الفروق الفردية.. أساس الذكاء والتميز

 

ثمة ارتباط وثيق بين الفروق الفردية ونمو التفكير والذكاء والتميز، بمعنى أن الفروق الفردية تحدث فرقاً وتترك أثراً كبيراً في طريقة التفكير وكذلك في ذكاء الفرد وتميزه عن أقرانه.

تعني ظاهرة الفروق الفردية الاختلافات أو التباين بين الأفراد في القدرات والإمكانات وكذلك الاستعداد ودرجة التحمل ومستوى الإنجاز وغيرها، وهناك مجموعتان مسؤولتان عن عملية نمو الذكاء الإنساني والقدرات والمهارات، الأولى مجموعة العوامل الوراثية وهي عوامل فطرية، والثانية مجموعة العوامل البيئية وهي مكتسبة.

ولما كان الأفراد يختلفون عن بعضهم البعض في الخصائص العقلية والاجتماعية والانفعالية، وبالتالي فإن مظاهر الفروق الفردية تتعدد وتتنوع، حيث يظهر تباين في الأداء لدى الأفراد في النشاط الواحد من وقت لآخر، وتباين الأداء لدى الفرد الواحد من نشاط لآخر إضافة لتباين أداء الذكور على أداء الإناث في النشاط الواحد أي في الأداء من حيث الجنس. 

والحقيقة أن للعوامل المكتسبة أثراً أكبر من العوامل الفطرية في ظاهرة الفروق الفردية بين الأفراد، وهناك عوامل تجمع بين الفطرية والمكتسبة منها العمر الزمني، والممارسة والخبرة، والتدريب، والنوع؛ فالفروق الفردية ذات علاقة طردية مع العمر الزمني، وتتضح الزيادة مع تزايد السن وتصبح الفروق الفردية في كل من الخصائص الانفعالية والعقلية أكبر.

كما تؤثر فترة الممارسة من حيث طول الفترة الزمنية أو قصرها وحجم الخبرة على مدى الفروق الفردية، إذ ثمة ارتباط بين الممارسة والتعليم والخبرة فمع الممارسة والتعليم تزداد خبرة الإنسان ثباتاً وتحسناً في الأداء وجودة الإنتاجية في أي مجال من المجالات.

أما التدريب فهو تكرار التمارين العقلية أو البدنية أكثر من مرة لتنمية السلوك، ويسود اعتقاد بأن الذكور يفوقون الإناث في القدرات العقلية، ويرجع السبب إلى تفوق الإنتاج العقلي للرجال عنه لدى النساء، وفسر البعض هذا التفوق بعودته إلى الخصائص الوراثية، وهناك من يقول إن السبب هو الظروف البيئية، إذ إن طبيعة بعض المجتمعات تتيح الفرصة للرجال للتفوق وإبراز قدراتهم أكثر من النساء.

وتشير أغلب الدراسات إلى أن الفروق عند الذكور أوسع وأكبر منها عند الإناث، ويترتب على هذه النتيجة أن نسبة المتفوقين عقلياً بين الذكور أعلى من المتفوقات عقلياً بين الإناث، وكذلك نسبة المتخلفين عقلياً بين الذكور تتفوق على نسبة الإناث. كما أن هناك خصائص معينة يتفوق فيها الذكور نسبياً على الإناث مثل القدرة العقلية والقدرة العددية والقدرة الرياضية والقدرة اليدوية، والعكس أيضاً فثمة خصائص تتفوق فيها الإناث على الذكور مثل القدرة اللغوية، الميل الأدبي والميل للخدمة الاجتماعية.

وبعد استقراء الدراسات المتعلقة بتأثير الوراثة والبيئة على ذكاء الفرد نستطيع الوصول إلى أنه كلما كانت صلة القربى أوثق كان التشابه أكبر في الذكاء، إذ يصل متوسط معامل الارتباط بين الآباء وأبنائهم الطبيعين إلى حوالي 50%، والأفراد الذين يعيشون معاً في نفس المحيط المنزلي تزداد احتمال تشابه نسب ذكائهم حتى ولو لم يكونوا أقرباء.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA