ماذا تعرف عن الماء الأبيض أو (الكتراكت)!

نواف باسكران: آلة لصنع الحديد تستخدم في مجال منها البناء والمعدات
زياد الحسن: مرض جلدي يسبب حكة شديدة ويكثر ظهوره في فصل الشتاء
فايز العبدلي: فلكور شعبي أجنبي يمتاز بالحماس الشديد والروح العالية

 

استطلاع: محمد الحربي

هناك مصطلحات ومسميات لا يعرف الكثير من الناس معناها أو مدلولاتها، ومنها «الماء الأبيض» أو «الكتراكت» وحسب المختصين فإن المقصود به مرض يصيب عدسة العين الشفافة أو جزءً منها بالعتمة، ويسمى باللغة العربية «الساد» وليس هناك علاقة بين مسمى الماء الأبيض وبين التعريف العلمي، لعدم وجود ماء أبيض حقيقي داخل العين، ولكن هذه تسمية دارجة في المجتمع وليست دقيقة، وقد استطلعنا آراء ومعلومات مجموعة من طلاب الجامعة حول هذا المصلح ورجعنا بالحصيلة التالية..

آلة بناء

في البداية قال نواف باسكران «أتوقع أن الكتاراكت آلة لصنع الحديد، تستخدم في أكثر من مجال منها البناء والمعدات، وتعتبر الكتراكت آلة باهظة في الثمن، أيضاً تعتبر هذه الآلة من أفضل الآلات في عملية البناء حيث تعتبر هذه الآلة ركناً أساسياً في البناء بحيث تكون هذه الآلة في بداية الإعمار».                           

مرض جلدي

أما الطالب زياد الحسن فقال «أتوقع أنه مرض يصيب جلد الإنسان مما يسبب له الحكة الشديدة ويظهر هذا المرض بكثرة في فصل الشتاء نظراً للبرد الشديد الذي يسبب جفاف البشرة ومن ثم تظهر هذه الالتهابات في الجلد، وتكون نسبة الإصابة بهذا المرض مرتبطة بعوامل أخرى مثل البيئة والمناخ، ففي المناطق البادرة تكون نسبة الإصابة أعلى من المناطق المعتدلة، ومعظم المصابين بهذا المرض من كبار السن لتقبلهم الأمراض بسرعة أكثر من غيرهم وفي النساء أكثر من الرجال لكثرة استخدام النساء الكريمات الغير المرخصة التي تسبب أضراراً على الجلد مما يؤدي إلى ظهور هذه العلامات».

 

فلكلور شعبي

من جانبه قال الطالب فايز العبدلي «يمكن أن يكون الكتراكت فلكلور شعبي أو نظام شعبي مثل العرضة الجنوبية في الجنوب والدحة في الشمال، وأتوقع أن الكتراكت فلكور شعبي في إحدى الدول الأجنبية ويمتاز الكتراكت بالحماس الشديد والروح العالية كما أنه يوجد له جمهور كثير ومحبون لهذا الفلكلور الشعبي».

 

تشنج عصبي

ويرى سطام الغشيان أن الكتراكت مرض يصيب الوجه والرأس نتيجة تشنج عصبي، ويمكن تجنب هذا المرض من خلال تجنب الانفعالات والصدامات مع الآخرين وعدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها، وإذا أصيب الشخص بهذا المرض، لا قدر الله، يصعب علاجه على الفور وإنما يأخذ وقتاً أطول، ويتم العلاج من خلال مراكز العلاج الطبيعي وليس الأدوية، فالأدوية مهدئة فقط للآلام والآثار وليست علاجاً كلياً، والأكثر عرضة لهذا المرض هم الرجال وأكثر الذين يصابون بهذا المرض من كبار السن أي ما فوق الستين سنة نتيجة عصبيتهم الزائدة.

**************

الإجابة العلمية

 

مرض الماء الأبيض يصيب عدسة العين الشفافة أو جزءاً منها بالعتمة، ويسمى باللغة العربية «الساد» وليس هناك علاقة بين مسمى الماء الأبيض وبين التعريف العلمي لعدم وجود ماء أبيض حقيقي داخل العين ولكن هذه تسمية دارجة في المجتمع وليست دقيقة، وهو مرض شائع الحدوث ومسبب رئيس لفقد البصر خاصة في الدول النامية، ويصيب هذا المرض  بالعادة المتقدمين في العمر والذين يتناولون علاج الكورتيزون لمدة طويلة. كما توجد منه أنواع أخرى قد تصيب فئات المرضى الأصغر سنا.

 

الأعراض

- رؤية ضعيفة ومشوشة بدون وجع.

- حساسية ومضايقة من الضوء.

- حدوث ازدواج في الرؤية في العين الواحدة.

- يحتاج المصاب الى الإضاءة القوية للرؤية.

- خلل في رؤية الألوان واصفرارها.

- عدم القدرة على الإبصار بشكل جيد في الليل.

- احتياج المصاب إلى تغيير نظارته بشكل متكرر.

 

عوامل الإصابة

- تقدم السن وخاصة بعد الستين: حيث يعتبر التقدم في العمر أكثر الأسباب شيوعا لتكوين مرض الساد، والسبب في ذلك أن البروتينات الموجودة في عدسة العين المصابة تفسد وتتحلل بمرور الوقت، وتتسارع هذه العملية بوجود أمراض أخرى مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى التأثير التراكمي للعوامل البيئية بما في ذلك السموم والإشعاع والأشعة فوق البنفسجية.

- مرض السكر.

- أسباب وراثية خاصة: حيث يلعب العنصر الوراثي دوراً قويّاً في تطور مرض الساد، والأكثر شيوعا يكون من خلال أخطاء وراثية في الآليات التي تحمي وتحافظ على عدسة العين، ووجود الساد في مرحلة الطفولة أو مرحلة مبكرة من الحياة يمكن أن يكون أحيانا نتيجة لوجود متلازمة معينة.

- اضطراب جيني: يحدث السّاد أيضاً بسبب اضطراب أحادي الجين مثل: متلازمة ألبورت، Conradis .syndrome، حثل التأتر العضلي، متلازمة عينية مخوية كلوية أو متلازمة لوي.

- إصابات مباشرة في العين: تتسبب إصابة العين بجسم حاد في ازياد حجم وسماكة وابيضاض الألياف الموجودة داخل العدسة مما يسبب إضعاف الرؤية، وكذلك تورم العين، والإصابة بأجسام حادة كتلك التي تخترق العين تؤدي إلى تدمير الكبسولة التي تحوي عدسة العين، وهذا يؤدي إلى تجمّع المياه من مختلف أجزاء العين ودخولها إلى العدسة مسببة التورم والابيضاض وإعاقة الضوء من الوصول إلى شبكية العين، وهناك احتمالية لحدوث الساد بعد تعرض االشخص لصدمات كهربائية.

- تعاطي بعض الأدوية لمدة طويلة مثل الكورتيزون: مثل أسيتات الكورتيزون تساعد على تطوّر السّاد، بعض الأمراض النفسية مثل مرض انفصام الشخصية تساهم في تعتيم عدسة العين كالتّأثير الذي تحدثه بعض الأمراض (كالضغط والسكري وسوء التغذية).

 

العلاج 

يعتمد علاج الماء الأبيض على مدى تأثر المريض ومقدار ضعف الأبصار، ولا يفضل التأخر في ذلك لأنه قد يسبب مشاكل أخرى في العين، حاليا يعتبر العلاج الجراحي هو العلاج الوحيد لإزالة الماء الأبيض، وتكون العملية بواسطة سحب الماء الأبيض بتقنية الأشعة الصوتية وزراعة عدسة داخل العين؛ وتعتبر من حالات اليوم الواحد ذات النتائج الممتازة، ومن ثم يرجع المريض إلى حياته الطبيعية في فترة وجيزة وبنتائج أفضل وأسرع، أما عند التأخر في سحب وإزالة المياه البيضاء فيصعب سحبها بالأشعة الصوتية ويتم اللجوء إلى استخدام الطريقة القديمة للعملية وهي الإزالة باستخدام قطع جراحي ومن ثم خياطته.

 

العلاج الجراحي

في الماضي، عندما كانت العملية الجراحية تتطلب فترة نقاهة طويلة المدى وتنطوي على الكثير من المضاعفات والتعقيدات، كان  من المعتاد الانتظار حتى نضوج حالة الماء الأبيض (الساد)، حيث تنعدم الرؤية تماما في العين بسبب العكر فيها، وكان تقييم حدة البصر يعتمد على القدرة على عد الأصابع وفي بعض الاحيان مجرد الشعور بالضوء.

أما اليوم في عصر الجراحة الحديثة، فمن المفضل والمتبع إجراء الجراحة في اللحظة التي يسبب فيها الماء الابيض تشويشا كبيرا في أداء المهام اليومية، مثل القيادة، القراءة، مشاهدة التلفزيون، ويكون هذا الإجراء أكثر إلحاحا، بشكل خاص، عندما لا تبقى ثمة إمكانية لتصحيح الرؤية بواسطة النظارات.

 

هل ينبغي الانتظار حتى نضوج الساد؟

قطعاً لا، فيتم إجراء عملية جراحة الماء الأبيض في العين اليوم في العيادات الخارجية (دون الحاجة للمكوث في المستشفى) تحت التخدير الموضعي مع جرح صغير، ونسبة النجاح تبلغ حوالي 95 ٪ والشفاء سريع عادة، وتتطلب الجراحة الحديثة (التي تجرى بطاقة الموجات فوق الصوتية وتدعى «استحلاب العين -Phacoemulsification) شروطا لا تتوفر في بعض الأحيان في حالات الماء الأبيض (الساد) الناضج، من حيث صلابة العدسة وقوة الأربطة التي تمسك بها (Zonules).

وفي الغالب، تتطلب جراحة الماء الأبيض الناضج إجراء شق أكبر ووضع غرز (خياطة) وتنطوي على الكثير من المضاعفات والتعقيدات، كما يتطلب الشفاء وقتا أطول، وبشكل خاص عندما تكون العين مصابة بأمراض أخرى مثل الزرق (Glaucoma)، السكري، عكر في القرنية وصعوبة توسع حدقة العين.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA