هل أصبح السير في ممرات الجامعة بحاجة لاستئذان؟

 

يتفاعل الإنسان مع محيطه ومجتمعه ولا سيما الأصدقاء والأصحاب ويحلو اللقاء بهم والاجتماع معهم، خصوصًا في ردهات الجامعة التي تعتبر ملتقى يجمع طلاباً من بيئات متعددة ومناطق مختلفة وأصدقاء متجددين، وأحياناً يأخذ الحديث أبعادًا مختلفة ويتشعب ويطول، وقد يتطرق إلى صعوبة المواد والاختبارات أو سهولتها واغتياب بعض الأساتذة ومدح بعضهم الآخر.

ولكن هذه اللقاءات والاجتماعات يجب أن تحترم الآخرين ولا تعيق مرورهم، بحيث تبتعد عن وسط الطريق وتترك مساحة تسمح للآخرين بالمرور بكل أريحية وانسيابية، دون أن يضطروا لأخذ إذن بالمرور، فمرافق الجامعة وردهاتها وممراتها ليست خاصة بمجموعة من الطلاب بل هي حق عام للجميع ولا يحق لأحد مهما كان احتكارها والتضييق على غيره.

يفترض بالطالب في المرحلة الجامعية أن يكون قد وصل إلى نضج كبير ووعي فكري يجعل منه مسؤولاً عن تصرفاته واختياراته ويضع عليه المجتمع مسؤولية حمل هذا الوعي لنشره وترسيخه بين أفراد المجتمع ويكون في صورة أنموذج يحتذى به في التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.

لقد أصبح تجمع الطلاب ووقوفهم وسط الممرات دون اكتراث بالآخرين، ظاهرة مزعجة ومقلقة للعديد من طلاب ومنسوبي الجامعة، فهم يسدون الطريق ويجبرون الآخرين على تغيير مسارهم أو «الاستئذان»! ناسين أو متانسين أن الطريق لهم ولغيرهم، وقد وفرت الجامعة مشكورة أماكن مخصصة للجلوس فعليهم التوجه لها في سلوك حضاري وأخلاقي وإنساني ولا سيما في ردهات الجامعة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والجلوس في الطرقات، قالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، قال: فأما إذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: يا رسول الله فما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» أخرجه البخاري ومسلم.

عبدالعزيز الساحلي 

كلية التمريض

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA