برنامج الطلبة المتفوقين والموهوبين الأول على مستوى الوطن

د. الدلبحي: يستفيد من خدمات البرنامج 800 طالب وطالبة بالجامعة
يسعى البرنامج لتحقيق نقلة نوعية في قدرات وطاقات الطلاب والطالبات المتفوقين والموهوبين
يقدم البرنامج رعاية وعناية استثنائية وبرامج إثرائية ومساندة وفق أفضل الممارسات العالمية

 

 

حوار: فهد الحمود

 

يعتبر برنامج الطلبة المتفوقين والموهوبين بجامعة الملك سعود من ضمن البرامج النوعية المميزة على صعيد رعاية التفوق والموهبة، واستطاع خلال سنة منذ انطلاقه تحقيق إنجازات ساهمت في تجذير التفوق والتميز ونشر الثقافة المساندة لهما، والعمل على خدمة ما يزيد عن «800» طالب وطالبة بهدف زيادة حصيلتهم المعرفية والسلوكية والوجدانية والإبداعية من خلال تقديم مجموعة من البرامج التطويرية والإثرائية الدالة على جوانب الرعاية ذات العلاقة والمنسجمة مع أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن. ولتسليط مزيد من الضوء على بداية فكرة هذا البرنامج وركائزه ومنطلقاته وصولاً إلى أبرز إنجازاته، قمنا بإجراء الحوار التالي مع الدكتور علي بن كناخر الدلبحي مدير هذا البرنامج..

 

- في البداية حدثنا عن فكرة هذا البرنامج.. وهل هناك برامج شبيهة على مستوى الجامعات السعودية؟

انبثقت فكرة البرنامج كمبادرة ريادية لجامعة الملك سعود في ضوء تطلعات وكالة الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية للمساهمة الفاعلة في تحقيق الهدف الرابع الاستراتيجي للجامعة والقائم على تعزيز قدرات طلبة الجامعة وخريجيها، وإيمانها بأهمية بناء طلبة الجامعة المتفوقين والموهوبين ليكونوا نواة للكفاءات والقيادات العلمية ومجالات الموهبة المتعددة والمتميزة على مستوى الجامعة والمجتمع لمواكبة التوجهات الحديثة للمملكة والجامعة في بناء مجتمع المعرفة واقتصادياته، والتوجه لتحقيق متطلبات الرؤى والتحولات الوطنية للقيادات في هذا الوطن –حفظهم الله ورعاهم-، ويعد هذا البرنامج الأول على مستوى الجامعات السعودية والشرق الأوسط. 

 

-كيف تم بناء وإعداد هذا البرنامج لتحقيق البعد الريادي فيه؟

في ضوء معايير وأسس علمية قويمة وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في سياق رعاية التفوق والموهبة وبتوجيهات من اللجنة التنفيذية العليا للبرنامج برئاسة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله العثمان تم بناء وإعداد هذا البرنامج، بحيث كان التركيز في السنة الأولى منه منصباً على بناء ركائز ومنطلقات التفوق الأكاديمي «مسار رعاية الطلبة المتفوقين». وبرعاية كريمة من معالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر تم حديثاً اطلاق المسار الثاني للبرنامج تحت مسمى «مسار رعاية  الطلبة الموهوبين». ولتعضيد ركائز كلا المسارين تم استحداث مسار مساند هو «مسار التلمذة» الذي تضمن تحقيق التواصل المباشر بين عضو هيئة التدريس المتميز أو الموهوب «الخبير» وطلبة البرنامج لمدة عام دراسي على الأقل؛ وذلك لزيـادة معـارفـهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وتعميقها في مجال واحد أو عدة مجالات يحتاجونها.

 

- ما الآلية المتبعة في ترشيح طلبة البرنامج؟

في مسار الطلبة المتفوقين يتم ترشيح الطلبة للبعد الكمي والذي يتضمن المرحلة التأهيلية في السنة الأولى المشتركة ومرحلة الإعداد العام لطلبة السنة الثانية، وذلك لتأهيل الطلبة تأهيلاً عاماً في مجال القيادة والتفكير الناقد وتطوير الذات وبناء الشخصية، في ضوء المفاضلة بينهم بناءً على معدل الثانوية العامة والنسبة المركبة والمعدل التراكمي، وبعدد مقاعد لا يقل عن 600 مقعد بمختلف كليات الجامعة، وفي السنة الثالثة ينتقل نخبة من هؤلاء الطلبة 200 طالب وطالبة» إلى البعد النوعي للبرنامج لـ«مرحلة الإعداد التخصصي» بناءً على المعدل التراكمي وعدد التخصصات في كل كلية، وتستمر رعاية هؤلاء الطلبة ومتابعة تقدمهم وصولاً إلى «مرحلة الإعداد المتقدم» في السنوات الدراسية الأخيرة. أما ترشيح طلبة مسار الموهبة فيستند إلى استمرار رعاية الطلبة المنضمين للجامعة والتي كان في السابق ترعاهم موهبة، وكذلك توصيات من منسقي الكليات بالمواهب المتاحة في كلياتهم، وبالرغم من أن البرنامج مخصص للطلبة السعوديين في الأساس، الإ أنه يتم قبول غير السعوديين بنسبة لا تزيد عن 5% لتعزيز التنوع الثقافي.

 

- نرى أنكم قطعتم شوطاً مهماً في مسار الطلبة المتفوقين، فماذا قدمتم لرعاية طلبة الجامعة المتفوقين؟  

يقدم البرنامج سلسلة متصلة من الأنشطة والفعاليات الداعمة لمسيرة الطلبة المتفوقين من لحظة دخولهم للجامعة وتحديداً من السنة التحضيرية وحتى التخرج، ويمر طلبة هذا المسار بأربع مراحل رئيسة كما سبق ذكره؛ ففي المرحلة التأهيلية قامت السنة الأولى المشتركة بتقديم العديد من البرامج الإثرائية لطلبة البرنامج في مجال الرياضيات والحاسب الآلي ومهارات تنمية الذات إضافة إلى الزيارات العلمية وبمعدل 127 ساعة تدريبية. أما في مرحلة الإعداد العام، قام البرنامج بالتعاون مع عمادة تطوير المهارات بتنفيذ عدد من الدورات التدريبية وورش العمل في مجال اللغة العربية ومجال تطوير مهارات تعلم اللغة الانجليزية ومجال الحاسب الآلي ومجال تطوير الذات وبناء الشخصية، وبواقع 90 ساعة تدريبية في كل فصل دراسي. إضافةً لعدد من البرامج الإثرائية الداخلية والخارجية خلال الصيف الماضي شملت دورة تدريبية باللغة الإنجليزية لمدة أربعة أسابيع في الرياض، وبرنامج إثرائي صيفي خارجي شارك «بنك البلاد» مشكوراً في دعم تنفيذه، وتم تنفيذه بالتعاون مع «مركز الملكة رانيا بجامعة اليرموك» الأردنية متضمناً دورات تدريبية وورش عمل وزيارات ميدانية في مجال التفوق والإبداع والريادة والابتكار ومهارات القيادة والتخطيط الاستراتيجي.

 

- ماذا عن تسويق البرنامج؟

قامت إدارة البرنامج بإطلاق حملة تعريفية عنه في قسمي الطلاب والطالبات لمدة شهر كامل من خلال إقامة ركن للبرنامج في جميع كليات الجامعة، لتعريف جميع الأطراف ذات العلاقة به ونشر ثقافة التفوق وحث الطلبة عليه، ولم يغفل البرنامج تعريف الشركات المحلية بدور البرنامج في المساهمة بإعداد طلبة الجامعة المتفوقين ليكونوا نواة للكفاءات العلمية والقيادية المتميزة على مستوى الجامعة وسوق العمل، وتعريف طلبة البرنامج على الفرص الوظيفية المستقبلية في الشركات والمؤسسات الوطنية الرائدة التي يمكن أن تسهم في رسم مساراتهم الوظيفية وتوجهات أهداف الإنجاز لديهم، وشارك البرنامج في عدة فعاليات محلية وقام بتوزيع نشرات تعريفية، وكذلك على المستوى الخارجي شاركت إدارة البرنامج بعرض تجربة الجامعة في رعاية الطلبة المتفوقين والمشاركة بركن تعريفي للبرنامج خلال المؤتمر الدولي الرابع عشر حول التميز التربوي، والابتكار، والابداع، وتربية الموهوبين الذي عقده المركز الدولي للابداع والابتكار وتطوير التعليم «ICIE» في دولة الإمارات العربية الشقيقة مؤخراً.

 

- ما المحفزات التي تجذب الطلبة المتفوقين للمشاركة في البرنامج؟

يتضمن البرنامج العديد من المزايا والحوافز لطلبته من أهمها الحصول على شهادة مصدقة من البرنامج توثق تميزهم من الناحية الأكاديمية والتطبيقية أو في مجالات الموهبة المتعددة وموجهة حسب هدف الطالب-الطالبة «إكمال الدراسات العليا، أو الإلتحاق بسوق العمل، المشاركة في برامج الموهبة والابداع وغيرها»، وكذلك الالتحاق بدورات خارجية تطويرية في اللغة الإنجليزية أوالحاسب أو في مجال الموهبة التي يتمتعون بها أو دراسة مقررات من خطة الطالب/ الطالبة في جامعات عالمية مرموقة خلال فترة الصيف. كما يعتبر توثيق أنشطتهم في السجل المهاري والسجل الخاص بهم في البرنامج من المحفزات للالتحاق بركب البرنامج، إضافة إلى الدعم التوجيهي والمادي لمشاريعهم البحثية في مرحلة البكالوريوس أوالبرامج المتخصصة بتنمية الموهبة لديهم. أضف إلى ذلك حصول طلبة البرنامج على بطاقة تؤهلهم للاستفادة من مجموعة من المزايا أهمها تخفيضات في خدمات مراكز التصوير بالجامعة، وزيادة عدد الكتب المستعارة من مكتبة الجامعة، ورحلات ترفيهية، وخصومات من مراكز البيع، والحصول على المستلزمات والأدوات التي تعينهم على مواصلة التفوق والموهبة والإبداع.

 

- كلمة أخيرة تود توجيهها..

الطلبة المتفوقون والموهوبون ثروة وطنية حقيقية غير قابلة للتعويض أو الاستبدال للنهوض بالمملكة ورفعتها، فهم العماد الأساسي لتحقيق متطلبات رؤية المملكة 2030 ومجتمع المعرفة ومنطلقاته، وبالأخص في عصرنا الحالي الذي تجتاحه منظومات العولمة وثورة المعلومات والتقنية، والبرنامج لن يتوانى في دعم جهود كليات الجامعة في رعاية هذه الفئات الواعدة وأتقدم بالشكر الجزيل لمعالي مدير الجامعة ولوكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية ولإدارة الجامعة ولجميع الكليات والوحدات على دعمهم للبرنامج في سبيل تحقيق أهدافه المنشودة .

****************

بوووكس

 

برنامج رائد في تأهيل واستثمار الثروة البشرية

 

انسجاماً مع منطلقات وزارة التعليم في المملكة، وتوجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله ورعاه- في هذا المجال، وانطلاقاً من توجهات جامعة الملك سعود نحو الاستفادة المثلى من الكفاءات الشبابة المتفوقة والمتميزة التي تزخر بها، وتعزيز مساهمتهم الفاعلة في تحقيق ركائز رؤية المملكة 2030 وخطة التحول الوطني 2020، وإيماناً من جامعة الملك سعود بالدور المحوري لطلبة الجامعة المتفوقين والموهوبين في تعزيز ذلك، جاءت فكرة إطلاق «برنامج الطلبة المتفوقين والموهوبين» بالجامعة، كسبق ريادي على مستوى المملكة، وذلك لإحداث نقلة نوعية في المستوى العلمي والعملي والبحثي والمجتمعي لطلاب وطالبات الجامعة المتفوقين من كافة التخصصات، والاستثمار الأمثل في قدرات وطاقات طلاب وطالبات الجامعة الموهوبين والموهوبات على اعتبارهم ثروة وطنية للنهوض بالوطن وتحقيق متطلبات مجتمع المعرفة ومنطلقاته، ونواة لقادة المستقبل والكفاءات العلمية المتميزة. ويطمح البرنامج إلى الريادة والتميز في مجال رعاية الطلبة المتفوقين والموهوبين في المجتمع السعودي لتكريس حضور المملكة على خريطة العالم المعرفية، وذلك من خلال رسالته القائمة على تقديم رعاية وعناية استنائية للطلبة المتفوقين والموهوبين بجامعة الملك سعود في كافة التخصصات وكافة مجالات الموهبة المتاحة من خلال تقديم برامج نوعية وإثرائية ومساندة تدعم تفوقهم الأكاديمي ومجالات الموهبة لديهم على المستوى العلمي والعملي، استناداً الى قيم التفاعل البناء، والاتصال والتواصل المستمر، والشفافية، والمصالح المشتركة، والعمل بروح الفريق، والإبداع والتميز والإبتكار. وهذه دعوة مني للعمل على اقتناص الفرص التي يوفرها البرنامج خدمةً لصالح الوطن والجامعة وصالحكم من جهة أخرى لتكونوا نواة ومصدر إشعاع للتفوق والموهبة.

 

د. عبدالعزيز بن عبدالله العثمان

وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية

رئيس اللجنة التنفيذية العليا لبرنامج الطلبة المتفوقين والموهوبين

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA