مبادرة للقراءة الحُرّة الرصينة

 

 

 

«الكتاب هو الجليس الذي لا يُطريك والرفيق الذي لا يملّك» مقولة. كان يوم الخامس عشر من شهر رجب لعام 1439 عامرًا بالثفاقة حافلاً بالفكر المبدع، حلّقنا فيه في متون وبطون الكتب وأجوائها الساحرة، وامتد تحليقنا أسبوعًا كاملاً انتهى يوم الخميس الموافق 19 رجب 1439هـ. 

عبر مبادرة انبثقت من وكالة كلية الطب شطر الطالبات بجامعة الملك سعود حملت عنوان «على متن كتاب 1» تم خلالها استضافة دار نشر جامعة الملك سعود العريقة، ممثلة بقسمها النسائي، ودار ومكتبة وقت القراءة «بوك تشينو»، وهي مكتبة أنشئت من أجل جذب وتحبيب الفئة التي لا تقرأ في القراءة عبر كتب للعين وللفكر جاذبة وإكسسورات أنيقة وفواصل رشيقة وأقداح قهوة خلابة وعبارات آسرة عن القراءة.

جاءت هذه المبادرة امتداداً لمعرض الكتاب الدولي بالرياض والذي أغلق أبوابة بنهاية السابع من رجب لعام 1439هـ، ومن أجل تشجيع القراءة الحرة والرصينة والهادفة، وللأمانة لم نتوقع هذا الإقبال المنقطع النظير عليها من الطالبات والمنسوبات، حيث غدا بهو كلية الطب مكتظاً ومزدحماً بالزائرات من كل حدب وصوب من معظم كليات الجامعة الطبية والعلمية والإنسانية.

تهافتت الطالبات والمنسوبات على شراء واقتناء الكتب المتنوعة ما بين دين وأدب وثفاقة وكتب وتاريخ وعلوم وروايات وقصص، وكان الحب والشغف هو المخيم على الجو وعلى الوجوه، وأصبح بهو كلية الطب قبلة للزائرات على مدار أسبوع كامل منذ الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً.

تبادلنا مع الطالبات والمنسوبات آراء ثقافية، وخيمت أجواء الفكر والأدب والخيال العلمي والشعر على المكان، أبحرنا سويًا في أعماق الكتب واستمعنا لمقترحات حول أجمل الكتب وأكثرها رصانة ورزانة وتأثيرًا وتهذيبًا للذوق والنفس، وتنشيطاً للفكر، غصنا في عوالم جميلة، وبدا لنا أن عصر القراءة وعصر الكتاب الورقي ما زال صامدًا لم يندثر رغم طغيان واكتساح العالم الرقمي والافتراضي لكل شيء في حياتنا الدينا وحياة أهلينا وأحبابنا من حولنا.

جميلة هي انطباعات الطالبات والمنسوبات ومؤثرة، حيث أكدن على أن أسبوع القراءة غير كثيرًا وكسر الجو الرتيب الممل الذي كان يعتري الأقسام الطبية العلمية خاصة والمتمحور حول الدراسة والأجواء الأكاديمية البحتة دون تنويع، ولاحظن أنه حتى من لا تحب القراءة من زميلاتهن والصديقات انجذبن لسحر القراءة واشترين كتابًا أو اثنين أو ثلاثة، وقررن تخصيص جزء من وقتهن الضيق المحصور في الاستذكار لسويعات قليلة تكافئ فيها نفسها بقراءة كتاب صغير جميل أنيق رشيق الفكر مهذب.

والأجمل من ذلك تلك العبارات الآسرات النبيلات الرائقات، التي سطرتها لنا الطالبات والمنسوبات عن أسبوع القراءة الحرة بكلية الطب، على ملصقات ملونة بديعة سعدنا بها، كان أهمها أن تطول المدة من أسبوع إلى أسبوعين، فأسبوع كان في نظر الكثيرات مثل حلم عابر مر سريعاً كسرعة البرق!

انتهى أسبوع القراءة «على متن كتاب 1»، ولكن المبادرة ما زالت قائمة وممتدة ولم تنتهِ وسيتمخض عنها «على متن كتاب 2» و3 و4.

ولا يسعني في نهاية هذه السطور إلا تقديم الشكر العميق والعرفان لوكيلة كلية الطب واستشارية الطب النفسي الأستاذة الدكتورة فاطمة عبدالرحمن الحيدر، على دعمها وتشجعيها لهذه المبادرة ومتابعتها وتبنيها لها منذ البدايات كأم رؤوم، والشكر موصول لعميدة أقسام العلوم والدراسات الطبية الدكتورة ميساء القرشي على موافقتها على المبادرة وتذليلها كل العقبات كيما ترى النور.

آخر الألحان:

أنا من بدّل بالصحب الكتابا

لم أجد لي وافياً إلا الكتابا!

أ. ندى الشهري 

المسؤوولة عن المبادرة

عضو الجمعية السعودية للاتصال والإعلام 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA