ماذا تعرف عن السلاڤ؟

 

إعداد : عارف المرشدي

 

فارس: هم سكان البلقان وينقسمون فيما بينهم بناء على اللغة التي يتحدثونها

العنزي: السلاف إحدى الديانات المنتشرة في مناطق أوروبا الشرقية المرتبطة بالمسيحية

الثنيان: كلمة تطلق على سكان سلوفينيا وتشيكوسلوفاكيا تعود لمعانٍ في لغات تلك البلاد

يوسف: تطلق على جماعة عرقية تقطن دولة روسيا الاتحادية تتميز ببياض البشرة والعيون الملونة

 

يبدو الاسم غريباً لأول مرة ولأهميته في التاريخ، بل وحتى الحاضر، أردنا أن نعرف معناه من الزملاء طلاب جامعة الملك سعود، فكان سؤالنا هذا الأسبوع ماذا تعرف عن السلاڤ؟، بدأنا الزميل ماجد فارس بإجابته، موضحاً أن سكان البلقان يسمون بالسلاف، ويتكلمون لغات سلافية جنوبية، ويصل تعدادهم إلى 35 مليون نسمة، وأشار فارس أن السلاف ينقسمون فيما بينهم بناء على اللغة التي يتحدثونها، إذ تعد تقسيمات السلاف قابلة للنقاش حتى الآن، كذلك عندما سألنا محمد العنزي أجابنا قائلاً: إن السلاف هي إحدى الديانات المنتشرة في مناطق أوروبا الشرقية، مضيفاً أنه ليس متأكداً من تواجدها في أماكن أخرى غير أوروبا الشرقية، ويعتبر العنزي أن السلافية ترتبط بالمسيحية، إذ تعد أحد فروعها كالكاثوليكية والأورثوذوكسية. من جهته قال محمد الثنيان إن السلاف كلمة تطلق على سكان سلوفينا وتشيكوسلوفاكيا، مؤكداً أنه لا يعلم سبب التسمية، مرجحاً أنها قد تعود لمعانٍ في لغات تلك البلاد لا يعلم ترجمتها العربية بعد، أخيراً أكد يوسف العنزي أن السلاف هي كلمة تطلق على جماعة عرقية تقطن دولة روسيا الاتحادية، مبيناً أنها قلما تتواجد في بلدان أخرى عدا روسيا، كما أوضح يوسف أن من خصائص هذه الجماعة العرقية بياض البشرة والعيون الملونة، مبيناً أنها لا تشكل غالبية الروس وإنما هي إحدى العرقيات الروسية إلى جانب المغول وغيرها من العرقيات 

 

الإجابة العلمية:

وعن نفس الموضوع يقول الباحث والمؤرخ العربي الدكتور نور الدين حاطوم إن الشعب السلاڤي «بضم السين وتثقيل اللام»،  يسمون عند العرب بالصقالبة  وهو اسم لأحد شعوب أوروبا الوسطى والشرقية، يتواجد السلاف أيضاً في شمال آسيا وآسيا الوسطى، ويتكلمون اللغات السلاڤية الهندو-أوروبية، كالألبانية والأرمينية والبلطيقية والجرمانية والأناضولية، ويتشاركون بدرجات متفاوتة في عادات ثقافية وخلفيات تاريخية معينة، وقد انتشروا منذ مطلع القرن السادس ليسكنوا معظم وسط وشرق أوروبا والبلقان في بلاد الاتحاد السوفيتي سابقاً، بالإضافة لتمركزهم الرئيسي في أوروبا، فقد استوطن بعض السلاڤ الشرقيين «الروس» لاحقاً في سيبيريا وآسيا الوسطى، وقد هاجر جزء من الأعراق السلاڤية إلى أجزاء أخرى من العالم. ويقطن أكثر من نصف أراضي أوروبا مجتمعات ناطقة بلغات سلاڤية، ويبلغ التعداد العالمي للمنحدرين من أصول سلاڤية ما يقرب من 400 مليون نسمة، مما يجعلهم رابع أكبر عرق جامع في العالم، ويذكر المسعودي أن أصل السلاف من ولد مار بن يافث بن نوح، وينقسم السلاف عرقياً إلى ثلاثة أقسام رئيسية، سلاف شرقيون، سلاف غربيون، سلاف جنوبيون. 

 

والسلاف الشرقيون هم الشعوب التي يتحدث أهلها اللغات السلافية الشرقية، وسابقًا نزحت الكتلة السكانية الرئيسية للدولة في القرون الوسطى من روسيا وعاصمتها كييف، والمسمّاة روسيا الكييفيّة، وبحلول القرن السابع عشر تطورت هذه الكتلة البشرية إلى الشعوب الروسية والأوكرانية، والبيلاروسية.

 

أما السلاف الغربيون فهم مجموعة فرعية من السلاف الذين يتكلمون اللغات السلافية الغربية، وتشمل هذه المجموعة شعوب السلوفاك والتشيك والكاشوبيين والبولنديين والصرب.

إن السحنة الثقافية لشعوب السلاف الغربيين هي أقرب للأوروبيين الغربيين، حيث كان السلاف الغربيون تابعين تاريخياً للإمبراطورية الرومانية والمسيحية الغربية، لذلك نشأ نوع من البون الثقافي مع باقي مجموعات السلاف، والذين يتبعون الكنيسة الأورثوذكسية الشرقية وتاريخهم كان مرتبطاً مع الإمبراطورية البيزنطية.

 

والسلاف الجنوبيون هم مجموعة فرعية يتكلمون اللغات السلافية الجنوبية، ويسكنون مناطق البلقان والحوض البانوني وشرقي جبال الألب، وهم مفصولون جغرافياً عن السلاف الشرقيين والغربيين، ومنهم شعوب البوشناق والبلغار والكروات والمقدونيين والصرب والسلوفينيين والمونتينيغريين، وقد كانت دولة يوغسلافيا السابقة تشمل أغلب الأراضي التي يسكن فيها السلاف الجنوبيون.

 

الغريب أنه لم يتحد السلاف في دولة واحدة عبر التاريخ، بل انقسموا إلى قبائل متفرقة تعيش على الزراعة والرعي والصيد.. 

 

القائد روس 

 

يشتق اسم روسيا من «روس»، وهو أحد القادة لإحدى قبائل السلاف في القرون الوسطى، والذي قام بتأسيس مدينة في روسيا أطلق عليها «كييف روس» ووطن قبيلته فيها، ومن هذه المدينة انتشر أحفاد روس إلى باقي ما يعرف اليوم باسم روسيا. 

 

البوشناق: 

إحدى أهم العرقيات السلافية هم البوشناق، وهم مسلمو إقليمي البوسنة والهرسك وما جوارهما، ومناطق تواجدهم الرئيسية هي البوسنة والهرسك،  وإقليم السنجق الواقع بين منطقتي كوسوفو ذاتية الحكم حاليًا والجبل الأسود، وما زال السنجق تابعًا لصربيا حتى اليوم، مع أن 95% من سكانه مسلمين. ويتمتع البشانقة -وخاصة في إقليم السنجق- بالصلابة والشجاعة والشراسة في مواجهة العنصرية الصربية، ولذلك لم يستطع الصرب القيام بمجازر عرقية فيه خلال الحرب الأهلية، وينتمي البوشناقيون للسلافيين الجنوبيين، وقد اعتنقوا الإسلام قبل وصول الفاتحين العثمانيين بحوالي قرن كامل وانتشر الإسلام بشكل واسع في منطقة البلقان خلال وجود العثمانيين.

 وينقسم السلاف اليوم، من الناحية الدينية لقسمين رئيسيين: أولهما السلاف التابعين للكنيسة الكاثوليكية كالبولنديين، التشيك، السلوفاك، الكروات، السلوفينيين، معظم البيلاروس وبعض الأوكران.

 ب- السلاف التابعون للكنيسة الأرثوذكسية كالروس، الصرب، المقدونيين، بعض البيلاروس، ومعظم الأوكران. 

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA