في كل صباحٍ جامعي، ومع شمس الرياض الحارقة، كانت السيارات تصطف تحت أشعة الشمس الملتهبة بلا حماية، ينتظر السائقون وأولياء الأمور الطالبات لساعاتٍ طويلة، وتعود الطالبة إلى سيارتها بعد المحاضرة لتجدها وكأنها “فرن مغلق”. هذا المشهد اليوم تغيّر تمامًا بفضل الله ثم بفضل مشروع المظلات الجديد في المدينة الجامعية للطالبات، الذي أنجزته وكالة الجامعة للمشاريع في مرحلته الأولى مؤخرًا، ضمن خطة ثلاثية لتغطية جميع المواقف بمظلاتٍ حديثة تجمع بين الراحة والجمال.
المرحلة الأولى وحدها شملت تركيب أكثر من 700 مظلة تغطي أكثر من 1400 سيارة عند بوابات الصالات الرئيسية، في مشروعٍ يهدف إلى خلق بيئةٍ جامعية أكثر راحة وأمانًا لمنسوبات الجامعة وزائراتها. والأجمل أن التصميم جاء متناسقًا مع الطابع المعماري للمدينة الجامعية، مما جعلها إضافة جمالية قبل أن تكون عملية.
لكن الأثر الحقيقي لهذا المشروع لا يقتصر على الطالبات فقط، بل يمتد ليشمل السائقين الذين ينتظرون بالساعات، وأعضاء هيئة التدريس، وأولياء الأمور والزائرين الذين يراجعون الكليات والإدارات المختلفة. الكل الآن يستفيد من هذه المظلات التي توفر لهم بيئة مريحة وآمنة من حرارة الشمس أو تقلبات الطقس.
كم هو جميل أن نرى مشاريع تُنفَّذ انطلاقًا من احتياجات الناس الفعلية. هذا المشروع البسيط في فكرته، الكبير في أثره، يعبّر عن رؤية الجامعة في جعل مرافقها أكثر إنسانية، وأكثر قربًا من واقع من يعيشها يوميًا.
نحن كطلابٍ وطالبات نشعر بالامتنان لكل جهد يسهم في تحسين بيئتنا الجامعية، ونتطلع إلى اكتمال المرحلتين الثانية والثالثة من المشروع، حتى تُغَطّى جميع المواقف في المدينة الجامعية.
إنها خطوة تعبّر عن اهتمامٍ حقيقي بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق الكبير في يومنا الدراسي.
خالد مشعل الصويغ – كلية علوم الأغذية والزراعة