Skip to main content

لا تسمع كل ما يقال ولا تقل كل ما تسمع

في كل لقاء أو مجلس نستمع للعديد من المعلومات والأخبار التي يرويها المتحدث ويتبناها ويعبر بها عن وجهة نظره دون التأكد من صحتها، وحتى يضفي المتحدث مصداقية لكلامه يسبقها في العادة بعبارات مثل: «أثبتت الدراسات» و»أكدت الإحصاءات» فيصدقه الحضور ويأخذون كلامه على أنه حقيقة مسلم بها لا تقبل النقاش وينقلون ما قاله لغيرهم مع بعض الإضافات والزيادات في الكلام!

في إحدى قاعات المحاضرات حدثت مناظرة بين أكاديمي ملحد يدعى «بيركنز» والداعية البريطاني المسلم «حمزة تزورتزس» فكان مما قاله الأكاديمي الملحد: «إن العلم والمعرفة محرمان في الإسلام»، وبعد أن أكمل حديثه وجاء دور الداعية المسلم للحديث، وجه كلامه للملحد وقال له: أنت قلت إن العلم والمعرفة محرمان في الإسلام، فأعطني الدليل على ذلك من القرآن أو السنة، فإن لم تفعل فأنت إما كاذب أو جاهل، وإن كنت كاذبا يجب أن تعتذر للحضور!

تلعثم الملحد في رده، ثم قال: أخطأت في استخدام كلمة حرام، وكنت أقصد أنه جاء في أحد كتب «الغزالي» أن الإسلام يدين العقل، في نهاية المناظرة تأكد كل من حضرها أن الملحد كاذب، وأن ليس كل ما يسمع يصدق!

الناس في الغالب تصدق الآخرين لأسباب عديدة، قد يكون من ضمنها أن ما يقوله المتحدث يوافق هوى أنفسهم حتى لو تضمن كلامه مبالغة واضحة تصل إلى حد الكذب، أو أنه يملك سمات ومهارات شخصية وأسلوبا جذابا في الحديث وقدرة على الإقناع، أو أن له مكانة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية تجعل الناس تثق في كلامه وتصدقه.

إذا هاجمك الناس وأنت على حق أو قذعوك بالنقد فافرح فإنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثر، ولا يُرمى إلا الشجر المثمر! وإياك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر، وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهور، وإياك والشائعة، واحفظ لسانك فإنه حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك. 

لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر ..أخيرا، لا تصدق كل ما تسمع، وصدق فقط نصف ما ترى وتشاهد، واترك النصف الآخر لعقلك، ولا تنقل كل ما تسمع، فالبعض يجيد اختلاق المواقف والأحداث كأنها حقيقة!