Skip to main content

مفتاح العلاقات الإنسانية الناجحة

يرى الأخصائيون الاجتماعيون أن المفتاح الحقيقي للعلاقات الإنسانية الناجحة هو معرفة الإنسان لطبيعة الأشخاص الذين يود إقامة علاقات معهم بشكل أكبر وأعمق كما هي عليه، وليس كما يعتقد أو يحب أن تكون عليه، وتقبل تلك الشخصية بطبيعتها.

ويقولون إن الإنسان إذا علم طبيعة الأشخاص الذين يتعامل معهم وطريقة تفكيرهم فإنه يكون في موقفٍ يسمح له بالنجاح وتعامله سيكون مجدياً، وينصح في هذه الحالة بأن يكون الشخص على طبيعته وعفويته عند التواصل مع الآخرين.

الاهتمام باللقاء الأول يعد من الأمور المهمة والحاسمة في العلاقات الإنسانية؛ فغالباً تُبنى الانطباعات على اللقاء الأول؛ حيث يحكُم الناس على الفرد من خلال اللقاء الأوّل له، وما تصدر عنه من كلماتٍ وتصرفات؛ فمن بدأ لقاءه الأول بالتهريج والضحك والاستهتار مثلاً، فمن الصعب على الطرف الآخر أن يتكلّم معه بجدية في اللقاءات الأخرى. 

وبمقدار تقدير الفرد لذاته ونفسه يتمّ تقبل الآخرين له وتقديره واحترامه، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الفرد في تحديد الشكل الاجتماعي الذي ينظر إليه الآخرون؛ فالشخص الذي لديه ذكاء اجتماعي يعرف أنّ المكانة التي يضعها الناس له هي ذاتها التي اتخذها هو لنفسه والتي تتناسب معه، وعند ذلك سيلزم الآخرين بالتعامل معه كما يريد، فهو من قرّر وحدّد مكانته ودرجته عند الآخرين؛ فإن تصرَّف الفرد على أنّه لا شيء فالجميع سيعاملونه بالقيمة نفسها التي حدّدها لنفسه، وإن تصرّف على أن له شأناً عظيماً فإنهم لن يكون لديهم الخيار سوى أن يعاملوه بأنه شخصٌ ذو شأنٍ عظيم.