فقد الشهية العصابي «الأعراض»

 

يعتبر الخوف الشديد من زيادة الوزن والإصابة بالسمنة أحد أهم الأعراض لاضطراب فقد الشهية العصابي ويوجد في كل المرضى، وهذا ما يؤدي إلى عدم تعاون المريضة أو رفض العلاج، وتحدث أكثر الأفعال التي تؤدي إلى انقاص الوزن في الخفاء وبعيداً عن أعين الآخرين. وترفض المريضة الأكل مع العائلة أو في الأماكن العامة، ويتم إنقاص الوزن عادةً بتناول أقل ما يمكن من الطعام على أن تكون نسبة الدهنيات والكربوهيدرات أقل القليل.

أما فقد الشهية فنادراً ما يحدث كما ذكرنا سابقاً، ولكن يمكن حدوثه في المراحل المتقدمة، وتصبح مريضة هذا الاضطراب كثيرة التفكير في الطعام باستمرار، ويتمثل ذلك باهتمامها بجمع وصفات الطعام وإعداد وجبات شهية للآخرين.

في أحيان كثيرة تفقد المريضة السيطرة المفتعلة تجاه الامتناع عن الأكل فتحصل نوبات من الهجوم المفاجئ تجاه الأكل تسمى نوبات النهم أو الشره التي تحدث في الخفاء أو ليلاً، وغالباً يتبعها قيء متعمد من المريضة، وتلجأ بعض المريضات إلى استخدام المسهلات أو حتى الأدوية المدرة للبول بقصد إنقاص الوزن، أو يلجأن إلى ممارسة التمارين الرياضية بكثرة مثل المشي والعدو وركوب الدراجة.

تظهر أحياناً سلوكيات غريبة متعلقة بالطعام، فتخفي المريضة الطعام في أنحاء المنزل، وتحمل كميات كبيرة من الحلويات في حقيبتها، وعند تناول الطعام تحاول التخلص من الأكل بوضعه في مناديل أو في جيوب ملابسها، وأحياناً تقطع الوجبة إلى أجزاء صغيرة وتقضي وقتاً طويلاً في إعادة ترتيب هذه القطع في الطبق وتحريكها، وعند مواجهة المريضة بتصرفها الغريب، فإنها تنكر ذلك وترفض المناقشة حتى.

وتظهر لدى المريضة أعراض اضطرابات نفسية أخرى مثل أعراض الوسواس القهري أو القلق أو الاكتئاب أو أفعال قهرية مثل سرقة الحلويات أو المسهلات أو حتى الملابس، وتتصف المريضة بأنها صلبة وعنيدة، وتطلب الكمال في كل شيء، وغالباً ما تكون الحياة الجنسية مضطربة لدى مريضات هذا الاضطراب، وأحياناً تشكو المريضة من أعراض جسمانية مثل الألم في مكان المعدة.

يحدث لدى المريضة تشوه في صورة جسمها الذهنية، فرغم النحافة الواضحة والتي يراها الآخرون بشكل جلي إلا أنها ترى نفسها سمينة وذات وزن زائد، وهناك رسم توضيحي غالباً ما يستعان به لفهم هذه النظرة الخاطئة لدى المريضات يتمثل في كون المريضة النحيفة تنظر في المرآة فترى نفسها امرأة سمينة بشعة.

لا تطلب المريضة المساعدة إلا إذا كان فقدان الوزن ظاهراً للعيان، وكلما نقص الوزن ظهرت الأعراض الجسمانية ومنها: انخفاض درجة حرارة الجسم «أقل من 35 درجة مئوية»، تناقص عدد ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، وظهور الزغب الذي يشبه زغب الوليد، أما بعض المريضات فيطلبن المساعدة بسبب انقطاع الحيض الذي يظهر قبل وضوح فقدان الوزن.

هناك مشاكل طبية كثيرة يمكن حدوثها بسبب هذا الاضطراب خاصة إذا كان فقد الوزن شديداً بدءاً من الهزال وضعف البنية حتى الوفاة لا قدر الله... وفي العدد القادم سنعرض أنواع هذا الاضطراب والعلاج.

 

د. أحمد الهادي 

قسم الطب النفسي 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA