ماذا تعرف عن نظرية كسر الجليد؟

الصويان: مصطلح إعلامي يهدف لهدم أو إنهاء بعض الأفكار لدى المتلقي من خلال طرح أفكار متناقضة تماماً
زكريا: وسيلة اقتصادية تستخدمها الشركات للتغيير وإيجاد المزيد من الأفكار وعدم البقاء على نظام معين
الحربي: أعتقد أنها نظرية تختص بعلم الاجتماع والمقصود بها اتباع وسائل مختلفة للتغيير المجتمعي

 

إعداد: محمد العضياني 

يعد مفهوم التغير من السمات التي لازمت الإنسان منذ فجر التاريخ إلى وقتنا الحاضر؛ حتى أصبح أحد السنن المسلم بها من عصر إلى عصر ومن مجتمع إلى آخر، ومن منظمة إلى منظمة ومن شركة لأخرى، باستخدام هذه النظرية، فما هي نظرية كسر الجليد وما هي خطواتها وكيف يتم العمل بها، توجهنا بهذه الأسئلة للطلاب وخرجنا بالحصيلة التالية..

مصطلح إعلامي

في البداية قال معاذ الصويان - طالب القانون «أعتقد أن نظرية كسر الجليد يقصد بها مصطلح إعلامي، أو وسيلة إعلامية يستخدمها الإعلام بهدف هدم أو إنهاء بعض الأفكار القديمة والتقليدية لدى المتلقي من خلال طرح أفكار متناقضة تمامًا بأفكار أخرى مغايرة تنفي ما قبلها».

 

إدارية واقتصادية

أما طالب الهندسة زكريا ناصر فيقول «إن نظرية كسر الجليد هي وسيلة إدارية اقتصادية تستخدمها الشركات والمؤسسات للتغيير وإيجاد المزيد من الأفكار التسويقية، وعدم الإبقاء على نظام معين، مما يعود على المؤسسة أو المنظمة بالنفع».

 

نظرية اجتماعية

من جانبه أكد حمود الحربي اعتقاده أن «نظرية كسر الجليد تختص بعلم الاجتماع وتدرس في الدراسات الاجتماعية، وتهدف لإحداث تغيير اجتماعي واقتصادي وسياسي وعلمي وعملي، ونشر مفاهيم اجتماعية جديدة تسهم في تطوير المجتمعات والعلاقات بين أفراد المجتمع».

*********

الإجابة العلمية

 

منذ قديم الزمن كان بعض البشر يعتقدون أن الثبات وعدم التغيير هو الصورة الفعلية للوجود والمجتمع، في مقابل وجود مجموعة أخرى تعتقد أن التغير والتحول هو الصورة الفعلية الكامنة في الفرد والجماعة والمجتمع.

ومن الفريق الأول الفيلسوف اليوناني «بارمنيدس» الذي ذهب إلى أن «الوجود هو الحقيقة الأزلية، وأن الحقيقة كائن ثابت غير متغيّر، أما التغير فهو عبارة عن وهم من الأوهام».

ومن أنصار الطرف المقابل الفيلسوف اليوناني «هيرقليطس» صاحب المقولة الشهيرة «إنّ من المستحيل على الشخص أن يلج النهر مرتين، فأنت لستَ أنت، والنهر ليس النهر»!!. إشارة إلى التغيّر الكامن في البشر والوجود.

ويرى علم الاجتماع المعاصر أن التغير سمة فعلية في المجتمعات، ترتقي إلى حد كونها ظاهرة شائعة لا تقبل الشك والريب، وغدا موضوع التغير الاجتماعي أحد أهم الموضوعات في علم الاجتماع الذي راح يصب كثيراً من دراساته لتأمل هذه الظاهرة ودراستها.

وتعمل العديد من المؤسسات للتغيير والتجديد وعدم البقاء على الوضع التقليدي لمزيد من التقدم والنجاح والظهور بشكل أفضل والنجاح في كافة المجالات .

وتعد نظرية «كسر الجليد» نموذجًا في تغيير الاتجاهات يأتي ضمن نموذج أشمل للتغيير في العلوم الاجتماعية، وهو نموذج تحليل مجال القوى «Force field analysis» وضعه عالم الاجتماع كيرت لوين Kurt Lewin  عام 1951م لتحديد الكيفية التي يتم بها التغيير في مواطن مقاومة التغيير.

وقسم كيرت لوين عملية التغيير إلى ثلاث مراحل:

- مرحلة التهيئة وإذابة الجليد Unfreezing Stage: وتتضمن هذه المرحلة زعزعة الاتجاهات والقيم والعادات والممارسات والسلوكات الحالية للفرد بما يسمح بإيجاد شعور بالحاجة لشيء جديد، مثل تدني الأداء والإنتاجية وانخفاض الأرباح، والاعتراف بوجود مشكلة ما، سيجعل العاملين يفكرون بجدية أكبر في إنقاذ مؤسستهم وذلك بتبنّي منْهج جديد ووضع خطط مناسبة من أجل تحسين الأداء.

- مرحلة التغيير Changing Process: بعد عملية التشخيص تسعى المنظمة في هذه المرحلة إلى إجراء تغييرات وتقديم أفكار جديدة وبديلة تنافس الأفكار والاتجاهات القديمة.

- مرحلة التثبيت والتدعيم Refreezing: وتسعى المنظمة خلال هذه المرحلة إلى الحفاظ على المكتسبات والأفكار الجديدة التي حلت محل الأفكار والاتجاهات والأساليب القديمة.

د. حسن منصور

أستاذ مشارك وعضو هيئة تدريس بقسم الإعلام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA