ماذا تعرف عن الصعل «ميكروسيفالي»؟

استطلاع: محمد الحربي     

هناك أمراض نادرة، تظهر في بعض المجتمعات لفترة من الزمن ثم ما تلبث أن تختفي، أو تعاود الظهور بين فترة وأخرى، ومن تلك الأمراض مرض يعرف باسم «الصعل» وبالإنجليزية «Microcephaly»، فما المقصود به وما أسباب الإصابة به وما أعراضه وطرق علاجه أو الوقاية منه وماذا يعرف طلاب الجامعة عن كل هذه المعطيات؟

تصلب عصبي

في البداية قال الطالب زياد الحربي: «هو تصلب الأعصاب، والمصاب بهذا المرض لديه صعوبة في الحركة وعدم قدرة على التوازن، وحرارة في الرأس والأقدام، ويصيب هذا المرض الأشخاص فوق سن 60 والمرض هذا لا يعالج بسهولة وكلما تقدم الشخص في العمر كلما ساءت حالته، وتزداد نسبة الإصابة بالمرض إذا كان لدى الشخص أمراض آخرى مثل السكري والضغط  والجلطات».

مرض جلدي

وقال الطالب عبدالعزيز النغيمش: «هو مرض يصيب جلد الإنسان ويسبب حساسية مفرطة لدرجة أن العيون تدمع من الحكة، وهي تظهر بشكل عام على اليدين والعنق والوجه، وهذا المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث، وعادة ينشط هذا المرض في فصل الصيف نتيجة التعرق الزائد من الحرارة العالية، ولكن إذا تم التعامل مع هذا المرض على الفور ومعالجته فإن المريض يشفى سريعًا، لكن إذا تأخر العلاج وانتشر المرض في الجسم فإنه يأخذ وقتا أطول».

انتفاخ الأطراف

أما الطالب حمد الزعاقي فعبر عن اعتقاده بأنه شبيه بمرض متلازمة داون، وهو انتفاخ في أطراف الجسم وخاصة الرجلين تكون منتفخة بشكل غير طبيعي، وهذا المرض يحدث نتيجة هرمونات زائدة في جسم الشخص، مما يؤدي إلى انتفاخ الأطراف، ويكون منذ ولادة الشخص وهذه الانتفاخات ظاهرة، ولكن إلى الآن لا يوجد علاج لهذا المرض حسب آخر الإحصائيات.

علاج طبيعي

وقال عبدالله العلي: «هو مرض يصيب الرأس فتكون العيون جافة والفم مائلاً مع صعوبة في التحدث وثقل في اللسان، وهذا المرض يحدث أو تتم الإصابة به نتيجة صدمة أو خوف مفاجئ مما ينتج عنه هذه الأعراض، لذلك يجب الحذر من هذه المواقف ولكن للأسف أنها موجودة عندنا، وعلاج مثل هذا المرض يكون بالعلاج الطبيعي والجلسات الطبيعية من تدليك وتمارين إلى أن يتحسن الشخص».

*********

الإجابة العلمية

الصَعَل أو صغر الرأس، وبالإنجليزية «Microcephaly»، هو وصف يدل على حجم رأس بشري صغير بشكل ملحوظ مقارنة بقياس محيط الرأس في الأشخاص الطبيعيين من نفس الجنس والفئة العمرية.

الأسباب 

ينمو عظم الجمجمة نتيجة نمو الدماغ «المخ» أثناء الحمل ومراحل الطفولة الأولى، وفي حالة توقف نمو الدماغ لأي سبب من الأسباب أثناء الحمل «مثل إصابة الأم بالحصبة، مرض زيكا، اِضطرابات وراثية، وسوء التغذية الحاد» أو في مرحلة الطفولة المبكرة «مثل نقص الأكسجين بعد الولادة، الحمى الشوكية، التهاب المخ» ينتج الصعل.

الأعراض

تعتمد العلامات السريرية على شدة المتلازمة وتكون في صورة تأخر بالقدرات العقلية «تأخر النطق، الجلوس والمشي»، تأخر نمو الجسم، خلل حركي، خلل في الكلام والتواصل، تشوهات في الوجه، قصر القوام، فرط النشاط، نوبات تشنج «صرع»، وخلل بالتوازن والتناسق الحركي.

وهنالك نسبة من الأطفال المصابين لا يتأثرون من ناحية النشاط العقلي، حيث تستمر الجمجمة بالنمو ولكن يبقى محيط الرأس أقل من المعدل الطبيعي. كما يجب التفريق بين الصعل وتضيق القحف «التحام عظام الجمجمة المبكر» الذي يؤدي إلى تشوهات شديدة بعظام الجمجمة وارتفاع ضغط الدماغ ويحتاج لعلاج جراحي مبكر.

التشخيص

يتم تشخيص المتلازمة في العادة قبل الولادة عن طريق فحص الرحم بالموجات الصوتية، وفي العديد من الحالات قد لا تظهر المتلازمة بوضوح بالموجات الصوتية حتى فترة الثلث الأخير من الحمل، وقد تشخص عند الولادة أو لاحقًا في مرحلة الطفولة.

العلاج

لا يوجد علاج يعيد رأس الطفل إلى الحجم الطبيعي، ويعتمد العلاج في الأساس على علاج الأعراض المرضية مثل فرط الحركة والصرع، وعلى تقليل الأثر المرتبط بالعاهات وحالات العجز العصبي.

ويتم تقييم الأطفال المصابين بهذه الحالة عادة بواسطة طبيب أعصاب أطفال، ويليه فريق طبي كامل للتأكد من الحالة.

وتتضمن البرامج العلاجية التي تقدم للطفل في مرحلة مبكرة علاجًا طبيعيًا وعلاج نطق يساعد الطفل على إنماء القدرات المتوفرة لديه ويقلل من حدة العجز، ويجب تعريف الوالدين بأهمية الاستشارة الوراثية في حالة الرغبة بالإنجاب مرة أخرى.

د. شريف الوتيدي

كتاب أسس الجراحة العصبية