في العصر الحالي اتجه كلّ من هبّ ودبّ إلى الكتابة وأصبح يُدلي برأيه في كافة المواضيع وعلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنه الذي يعرف كلّ شيء، وتجد له جمهوراً عريضاً من القراء والمتابعين، وتزداد المشكلة مع وجود قرّاء يصدّقون كل شيء، دون التحرّي عن صحّة ما يكتبه هذا الشخص، وصحة مصادره.
هناك عدّة شروط ليصبح الشخص كاتباً بارعاً؛ أهمها التمكّن من اللغة العربية والعلم بقواعدها ومفرداتها، حتى يتدارك الأخطاء الكارثية التي يقع فيها بعض كتاب هذه الأيام، فمنهم من يكون لديه فكرة رائعة، ولكنها تفقد أهميّتها نتيجة لركاكة التعبير أو الأخطاء النحوية التي يقع فيها الكاتب والتي بالتالي تؤدّي إلى فقدانه مصداقيته أمام القارىء، بسبب عدم قدرته على إيصال الفكرة.
من الشروط أيضاً تحديد الاختصاص، إذ لا يوجد أحد في هذه الحياة يعرف كل الأمور؛ فمِنَ الكتاب من يكتب في الأدب، أو في السياسة، أو في الفن، ومنهم من يكتب في الدين وهكذا، فعليه لا بدّ للكاتب أن يُحدد اختصاصه الذي سيكتب فيه، والذي يعتبر نفسه ملماً به إلماماً يستطيع معه أن يناقش من يشاء، ويردّ على النقد الذي سيواجهه في المستقبل.
يضاف لذلك الاعتماد على المصادر الصحيحة والتأكّد من صحتها، فهو مسؤول أمام قرائه ومتابعيه عما يقدّمه لهم، وأكثرهم يصدقونه دون التأكد من صحة كتاباته؛ فهو شخص مصدّق وموثوق فيه، إذاً المسألة تحتاج إلى تقصٍّ وتحرٍّ عن صحّة المصادر ومصداقية المعلومات.
ورأي الكاتب الشخصي هام جداً، لكن لا بُدّ له أن يوّضح ذلك أمام قرائه، حتى لا يعتقد القارىء أنّ هذا رأي أهل الاختصاص، وبالتالي يبرّىء الكاتب نفسه بأنّه قد نَسب أمراً لأحد، وعندها ستزداد ثقة قرائه به.
ولا بُدّ أن يتوافر لدى الكاتب مخزون ثقافيّ جيد، أي أن يكون مطلعاً وقارئاً، وعارفاً بجميع نواحي اختصاصه، حتى يُقدّم للقارىء مادّة دسمة، صالحة للقراءة من جميع الزوايا، وبذات الوقت حتى يستطيع الكاتب أن يدافع عن نفسه أمام النقد اللاذع.
وختاماً يجب على الكاتب أن يكون صدره رحباً لكافّة الانتقادات التي تُوجّه إليه، ولا يضيق ذرعاً بذلك، فهنالك نقد بنّاء يساعد الكاتب على تطوير قدراته وتنميتها، وعليه أن يبحث دائماً عن هذا النوع من النقد، ويعرف مواقع الخلل لديه ويُصوّبها، ولا يبحث دائماً عن الإطراء والمديح.
إضافة تعليق جديد