أسلوب تكاملي لبناء وتنمية التفكير الناقد

زاوية: فكر خارج الصندوق

كلنا يدرك أهمية وفوائد تنمية مَلكة التفكير الناقد لدى الطلاب والطالبات، لكن السؤال الكبير والمهم الذي لا يزال مطروحاً على الساحة هو «ما الوسائل والطرق التي يمكن استخدامها لتنمية مهارات التفكير الناقد لدى طلابنا وطالباتنا»؟

بدايةً لا بد أن نعلم أن مهارات التفكير الناقد تتمحور حول أربع مهارات هي: الاستقراء، الاستنباط، التحليل والتقويم، وبناء هذه المهارات يتطلب منا إعادة النظر في عدد من الإجراءات على الصعيد الرسمي والممارسة التربوية، حيث ينبغي أن يكون هناك تبنٍٍ رسمي من مسؤولي التربية لهذا التوجه التربوي الذي يتوافق مع مستحقات الفترة الراهنة التي تتطلب إعداد متعلمين لا يمتلكون فقط المعارف، وإنما قادرون على التفكير في المحتوى العلمي، ومحاكمته، وتوظيفه التوظيف السليم، ثم ينبغي إعادة النظر في المناخ التربوي من أجل ضمان اكتساب الطلبة لمهارة التفكير الناقد، ومن ثم تنميته، وبعد ذلك العمل على ممارسته على أرض الواقع.

وبعد تهيئة المناخ التربوي المناسب يمكن تطبيق «الأسلوب التكاملي» في بناء وتنمية وتعليم التفكير الناقد من خلال إدراج مهارات التفكير الناقد ضمن المحتوى المعرفي المراد تدريسه وتدريب الطلاب على المهارات التي تتماشى مع محتوى الدرس، ثم يقوم المعلم بتدريس الطلاب بطرق حديثة مهارات التأمل، ويحثهم على المشاركة والتفاعل مع ما يطرحه أمامهم، ويطرح عليهم ما يستثير أذهانهم ويستدعي التحليل والمقارنة والاستنتاج.

يقوم «الأسلوب التكاملي» على إعادة صياغة أدوار المدرسين، وتغيير طرائق التدريس، وأدوات وأنواع القياس، وقبل ذلك تدريب المعلم وتزويده بمهارات التفكير الناقد حتى يمكنه نقل خبرته ومعرفته إلى طلابه، وهم كذلك بحاجة ماسة إلى معرفة أساليب تدريس التفكير، ومعرفة كيفية قياس وتقييم مهارات التفكير الناقد لدى طلابهم.

يهيئ الأسلوب التكاملي الانتقال بالتعليم من «الحالة التقليدية الجامدة» التي تعتمد على التلقين والتذكر، إلى التعليم الحديث الذي يمد الطلاب والطالبات بمهارات التفكير الناقد التي يمكن أن ينقلوها معهم إلى أي موقف معيشي ويمارسوها على أرض الواقع في ميدان الأعمال التي سيعملون فيها في المستقبل.

لم يعد دور «توسيع معارف ومعلومات الطلاب» مناسبًا ولا كافياً من معلمي هذا العصر وإنما هم بحاجة إلى تجاوز ذلك والعمل على تحفيز وإعمال واستثارة عقول طلابهم، ونجاحهم في هذه المهمة يحدث تحولاً دراماتيكياً في العملية التعليمية؛ إذ يحوّلها من عملية خاملة لا حياة فيها إلى عملية تفاعلية نشطة ينتج عنها استيعاب، وإدراك أوسع للمادة العلمية المدرسة، وقدرة على ممارسته وتطبيقه في الواقع المعاش.

وهذه دعوة ونحن في مستهل عام دراسي جديد أن يسعى كل مدرس ومدرسة لأن يعمل كل ما في وسعه لتنمية ملكة التفكير الناقد لدى أبنائنا وبناتنا الطالبات.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA