الموارد المائية ثروة وطنية لا تقل أهمية عن الموارد الاقتصادية

د. صابر: أكثر الدول العربية تعاني من شح المياه وارتفاع معدل الهدر وهذا المؤتمر يطرح الأفكار والحلول
د. إبراهيم: يجب التوسع في استثمار الموارد الطبيعية كالأمطار والآبار وإقامة السدود وتحلية مياه البحار

 

 

استطلاع: محمد الحربي

 

 

عبر عدد من ضيوف مؤتمر «الموارد المائية والبيئة الجافة» الذي استضافته جامعة الملك سعود ممثلة بمعهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء وجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه وبالتعاون مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ووزارة البيئة والمياه والزراعة خلال الفترة 5 - 7 ربيع الأول 1438هـ الموافق 4 - 6 ديسمبر 2016م، عن شكرهم لتنظيم هذا المؤتمر في وقت تمس فيه الحاجة للبحث عن حلول لأزمة شح المياه في المنطقة العربية والعالم بشكل عام ونشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه على المستوى الفردي والاجتماعي والوطني، وأشاروا إلى أهمية ما ناقشه المؤتمر من أفكار وآراء وأوراق عمل وما خرج عنه من توصيات وقرارات تسهم في إيجاد حلول ناجعة وعاجلة لأزمة شح المياه وانتشار البيئة الجافة..

 

 

أفكار وحلول

أكد الدكتور محمد صابر من جامعة كيوتو باليابان، أن تنظيم المؤتمر جيد وقد جاء في وقت مناسب، حيث تشهد مختلف دول العالم بشكل عام ودولنا العربية بشكل خاص إسرافاً في استهلاك المياه، حيث تعد الدول العربية من أكثر الدول في العالم في استخدام المياه بشكل سلبي وسيئ ومثل هذه المؤتمرات تساعد وتقدم الأفكار والحلول لحسن استخدام المياه.

وحول أزمة المياه المنتشرة عالميا قال الدكتور صابر: «إن كل شيء وله حل، ومن وجهة نظري فإن أحد الحلول تقف عند الشخص نفسه فكلما استخدم الماء بشكل جيد ومختصر كلما وفر الماء لشخص آخر محتاج، أيضا لا ننسى أنه من الحلول أيضا التعاون من قبل دول العالم في مواجهة أزمة المياه».

وأشار إلى أن ترشيد المياه يحتاج لأكثر من طريقة تتمثل في كيفية الاستغلال الجيد للمياه، فمثلاً في الاستخدام الآدمي نسرف ونهدر كميات مياه كبيرة جدا، أيضا المياه الطبيعية كالأمطار يجب أن نفكر في إدارتها بطريقة طبيعية بإنشاء السدود أو تجميعها بأماكن معينة والتفكير في كيفية الاستفادة من هذه المياه الطبيعية.

ورأى أنه يجب أن تكون هناك دورات وندوات وورش عمل تقدم للمجتمع لرفع مستوى الوعي والإدراك بقضية ترشيد المياه، لافتاً إلى أهمية هذه النقطة بجانب البحث العلمي، مؤكداً أنه لابد أن تكون هنالك ندوات ودورات علمية في أماكن مختلفة وهيئات مختلفة لتعليم الناس كيفية ترشيد المياه وكيفية استخدامها بصورة جيدة لا إسراف فيها.

 

ندوات وورش

وأشار الدكتور حسن إبراهيم من جامعة أسيوط بمصر، إلى أن الموارد المائية لا تقل أهمية عن الموارد الاقتصادية، بل يمكن أن تفوقها في الأهمية؛ لأن الموارد المائية مهمة للغاية للإنسان وغيره من الكائنات الحية فلا تستطيع المخلوقات بما فيها الإنسان أن تعيش بدون ماء، فالماء هو سر الحياة وعندنا في المنطقة العربية بالذات توجد أماكن كثيرة جافة علاوة على هذا فإن المواطن العربي يسيئ استخدام المياه والإسراف فيها.

ولفت لوجود حلول عديدة لأزمة المياه المنتشرة حول العالم والمتمثلة في انتشار الجفاف وقلة الموارد المائية، ومن الحلول الاستفادة من الموارد الطبيعية كالأمطار والآبار من خلال إقامة السدود وأيضا تحلية مياه البحار، معبراً عن أسفه لغياب أو انخفاض ثقافة ترشيد المياه في عالمنا العربي، وكذلك التعامل السلبي مع الماء والإسراف فيه بشكل مبالغ عكس العالم الغربي حيث إنهم في الغرب يهتمون بالمياه ويستخدمون الماء قدر حاجتهم.

وأضاف: «يجب أن تكون هناك دورات وندوات وورش عمل تقدم للمجتمع لرفع مستوى الوعي والإدراك في قضية ترشيد المياه، فالندوات والدورات لها تأثير إيجابي على المجتمع فكلما كانت هناك ندوات ودورات كثيرة وحرص على تعزيز ثقافة ترشيد المياه في المدارس منذ الصغر كلما أصبح المجتمع أكثر وعياً وتقدماً».

 

حلول عاجلة

من جانبه أشاد الدكتور عبدالقادر العربي من جامعة محمد الخامس في الرباط، بانعقاد هذا المؤتمر وباستضافة جامعة الملك سعود ممثلة بمعهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء وجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ووزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية.

وقال: أتى المؤتمر في وقت جيد إزاء ضعف الموارد المائية وانتشار البيئات الجافة في الوطن العربي بشكل عام وبعض دول أفريقيا بشكل خاص، وكان من ضمن برامج المؤتمر التأكيد على أهمية الموارد المائية وأنها أهم من بعض الموارد الأخرى مثل الموارد الاقتصاية.

ودعا لإيجاد حلول عاجلة لمواجهة شح الموارد المائية، من خلال التعاون بين الدول ذات الموارد المائية والاقتصادية الجيدة فيما بينها لتقديم المساعدات للدول الفقيرة أو ذات الموارد المائية والاقتصادية الضعيفة، ويشمل ذلك حفر الآبار وبناء السدود للدول الفقيرة، فعندما يكون هناك تعاون بين الدول القوية والدول الضعيفة يمكن تجاوز أغلب الأزمات المائية.

وحول ترشيد المياه قال: «عندما تقارن بين الدول المتقدمة والدول العربية من ناحية ترشيد المياه فإنه يوجد فرق كبير بينهم، فالدول المتقدمة يتعاملون مع الماء على قدر حاجتهم فقط بينما أغلب الدول العربية يتعاملون مع الماء بإسراف مبالغ فيه. ويجب التركيز على إقامة دورات وندوات وورش عمل للمجتمع لرفع مستوى الوعي والإدراك بقضية ترشيد المياه، ورفع الوعي والمسؤولية الشخصية والجماعية تجاه قضية ترشيد المياه».

 

زيادة الهدر

وعدَّ الأستاذ بدر التميمي من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، المؤتمر وما شهده من جلسات وأوراق عمل ونتائج مهماً على المستوى الشخصي والاجتماعي والوطني، لأن هذه الموارد المائية لو انقطعت لما عشنا لأن الماء هو عصب الحياة، ولفت إلى وجود حلول عديدة لأزمة شح المياه في المنطقة، منها حلول هندسية وحلول تثقيفية وحلول تعليمية، أيضا الحلول لا يكون تنفيذها مقتصراً على جهات معينة وإنما يكون أيضاً على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول.

وعبر التميمي عن أسفه الشديد لزيادة الهدر وارتفاع معدل استهلاك المياه في الدول العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص، حيث يبلغ 300 لتر باليوم تقريباً بينما في الخارج يستهلك الشخص باليوم ما معدله 180 لتراً، ورأى أن توعية المجتمع بأهمية ترشيد المياه ليس مقتصراً على الدورات والندوات فقط بل إن الإعلام له دور مهم وذلك من خلال استقطاب المشاهير، لأن المشاهير لهم جمهور كبير ويسمع لهم فهذا الأمر يعتبر ممتازاً في توعية المجتمع.

 

ثقافة الترشيد

ودعا الأستاذ أحمد الزيات من المركز الاستشاري المصري للمياه والبيئة، لوضع حلول عاجلة لأزمة شح الموارد المائية في المنطقة العربية، وقال: «إن المؤتمر ناجح بكل المقاييس لأنه أوضح كافة الأمور المتعلقة بالموارد المائية والبيئة الجافة وأهميتها على كل المستويات، مؤكداً خروج المؤتمر بعدة حلول واقتراحات لمعالجة أزمة شح الموارد المائية المنتشرة حول العالم، وتنقسم إلى حلول عاجلة على المدى القريب وحلول آجلة على المدى البعيد، والحلول العاجلة قد تكون في بعض الأوقات مؤقتة وليست دائمة».

وأشار إلى أن الشخص العربي يختلف عن نظيره الأجنبي من حيث «ثقافة الترشيد»، فالأجنبي حريص على ترشيد المياه، أما العربي فغير مبالٍ بشكل عام، ولا بد أن تكون هناك دورات وندوات وورش عمل تسهم في نشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه، وهذه الدورات كلما كانت في المدارس وزاد عددها كلما ترسخ في عقل الطالب حب الترشيد.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA