تفسير مغزى الفن التشكيلي ليس مسؤولية الفنان وحده

كما أن على الفنان أن يضطلع بدوره في نشر رسالة الفن التشكيلي النبيلة، فإن على المجتمع أن يتقن أو يتعلم لغة الفن وتفاصيله ليفهم ما الذي يبحث عنه، ويعرف كيف يقرأ أو يترجم خلجات الفنان، وحتى إذا لم يعجبه الأسلوب أو الفكرة، فهو على الأقل مدرك للفن، وهذا الحس الجمالي سينعكس بلا شك على مناحي الحياة الأخرى دون الاعتماد على تفضيل أسلوب على آخر، بل على الذائقة الفنية عموماً.

ونؤمن أن العمل الفني أحد أهم طرق التوصيل المباشرة للقيم الإنسانية وأقدمها، ونتفق على أن إدراك مغزى العمل الفني أمر مهم للوصول للتفسير المثالي، ولكنني أرى في ذات الوقت أن هذا ليس من مسؤولية الفنان وحده، بل هو مهمة إعلامية بالدرجة الأولى.

وهناك ارتباط وتلازم بين تطور الفن التشكيلي العربي ووجود حركة نقدية تشكيلية جادة، فالفن مثل أي وسيلة للتعبير عن النفس، يحمل رسالة من نوع ما ويعتمد في المقام الأول على مزاج وآراء أولئك الذين يخلقونه، وتطوره وبلورته يتأثر بلاشك بالحركة النقدية، وأعتقد أنه أمر حتمي ومكمل للفن في أي مكان وأي عصر، ظهور حركات نقدية متجددة، فهذا جزء طبيعي من تطور الفن.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA