خصائص التفكير الناقد واستراتيجياته

تطرق الكثير من المربين والمهتمين بالتفكير وأنماطه ومهاراته إلى مفهوم التفكير الناقد وطرحوا عدة تعريفات له، من أهمها ما ذكره «مور وباركر Moor and Parker,2002» بأنه حكم حذر ومتأنٍ لما ينبغي علينا قبوله أو رفضه أو تأجيل البت حول مطلب أو قضية معينة مع توفر درجة من الثقة لما نقبله أو نرفضه. وحدد «شافي Chafee 1985»، معنى التفكير الناقد أنه عبارة عن عمل شيء له معنى من العالم الذي يحيط بنا عن طريق الفحص الدقيق لتفكيرنا وتفكير الآخرين من أجل توضيح الفهم الخاص بنا والعمل على تنميته أو تطويره. أما «بروني وكيلي Browne & Keely, 1986» فينظران إلى التفكير الناقد باعتباره عملية تصفية الأمور وفصل المعلومات ذات الصلة عن المعلومات غير ذات الصلة. وأجمع عدد آخر من المربين على تعريف التفكير الناقد بأنه عبارة عن فهم المجالات المختلفة والتحقق من المغالطات المتعددة والتفريق بين المسلمات والنتائج النهائية والعمل على الفصل بين المعلومات ذات الصلة والمعلومات غير ذات الصلة. وقد حدد ويد «Wade, 1995» ثمان خصائص للتفكير الناقد تمثلت في: طرح الأسئلة، تحديد المشكلات، فحص الأدلة، تحليل كل من الافتراضات والتحيزات، تجنب التفكير العاطفي، تجنب التبسيط الزائد للأمور، أخذ التفسيرات الأخرى للأمور في الحسبان، وتحمل الغموض. واعتبر كل من ستروم وباوكس «Strohm & Baukus، 1995» تحمل الغموض على أنه يمثل أحد المهام الأساسية للتفكير الناقد عندما أكدا على أن الغموض والشك يخدمان التفكير الناقد وأنهما ضروريان ويمثلان جانباً منتجاً وبناءً من العملية الذهنية، وفي الوقت نفسه اعتبر كل من جونز وراتكلف «Jones & Ratcliff، 1993» أن من خصائص التفكير الناقد التركيز على الأمور أو القضايا فوق المعرفية. أما باير «Beyer,1995» فقد حدد في كتابة «التفكير الناقد» مجموعة من الخصائص الأساسية المهمة لذلك النمط من التفكير تمثلت في الآتي: توفر القابليات أو العادات العقلية المهمة، توفر المعايير المناسبة، توفر نوع من المجادلة، الاهتمام بالاستنباط أو الاستنتاج، الاهتمام بوجهات النظر الأخرى، توفر إجراءات لتطبيق المعايير أو المحكات. وحدد عدد من المختصين أكثر من عشرين عنصراً أو مكوناً للتفكير الناقد تشمل الآتي: التركيز على المشكلات والأسئلة، تحديد المشكلات المختلفة، توضيح القضايا المتنوعة، التركيز على الموضوعات ذات العلاقة، الاعتماد على الدليل التجريبي، سهولة الوصول إلى البيانات والمعلومات ذات الصلة، القدرة على استخدام الاحصائيات والبيانات، القدرة على التحقق من قوة الدليل عن طريق استخدام نظام الإعادة في التطبيق، تجنب التفكير القائم على الذاتية والآمال والرغبات، تحليل المجادلات المتنوعة، الحكم على مصداقية المصادر المعرفية المتعددة، تحديد الافتراضات المتعددة، التعامل مع المعلومات غير الموثق بها أو غير الواضحة بنوع من التشكيك، الحذر من التأثيرات التسلطية، فهم كل من مهارة الاستقراء ومهارة الاستنتاج، تجنب المغالطات المنطقية، إصدار أحكام قيمة بشكل صحيح، حسن التعامل مع معتقدات الآخرين، الأخذ في الحسبان وجهات نظر الآخرين، تقدير مشاعر الآخرين، الحكم على أخلاقيات وأعمال الآخرين، توقع تبعات أعمال وردود أفعال الآخرين، وأخيرا الحذر من المجادلات العقيمة أو المخادعة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA