في عالمٍ متسارع بشكل كبير ومعقدٍ للغاية، هناك عدة عوامل أثرت على هذا التسارع مثل التطور الكبير للتقنيات وكذلك وجود اختلاف الثقافات بين الأجيال والسعي وراء الشهرة وكسب المال. هذه العوامل والظروف الأخرى قد تصنع إعلام موجه لمصلحةٍ شخصية قد يطمع صاحبها على تأثير وكسب عاطفة الاخرين دون إدراكٍ منهم أنهم قد وقعوا في فخٍ إعلامي معين. تتزايد وتنتشربسرعةٍ كبيرة جدًا العديد من الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي والتي تستهدف فئات معينة من أجل كسب المزيد من المتابعين المؤيدين! منها حسابات تهتم بجانب كرة القدم والأندية أو حتى اللاعبين المفضلين لديهم. ولكن قد يغفل هؤلاء المتابعين عن عمر صاحب الحساب أو القناة أو حتى أهدافه الشخصية من وراء إنشاء هذه الحسابات. الكارثة عندما يكون المتابع مصدقًا لبعض الأخبار والأقاويل والتصريحات المزيفة دون السعي وراء الحقيقة رغم تعدد وسائل الحصول عليها. عندما يتعلق الموضوع لناديهم أو لاعبهم المفضل، قد يرفض البعض تقبل الحقيقة والنقد وكأنها خط أحمر ولاسيما عندما يكون المتابعين صغار السن والمراهقين. شخصيًا أجد هذه الأشياء بشكلٍ يومي وكأنها نُقلت ونُسبت لشخصٍ ما دون أن تحدث من الأساس، والغريب أن البعض يرفض التشكيك بصحتها مهما كانت أدلتك مستندة على مرجعٍ معين معتمد وحقيقة لا غبار عليها. مثالًا آخر على ذلك حول الاختلاف حول أصل زراعة فاكهتي (الليمون الأخضر واللوز) هناك من ينسبها إلى الأحساء وتحمل اسم مثلا (ليمون حساوي) أو أنها (ليمون قطيفي) فهذه المصطلحات ظهرت في الآونة الأخيرة فقط وهي ما أثرت فعلًا على أصل تلك الفاكهة.
الجوانب الأخرى أيضًا مثل السياسية والتي قد تدار من جهاتٍ أجنبية وتهدف للتأثير على مجتمعاتٍ معينة أخرى لإثارة الرأي العام لديهم. تجد على سبيل المثال العشرات من القنوات الفضائية تقوم بتغطيةٍ إخبارية لحدثٍ ما، ولكن قد تجده نقل بأسلوبٍ غير احترافي أو مهني وعندها لا تعرف من الظالم أو المظلوم! أصبح الواقع الآن مع التطور المرعب للذكاء الاصطناعي يصنع فيديوهات وصور ومقاطع صوتية قد تبدو للبعض أنها حقيقية ويصعب التشكيك فيها. لسنواتٍ طويلة جدًا على سبيل المثال تعتمد صناعة الأفلام الأمريكية على هذه التقنيات لتسويق ونجاح أفلامها. ولكن هل نتساءل لو هذه التقنيات نفذها شخصٌ ما لغرض تشويه سمعة طرفٍ أخر أو هدمٍ للقيم المجتمعية ماذا سوف يحدث؟
لمواجهة هذه التحديات الإعلامية لابد من وجود نمو إدراكي للفرد والمعرفة التامة للتعامل مع هذه التحديات. فالحسابات في منصات التواصل الاجتماعي أو القنوات التابعة لها لا تعني أنها موثوقة 100%. هناك فرق بين متابعة حساب ما وبين التصديق بها. يجب أن تتحلى هذه المواقع والحسابات بمختلف مجالاتها بالمصداقية ونقل الأخبار دون التأثير على مضمونها. على الرغم من وجود العديد من المواقع والمعلومات على شبكة الإنترنت، ولكن عندما يراد الحصول على معلومةٍ معينة أو اقتباسها كمصدرٍ رسمي قد نجدها شحيحة جدًا. ولذلك تسعى حكومتنا الرشيدة ممثلة بالجهات الحكومية منها وزارة الداخلية، الخارجية، والإعلام قدر المستطاع للتصدي لمثل هذه الأخبار المزيفة أو حتى الأشخاص الراغبين بتحقيق مصالح شخصية بغض النظر عن مصلحة المجتمع. وإحدى هذه الأمور الحصول على (رخصة المزاولة الإعلامية) أو كما تسمى (رخصة موثوق) حيث إنها تلجأ إلى نظام مراقبةٍ شديدة للمحتوى الإعلامي المقدم بما يتوافق مع القوانين والأنظمة المتبع بها داخل البلاد.
أ. حسين سعيد الغاوي
 
            
    