عودوا لخصوصيتكم

يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي تكاد تلغي خصوصية الأفراد والأسر والعوائل إذا استخدمت دون حدود أو ضوابط، وهناك سؤال مهم في هذا الخصوص يجب أن يوجهه كل شخص إلى نفسه ويجيب عنه بتجرد ومصداقية، وهو: لمن أقرأ؟ ومن أتابع على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لأن المتابعة والقراءة أصبحت مصدر التعلم والتقليد، ويعتمد ذلك على نوع المعلومة، والشخص المعطي لهذه المعلومة، ومن ثم الفكر المتضمن بهذه المعلومة.

لقد كشف برنامج سناب شات مثلاً نوعية الشخص المقدم للمعلومة من ناحية حياته المعيشية، فوقع المتلقي بين مفارقات ومقاربات فيما بينه وبين المقدم سواءً كان هذا المقدم شاعراً أو كاتباً أو استشارياً أو إعلامياً أو اجتماعياً إلى غيرها من التصنيفات التي أظهرت الكم الكبير من نوعيات الاهتمام لدى البشر، فالعلاقة بين المقدم والمتلقي تقوم فقط على الاستقبال بنسبة تفوق 70% ويقوم المتلقي بتطبيق ما استمع إليه وشاهده في محاولة منه لتقبل الفكر المطروح.

برأيي يجب استعمال برنامج سناب شات بذكاء، ومراعاة الفروق الفردية والعلمية والاجتماعية والدينية والعرقية والثقافية، وأن يوجه المقدم جل اهتمامه لنوع الفكر الذي يريد أن يطرحه، فإن كان المقصود الاستشارات الأسرية فلا أظهر للناس ما يجعلهم يرفضون تقبل هذا الفكر، فمثلاً أن أظهر الوئام بيني وبين أسرتي وزوجي ومجتمعي في ظهور لعشر ثوان فقط، ولكن المتلقي غير الواعي قد يؤمن أن هذا واقع الحال في الـ24 ساعة كاملة لليوم، فيجد النقص بذاته ويحنق على حظه.

ومهما قدم المقدم أو الاستشاري من فكر وحل سليم قد يساعد هذا المتلقي، سيقف ما يقوله عند نهاية بوابة الثانية الأخيرة، لأن بصر المتلقي بقي عالقاً بصورة تجعله رافضاً متذمراً من حياته، وقد يعود لسابق أفكاره التقليدية أو يعود للأخذ من مصادره القديمة الأقل في شد انتباهه لتلك المفارقات.

سؤال لكل مقدم في برنامج سناب شات: إذا كان توجهك لا يتناسب مع ما تقدمه من تصوير لحظاتك اليومية، ألا تعتقد بأنك ستخسر الثقة والمصداقية بينك وبين متلقيك من بعد؟

نصيحة: احرص على هويتك ولا تتخلى عن رسالتك التي تبنيتها اتباعاً لهوى العامة، عودوا لخصخصة ثوانيكم بما يضمن لكم احترام متابعيكم..

أ. نهلاء البنيان

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA