استطلاع / إبراهيم القحطاني، علي الدوسري، ماجد الحربي
مع امتداد ساعات المحاضرات بين فترتي الصباح والمساء، يجد عدد كبير من طلبة الجامعة أنفسهم مشتتين ذهنيًا وغير قادرين على تنظيم أوقاتهم أو استغلال ساعات اليوم في الدراسة أو المراجعة أو أداء الالتزامات الشخصية والعائلية والاجتماعية، فبعض الطلاب عندهم ساعات صباحية وساعات مسائية في نفس اليوم وبينهما ساعات فراغ طويلة (بريكات) لا يستطيعون خلالها الذهاب إلى بيوتهم والعودة منها بسبب الازدحام الشديد وبُعد المسافات، ويتمنون من إدارة الجامعة تنظيم الجداول الدراسية بشكلٍ أفضل وأكثر مراعاة لظروف الطلاب والتزاماتهم بحيث تكون هناك جداول صباحية بحتة تنتهي عند الساعة الواحدة أو الثانية ظهرًا كحد أقصى، وجداول مسائية تبدأ بعد العصر وتنتهي قبل التاسعة مساءً..
أُفضل المسائي
الطالب فهد الشهري يفضل الدوام المسائي ويقول: أنا من المؤيدين لفكرة الدوام المسائي، لأنني أرى أنه خيار ممتاز لطلاب الجامعة الذين لديهم أعمال أو التزامات في الصباح. بالنسبة لي، أستغل وقت الصباح في المذاكرة أو أداء بعض الأنشطة، ثم أذهب إلى الجامعة في المساء وأنا أكثر استعدادًا. الجو في المساء هادئ، وعدد الطلاب أقل، مما يساعدني على التركيز أكثر أثناء المحاضرات. بالإضافة إلى ذلك، المواصلات والمواقف تكون أسهل بكثير مقارنة بالفترة الصباحية. صحيح أن العودة إلى المنزل تكون متأخرة نوعًا ما، لكنني أرى أن تنظيم الوقت يعوض هذا الجانب. أعتقد أن الدوام المسائي فرصة جيدة للطلاب الذين يعرفون كيف يديرون وقتهم ويستفيدون من مرونة اليوم الدراسي.
الصباحي أفضل
الطالب نافل السبيعي يرى أن دوام الصباح ممتاز عكس الدوام المسائي بسبب الإرهاق البدني وعدم القدرة على تنظيم الوقت الجامعي والشخصي. وقال: بصراحة أنا من الأشخاص الذين لا يفضلون الدوام المسائي إطلاقًا. أشعر أنه مرهق جدًا لأن الجسم والعقل يكونان أقل نشاطًا في فترة المساء، خاصةً بعد يومٍ طويل من الالتزامات أو التعب. أحيانًا أحضر المحاضرات وأنا مجهد ولا أستطيع التركيز بشكلٍ كافٍ، وهذا يؤثر سلبًا على تحصيلي الدراسي. كذلك أجد صعوبة في المذاكرة بعد الدوام، لأن الوقت يصبح متأخرًا والذهن متعب. بالإضافة إلى ذلك، الحياة الاجتماعية تتأثر لأن أغلب الأنشطة العائلية تكون في المساء. أعتقد أن الدوام الصباحي أفضل بكثير لأنه يعطي طاقة ونشاطًا، ويتيح وقتًا بعد الجامعة لإنجاز بقية الأمور.
تجنب الزحمة
الطالب عبدالعزيز الدريبي، أنا أرى أن الدوام المسائي له مميزات وعيوب في نفس الوقت. من جهة، هو مريح للذين يفضلون الاستيقاظ المتأخر، ويعطي وقتًا كافيًا في الصباح للمذاكرة أو الراحة. ومن جهةٍ أخرى، التركيز يقل بعد المغرب، خصوصًا في المواد الطويلة أو المحاضرات النظرية وهذه مشكلة تتعلق بالدوام المسائي. بالنسبة لي، أستفيد من هدوء الجامعة في المساء، لكن أحيانًا أشعر أن اليوم ينتهي بسرعة ولا يبقى وقت كافٍ للحياة الشخصية أو المراجعة. أعتقد أن الفكرة جيدة إذا تم تنظيم الجدول بحيث تنتهي المحاضرات قبل التاسعة مساءً، لأن التأخير يرهق الجميع. بشكلٍ عام، أنا لا أرفض الفكرة لكن أرى أنها تحتاج إلى تنظيمٍ أفضل.
تجربة ممتازة ومريحة
الطالب عبدالله القحطاني: أنا أعتبر الدوام المسائي تجربة ممتازة جدًا ومريحة بالنسبة لي. أحب الهدوء، وفي المساء الجو العام يكون أكثر استقرارًا وتركيزًا. أستغل الصباح لمراجعة المحاضرات السابقة أو لإنجاز واجباتي، وبعد العصر أتهيأ للدراسة وأنا مرتاح. أيضًا، أجد أن التعامل مع الأساتذة في المساء يكون أهدأ وأكثر مرونة لأن عدد الطلاب أقل. بالنسبة للمواصلات، فالوصول أسهل والزحمة أقل بكثير. صحيح أن بعض الناس يشكون من الإرهاق، لكن بالنسبة لي المساء هو الوقت الذي أكون فيه في أفضل حالاتي الذهنية. لو خُيّرت بين الصباحي والمسائي فسأختار المسائي دون تردد لأنه يناسب نمط حياتي وطريقتي في الدراسة.
غير مناسب أبدًا
الطالب أحمد مخلص: المحاضرات الصباحية أفضل لأن العقل يكون في نشاطه الكامل عكس الدوام المسائي الذي يكون فيه انخفاض في نشاط العقل. من وجهة نظري، الدوام المسائي غير مناسب أبدًا لطلاب الجامعة، خصوصًا في الفصول الدراسية الطويلة. أنا شخصيًا جربته وشعرت أنه متعب نفسيًا وجسديًا. اليوم كله يضيع في الانتظار إلى أن يحين موعد المحاضرات، ولا أستطيع إنجاز أي شيء مهم في الصباح لأن تفكيري كله مشغول بالدراسة المسائية. بعد انتهاء الدوام أعود مرهقًا ولا أستطيع المذاكرة أو النوم مبكرًا. كذلك، أرى أن قلة الأنشطة الجامعية في الفترة المسائية تجعل التجربة مملة. الصباح أفضل بكثير لأن الذهن يكون صافيًا والطاقة عالية، والطلاب أكثر تفاعلًا. لذلك، أتمنى أن تظل أغلب المحاضرات في الصباح، وأن يكون المسائي فقط لحالات الضرورة.
أعارضه بشدة
الطالب ناصر الأحيدب: المحاضرات المسائية يكون فيها ضغط ما بين الجامعة والأشغال الشخصية ووقتك لأهلك وأقاربك وأصحابك. وأضاف: أنا كطالب في جامعة الملك سعود أعارض الدوام المسائي بشدة. أجد أن المحاضرات المسائية تسبب ضغطًا كبيرًا على حياتي اليومية، لأنه يصعب عليّ الموازنة بين الدراسة والواجبات الجامعية وبين الأعمال الشخصية والمهمات اليومية. كما أن وقتي مع أهلي وأقاربي وأصدقائي يصبح محدودًا جدًا، وهذا يؤثر على حياتي الاجتماعية ويزيد شعوري بالإرهاق. بعد يوم طويل من النشاطات والمحاضرات، يقل تركيزي وصعوبة الاستيعاب تزداد، ويصبح من الصعب متابعة الدروس بشكل فعّال. كما أواجه صعوبة أحيانًا في وسائل النقل بعد انتهاء المحاضرات، مما يجعل الدوام المسائي أقل أمانًا وأكثر إرهاقًا، لذلك أرى أن الدوام الصباحي هو الأنسب لي ولزملائي، لأنه يمنحنا وقتًا أفضل للراحة والمذاكرة والأنشطة الاجتماعية، ويقلل الضغط النفسي والجسدي بشكل كبير.
 
            
     
