ماذا تعرف عن الروهينجا؟

تعرضت له هذه القومية الضعيفة والمسالمة على أيدي أبناء جلدتهم وبلادهم.. فمن هم الروهينجا؟ وما الأسباب التي دفعت مواطنيهم لاضطهادهم وقتلهم؟ وماذا تعرف عن تاريخهم؟.. كل هذه الأسئلة والمحاور طرحناها على مجموعة من طلاب الجامعة ورجعنا بالحصيلة التالية..

 

قبيلة مسلمة

عبدالمجيد ترجمان يعتقد أن الروهينجا قبيلة مسلمة لها لغة خاصة تدعى لغة الروهينجا شبيهة باللغة العربية، وقد تعرضت هذه القبيلة لانتهاكات عديدة في حقوقها وتعرضت لكثير من الأذى خصوصاً من الجانب الاجتماعي والحقوقي والسياسي، والآن توجد عدة محاولات من عدة جهات إنسانية للمساعدة.

اضطهاد علني

وكذلك يعتقد عادل عبدالله أنهم مجموعة من المسلمين يسكنون في دولة بورما وهي التي رفضت حكومة بورما الاعتراف بهم وتهميشهم وقطع المؤونة عنهم فأصابهم الفقر والمجاعة مما أجبرهم على مغادرة بلادهم، ورغم محاولة بعضهم الفرار عن طريق البحر إلا أن هناك دولاً لم ترض باستقبالهم كماليزيا وإندونيسيا وبنغلادش بينما سمحت كل من تركيا وأمريكا باللجوء إليهما.

شمال أوروبا

أما إبراهيم محمد فعبر عن اعتقاده بأن الروهينجا هم أقليات مسلمة تعيش تحديدا في شمال أوروبا، وتعاني من وضع الأقليات، وتعرضت لكثير من الاضطهاد ولأنواع مختلفة من التعذيب والإقصاء والتهميش، وتقوم الآن جمعيات حقوق الإنسان بمحاولة التخفيف عنهم ومعالجة الموقف.

تهميش إعلامي

من جانبه قال مروان صالح إن الروهينجا هي قبيلة مسلمة تعيش في دولة بورما وسط أغلبية من البوذيين، ووقع عليها الكثير من الأذى والاضطهاد في ظل تهميش إعلامي مريب وغياب التغطية الإعلامية أو الاهتمام العالمي، حتى وصل الأمر إلى أن يحرق البوذيون بيوت الروهينجا وقراهم بالكامل ليتخلصوا منهم أو يضطروهم للفرار وترك البلاد.

لغة الروهينجا

اللغة الروهنجية ذات كتابة حديثة لشعب الروهنجيا القاطن ولاية راخين «أراكان» البورمية «ميانمار» وهي من اللغات الهندوأوروبية وترتبط لغوياً بلغة شيتاغونغ المستخدمة في الجزء البنغلاديشي الجنوبي المحاذي لبورما، وقد تمكن علماء الروهنجا بنجاح من كتابة لغتهم في نصوص مختلفة مثل العربية والأوردية والرومانية والبورمية، والحنفي هي أبجدية وضعت حديثاً استمدت من اللغة العربية مع إضافة أربعة أحرف من اللغة اللاتينية والبورمية. وقد اعترفت بها المنظمة الدولية للمعايير تحت رمز ISO 639-3 «rhg».

التاريخ

ظهرت مستوطنات المسلمين في أراكان منذ وصول العرب هناك في القرن الثامن الميلادي، ويعتقد أن السلالة المباشرة من المستوطنين العرب يعيشون الآن في وسط مركز أراكان بالقرب من بلدتي مرايك يو وكياوكتاو بدلا من منطقة مايو الحدودية القريبة من منطقة شيتاغونغ البنغلاديشية التي يقطن فيها حالياً أغلبية الروهنجا.

مملكة مرايك يو

يعود تاريخ أولى الدلائل المكتشفة عن مستوطنات مسلمي البنغال في أراكان إلى زمن الملك ناراميخلا «1430-1434م» من مملكة مرايك يو، فبعد نفي 24 سنة في البنغال استعاد سيطرته على العرش الأراكاني في 1430م بمساعدة عسكرية من سلطنة البنغال‏، حيث شكل البنغال الذين جاءوا معه مستوطناتهم الخاصة في المنطقة، وقد تنازل الملك ناراميخلا عن بعض الأراضي لسلطان البنغال معترفا بسيادته عليها.

وإدراكاً لموقع المملكة بإنها دولة تابعة فقد أعطي لملوك أراكان ألقاب إسلامية واستعملوها لتستخدم في العملة البنغالية الإسلامية داخل المملكة، وبعد وفاة السلطان جلال الدين محمد شاه سنة 1433م تحررت أراكان من تبعيتها للبنغال حيث كافأ خلفاء ناراميخلا البنغال باحتلالهم رامو في 1437 وشيتاغونغ في 1459 واستمرت شيتاغونغ تحت حكم الأراكانيين حتى سنة 1666م.

استمر ملوك أراكان في الحفاظ على الألقاب الإسلامية حتى بعد تحررهم من سلاطين البنغال، فقد قارن الملوك البوذيون أنفسهم بالسلاطين ولبسوا ملابس الحكام المغول، واستمروا في توظيف المسلمين في المناصب المرموقة داخل السلطة الحاكمة، وازداد فيها عدد المسلمين البنغال في القرن السابع عشر، وشغلوا عدة قطاعات من القوى العاملة لأراكان، حيث عملوا كتبة في المحاكم الأراكانية للغات البنغالية والفارسية والعربية، ومع أنها استمرت بوذية في أغلبها إلا أنها اعتمدت الأسلوب الإسلامي المأخوذ من سلطنة البنغال المجاورة. وينحدر العرق «كاميين/كامان» الذي تعترف به الدولة رسمياً من هؤلاء المسلمين.

الغزو البورمي

بعد الغزو البورمي لأراكان سنة 1785م فرّ ما يصل إلى 35 ألف أراكاني إلى مقاطعة شيتاكونغ المجاورة التابعة للبنغال البريطاني وذلك سنة 1799م هرباً من اضطهاد البورميين وطلباً لحماية الهند البريطانية، وقد أعدم الحكام البورميون آلاف الأراكانيين ورحلوا أعدادًا ضخمة منهم إلى وسط بورما تاركين أراكان وبها القليل من السكان حتى احتلها البريطانيون.

الاحتلال البريطاني

عندما احتل البريطانيون أراكان، شجعوا البنغال القاطنين في المناطق المجاورة على الهجرة إلى أودية أراكان الخصبة والزراعة فيها وذلك بسبب قلة سكان أراكان، وتوسعت شركة الهند الشرقية في إدارتها البنغال لتشمل أراكان، وبالتالي لم تكن هناك حدود دولية بين البنغال وأراكان، ولم تفرض قيود على الهجرة بين تلك المنطقتين، لذا انتقل آلاف البنغال من منطقة شيتاجونغ ليستقروا في أراكان بحثًا عن العمل أوائل القرن التاسع عشر، وأيضا خرج الآلاف من الراخين من أراكان ليستقروا في البنغال.

ذكر التعداد البريطاني لسنة 1891 أن عدد المسلمين في أراكان كان 58,255 ثم ارتفع إلى 178,647 في 1911، وكان السبب الأساسي لموجات الهجرة هو الحاجة لعمالة رخيصة من الهند البريطانية للعمل في حقول الأرز، وبدأ مهاجرو البنغال وأغلبهم من منطقة شيتاغونغ، بالانتقال مجموعات إلى القرى الغربية من أراكان.

ولم تكن ظاهرة الهجرة الهندية إلى بورما مقتصرة على أراكان فقط بل انتشرت إلى جميع أنحاء البلاد، فقد ذكر المؤرخون أن معدل هجرة الهنود إلى بورما بداية القرن العشرين بلغ ما لا يقل عن ربع مليون سنويًا، وارتفعت الأرقام حتى بلغت ذروتها سنة 1927، حيث وصلت إلى 480 ألف شخص، فأضحت «رانجون» أكبر منفذ للهجرة في العالم متجاوزة مدينة نيويورك، وبهذا شكل المهاجرون الهنود أغلبية السكان في أكبر مدن بورما: يانجون «رانجون» وأكياب «ستوي» وباسن «باثن» ومولمين.

الاحتلال الياباني «مذبحة عام 1942»

خلال الحرب العالمية الثانية انسحب البريطانيون من بورما تحت ضغط هجمات الجيوش اليابانية تاركين ورائهم فراغاً في الحكم، فاندلعت أعمال عنف كبيرة، منها ما هو بين قرى الراخين البوذية والروهنجا المسلمين، ومنها ما كان بين جماعات موالية لبريطانيا وقوميين بورميين، فعند انسحابهم من بورما قام البريطانيون بتسليح جماعات مسلمة في شمال أراكان لإنشاء منطقة عازلة تفصلهم عن الغزاة اليابانيين، فقد دعم الروهينجا الحلفاء في حربهم تلك بمساعدتهم في استكشاف العمق الياباني، فتعرض الآلاف منهم لفظائع من اليابانيين، حيث أفرطوا فيهم بالقتل والاغتصاب والتعذيب، ويعتقد أنه عبر في تلك الفترة 22 ألفاً من الروهنجيا الحدود إلى ولاية البنغال التي هي جزء من الهند البريطانية هربا من العنف.

حزب المجاهدين

أسس شيوخ الروهنجا الذين أيدوا حركة الجهاد في شمال أراكان سنة 1947 حزبا أسموه «حزب المجاهدين»، وكان هدفه إقامة دولة مسلمة ذاتية الحكم في أراكان، وكانوا نشطين جدا قبل انقلاب سنة 1962‏ بقيادة الجنرال ني وين الذي قام بعمليات عسكرية ضدهم على مدى عقدين، وأشدها تلك المسماة «عملية الملك التنين» التي وقعت سنة 1978م ونتج عنها فرار الكثير من مسلمي المنطقة لاجئين إلى بنغلاديش المجاورة، ومع ذلك فما زال المجاهدون البورميون المسلمون نشطون في المناطق النائية من أراكان.

كان التعاون بين المجاهدين البورميين مع نظرائهم البنغلاديش كبيرًا إلا أنهم فضلوا خلال السنوات الأخيرة أن يوسعوا من شبكاتهم إلى مستوى دولي، فتمكنوا من جمع التبرعات وتلقي التدريبات العسكرية خارج بورما وانتشر العديد من المهاجرين الروهنجا في كراتشي إضافة لمن في بنغلاديش.

تمييز عنصري

اعتمد المجلس العسكري الذي حكم بورما منذ نصف قرن اعتمادًا كبيرًا على القومية البورمية وديانة تيرافادا البوذية لتعزيز حكمه، لذا فقد رأى خبراء الحكومة الأميركية بأن هناك تمييزاً عنصرياً ضد الأقليات مثل الروهنجا والمجموعات الصينية مثل الكوكانغ والبانثاي «صينيين مسلمين». وهناك بعض مؤيدي الديمقراطية المنشقين عن الأغلبية العرقية البورمنة في بورما يرفضون الاعتراف بأن الروهينجا من أبناء البلد، وقد اتهمت حكومات بورما المتعاقبة بأنها تثير أعمال الشغب ضد الأقليات.

 

المصدر: ويبيكيديا

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA