عندما يشارك عضو هيئة التدريس في أعمال اللجان أو في جلسات المجالس التي يلزمه المشاركة فيها، فإنه ليس له بد من الاستماع لتفاصيل الموضوعات التي تعرض في الجلسات، وله أن يتساءل ويعلق على المواضيع، وفي الختام من المفترض أن يقول رأيه ليتم اتخاذ قرار بشأن الموضوع المطروح، سواء بالتصويت أو الإجماع الواضح على القرار المُتخذ.
في أحيان عدة لا يحتاج الموضوع لمناقشة أو استفسارات أو حوار لأنه موضوع روتيني ومكتمل الشروط، وبحاجة فقط للموافقة النظامية والتدوين في محضر الجلسة، ومن أمثلة هذه الموضوعات الترقيات والتعيينات المكتملة المتطلبات مسبقاً قبل انعقاد الجلسة.
في أحايين كثيرة يضطر من يدير اللجنة أو المجلس أن يعقد جلسة بطريقة ما يسمى «جلسة بالتمرير» أو بإلحاق بعض المواضيع بالجلسة السابقة، وذلك لما تحتاج إليه مثل هذه المواضيع لسرعة الإنجاز مثل عمليات الحذف أو التسجيل للطلبة.
اللجوء لذلك أعلم أنه يحدث كثيراً، وأعتقد أنه نظامي رغم عدم اطلاعي على أي لائحة بقانونيته وصوابه، والردود بالموافقة أو الرفض أو التحفظ، تأتي عبر مكالمات هاتفية أو بريد إلكتروني أو أدوات التواصل الاجتماعي عبر الأجهزة والهواتف الذكية.
في بعض المواضيع ربما رأينا أن الردود تأتي مرتدة بسرعة وبدون دراسة وتقصي جميع جوانب الموضوع، ولربما فقط جبراً لخاطر صاحب الموضوع أو لمن طلب الرد بالإجاب، ويكون الرد في صورة «مع الموافقة» تأتي هكذا حافة، لا قبلها ولا بعدها، وكأن هذه الكلمة تقول: لا تهتم نحن معك في هذا قلباً وقالباً.
لا عيب في مثل هذه الردود إن كان الأمر واضحاً ولا يحتاج لأدنى جهد من قراءة الحيثيات والمناقشة ودراسة الأمر، ولكن إن كان هذا يستلزم مناقشة أو يستلزم إكمال بيانات أو مزيد من الشرح لكامل الأعضاء ولم يحدث هذا كله، فأعتقد أنه خطأ كبير وسيؤدي إلى قرارات غير موفقة.
ليس من مهارات الإدارة السليمة أن يكون الهم الأكبر لمن يدير الجلسة هو حصول أكثرية الأصوات وبعد هذا يقول لسان حاله: انتهينا، انتهينا.
لسان حاله قال هذا لأنه ضمنيًا غير مكترث بمن عارض أو من طلب مزيدًا من المعلومات أو حاول أن يقول شيئًا مما يعتقد حول الموضوع، ولكن المهم أن التصويت تم على ما يريد هواه.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد