعم المسيرة التعليمية والتطويرية لمجالات الفنون، وتعزيز التكامل بين التعليم الأكاديمي والمجتمع الثقافي، والمساهمة في تطوير المشهد الفني.

* ماذا عن البحث العلمي وهل هناك ارقام لعدد البحوث التي أنجزتها الكلية خلال السنوات الماضية؟

لا يحضرني رقم محدّد، غير أنّ البحوث والدراسات الفنية تُعدّ أحد المرتكزات الأساسية التي نحرص في كلية الفنون على تعزيزها، انطلاقًا من إيماننا العميق بدور البحث العلمي في تطوير مجالات الفنون وخدمة المجتمع. وقد شهدنا نموًا متدرّجًا في النشاط البحثي، مما يعكس الاهتمام بتوسيع آفاق المعرفة والإبداع الفني. كما نعمل على دعم المبادرات والمشاريع البحثية، وتشجيع النشر العلمي والتعاون البحثي داخل الجامعة ومع الجهات الخارجية ذات العلاقة، بما يسهم في دعم مكانة الكلية الأكاديمية وتعزيز توجهات جامعة الملك سعود نحو الريادة في الابداع والابتكار.

* ما أبرز المبادرات أو المشاريع التي تعمل عليها الكلية حاليًا لخدمة المجتمع؟

نولي في الكلية اهتمامًا كبيرًا بدورنا في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي الفني والثقافي، من خلال مبادرات ومشاريع تسهم في دعم الحراك الفني داخل الجامعة وخارجها. نعمل على تنظيم مؤتمر الفنون الدولي ليكون منصة تجمع الباحثين والممارسين لتبادل الخبرات وعرض التجارب الإبداعية. كما نشجع الطلاب والطالبات على المشاركة في الأنشطة الفنية والتصميمية والإبداعية، بما يُسهم في إثراء البيئة الجامعية وتعزيز الذائقة الفنية في المجتمع. ونسعى أيضًا عبر المبادرات المجتمعية إلى نشر الثقافة البصرية وترسيخ دور الفنون كرافدٍ للتنمية الثقافية والاجتماعية.

* ما خطط الكلية المستقبلية لتطوير برامجها بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030؟

نعمل على بناء خططٍ تطويرية شاملة لبرامجنا الأكاديمية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 والتي تولي الثقافة والفنون مكانة محورية في التنمية الوطنية. نركز على تحديث المناهج الدراسية لتواكب التطورات التقنية والفكرية في مجالات الفنون، وتعزيز التكامل بين الجوانب النظرية والتطبيقية بما يخدم سوق العمل في الصناعات الإبداعية. كما نسعى إلى توسيع التعاون مع المؤسسات الفنية والثقافية، واستحداث برامج جديدة في مجالاتٍ فنيةٍ متخصصة مثل الموسيقى وغيرها، لتلبية احتياجات المجتمع وتعزيز التنوع الأكاديمي. وتمثل هذه الجهود امتدادًا لالتزامنا بأن نكون منارةً للابتكار والإبداع، تسهم في بناء مجتمعٍ واعٍ بالفنون والثقافة الوطنية. 

* كيف تسهم الكلية في دعم المواهب الإبداعية بين طلابها وصقل مهاراتهم الفنية؟

نحرص دائمًا على دعم المواهب الإبداعية وصقل مهارات الطلبة الفنية من خلال بيئةٍ تعليمية تجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي. نعمل على اكتشاف المواهب مبكرًا عبر الأنشطة الصفية واللاصفية، وتوفير التوجيه الأكاديمي والفني الذي يساعدهم على تطوير أساليبهم التعبيرية وإبراز شخصياتهم الفنية. كما يتم تنظيم فعاليات ومعارض فنية تتيح للطلبة عرض أعمالهم أمام الجمهور وتعزز ثقتهم بأنفسهم كمبدعين قادرين على الإسهام في المشهد الفني الوطني. ونؤمن بأن رعاية الموهبة تشمل بناء شخصيةٍ فنية تمتلك القدرة على الإبداع والابتكار والمنافسة محليًا ودوليًا، وهو ما نعمل عليه ضمن رسالتنا التعليمية والثقافية.

* ما دور الكلية في تعزيز الفنون السعودية من خلال المعارض أو المشاركات الثقافية أو غير ذلك؟

نعمل باستمرار على تعزيز حضور الفنون السعودية من خلال المعارض والمشاركات الثقافية والأنشطة المتنوعة، إيمانًا منا بدور الفن في التعبير عن الهوية الوطنية والحراك الثقافي. وقد شارك طلابنا وطالباتنا في فعالياتٍ فنية محلية ودولية، من أبرزها ترشيح إحدى طالبات الكلية من قِبل هيئة الأفلام للمشاركة في مهرجان "كان" السينمائي في فرنسا، وهو إنجاز نفخر به ونعُدّه امتدادًا للتميّز الأكاديمي لطلبة الكلية. كما نحظى بحضورٍ فاعل في مجالات الفنون الأدائية، والتصميم، والفن البصري على مستوى الجامعة، من خلال مشروعاتٍ تسهم في تطوير الهوية البصرية وتعزيز الجمال الفني في البيئة الجامعية. وتأتي هذه الجهود -وغيرها- ضمن رؤيتنا لتعزيز مكانة الكلية كمنصةٍ للإبداع تعمل على دعم المشهد الفني السعودي وتحقيق الاستدامة الثقافية والإبداعية.

* رسالة ختامية؟

أتقدم لكم بجزيل الشكر على إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على جهود الكلية ومسيرتها الأكاديمية والفنية. كما أقدم خالص الشكر وعظيم الامتنان لمعالي رئيس مجلس إدارة جامعة الملك سعود وسعادة رئيس الجامعة المُكلَّف على دعمهم المتواصل وتمكينهم الدائم لمسيرة الفنون بالجامعة، مؤكدين عزمنا على مواصلة العمل لترسيخ مكانة الكلية كمنارةٍ للعلم والإبداع وخدمة الوطن.