البرامج الإلكترونية تعطل النمو العقلي للطفل

في عصر الثورة التكنولوجية وتطورها السريع ولد جيل من الأطفال التكنولوجيين، أينما حلوا وأينما ذهبوا تجد أجهزة الآيباد برفقتهم، وأجهزة التلفزيون بكل مكان في منازلهم، وأصبحت جل ساعات يومهم تقضى أمام الأجهزة، فلا حوار ولا تفاعل أسري ولا لعب حركي وتفاعلي، مما يعيق تطورهم اللغوي الحركي والذهني، نشأ معها مشكلات مختلفة غيرت سلباً في الأطفال والمراهقين، ومعرفتنا لمساوئها يساعدنا كثيراً في التعامل معها لنقي أنفسنا وأبناءنا من تبعاتها السلبية.

العديد من الدراسات العلمية الحديثة أشارت إلى أن مشاهدة البرامج التلفزيونية والإلكترونية للطفل أقل من عامين، تعطل النمو الصحيح لعقله حتى التعليمية منها، لأن دماغ الطفل في هذه المرحلة العمرية يتطور ويتشكل عن طريق الحركة والألعاب والأنشطة التفاعلية أكثر من البرامج الإلكترونية أياً كانت، ومهما كانت هذه البرامج تعليمية أو تربوية فهي غير تفاعلية، وينتج عنها ما يسمى بالتلقي السلبي للمعلومة دون أن يكون للطفل فيها دور إيجابي.

وبينت أبحاث أخرى العلاقة العكسية بين مشاهدة التلفزيون والتحصيل الدراسي والتركيز وفهم اللغة والقدرة على التعبير ومعدل الذكاء، كما أنها تؤثر سلبياً على نمو منطقة التخطيط والتنظيم والتركيز في الدماغ، بالإضافة إلى أنها تزيد من سلوكيات العدوانية والغش والكذب والسرقة لدى الأطفال، لأن مشاهدة العنف والإعلانات التجارية تزيد من ظهور العادات السلوكية السيئة كالطمع والإلحاح على طلب السلع الاستهلاكية بزيادة خمسة أضعاف مقارنة بالإطفال الذين لا يشاهدونها.

ولا تتوقف مساوئ التكنولوجيا والبرامج الإلكترونية عند هذا الحد بل تتعداه لتصل إلى زيادة معدلات السمنة لدى الأطفال وأصبحت عامل خطورة للإصابة بالسكري، كما أثبتتها العديد من الدراسات، لأن الإفراط في الجلوس عليها يصاحبه قلة نشاط حركي وإفراط في تناول الطعام والشراب غير الصحي.

كل ذلك وأكثر من الآثار السلبية للتعامل مع هذه الأجهزة في أيدي أطفالنا، ومع عدم تجاهلنا للتأثير الإيجابي لبعض البرامج والألعاب الإلكترونية التربوية والتعليمية البناءة والممتعة، فإننا يجب أن نحدد أوقات اللعب  والمشاهدة لفترة زمنية مسموح بها يومياً.

وختاماً أقول إن أطفالنا فلذات أكبادنا وهم قادة المستقبل وعماد الأوطان، ومسؤولية تنميتهم وتربيتهم وتطويرهم تقع على عاتقنا، فعلينا أولاً حسن اختيار الأجهزة التي يقتنونها والبرامج التي يشاهدونها، وثانياً متابعة ما يشاهدونه بما فيه نفع وخير لهم بإذن الله تعالى، ولنتذكر أن مشهداً واحداً ولعبة عنف واحدة تتقلب في ذهن الطفل مئات المرات قد تحدث أثراً في نفسه وسلوكه أكثر وأبلغ من مئات الدروس والمحاضرات.

أ. ريهام الشهراني

معيدة وطالبة ماجستير تمريض أطفال

كلية التمريض - جامعة الملك خالد

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA