التعصب الرياضي.. الأعراض والأسباب والتبعات 

أحد مصادر تقديرالفرد لذاته الآخرين من حوله، لذا يجتهد الفرد منا في البحث عن ارتباط له بالآخرين، وأحد أشكال الارتباط بالآخرين الدخول معهم في شكل جماعة «زواج - عمل - ترفيه – لعب» وبمجرد الدخول معهم في جماعة يعمد إلى تصنيف نفسه كعضو كامل العضوية في تلك الجماعة، له ما لها وعليه ما عليها، أو ما يعرف بـ«التفيئة»، أي يضع نفسه فرداً ضمن فئة اجتماعية معينة، ولا تتحقق العضوية فيها له كاملة إلا بالامتثال لأعرافها و لاستجابة لتوقعاتها، وفي الأوساط الرياضية تتمثل الفئة بفريق اللعب أو مشجعيه، وكأثر لعملية التفيئة يتوحد اللاعب أو المشجع مع أعضاء جماعته الرياضية حيث يرى نفسه في تلك الجماعة، يستمد منها مقومات هويته الاجتماعية «قيم ومعتقدات اتجاهات وخصائص و ممارسات»، متجاهلاً بذلك هويته الشخصية، يعرف بنفسه من خلال انتمائه لتلك الجماعة، وينظر للأعضاء المهمين فيها كمصدر توجيه وإلهام، وهذا يزيد من قوة تأثيرها عليه وسرعة استجابته لضغوطها. ويسهل ذلك عملية امتثاله لأعراف الجماعة والاستجابة لتوقعاتها كشرط للانتماء لها. ويكاد من فرط توحده معها أن يذوب فيها، فلا يرى نفسه إلا من تلك الجماعة، ولا يعرف نفسه إلا بها، أو على حد وصف الشاعر القديم لحاله في علاقته بقبيلته , «وما أنا إلا من غزية إن غوت... وإن ترشد غزية أرشد» . وفي أكثر الأحوال، قد يصبح المساس بها مساساً بذاته، والزيادة في رفعتها زيادة في نصابه من تقديره لذاته وتقدير الآخرين له، وهذا ما يبرر اجتهاد اللاعب أو المشجع في الاستماتة للدفاع عن فريقه، وتشجيعه له ليحرز النصر على غيره، وإعلان الولاء له والفخر بالانتماء له في كل موقف وعند كل مناسبة، وممارسات مثل هذه قد تقود اللاعب أو المشجع إلى التورط بالإتيان في أنماط من التصرفات الفردية والجمعية السلبية كالتعصب والتحيز والتعدي على الأعضاء من الفرق الرياضية الأخرى. 

وتتعزز تأثيرات عملية التفيئة - الآنفة الذكر - بمقارنة الفرد «لاعب أو مشجع» ما يصدر عن فريقه بغيره من الأندية و الفرق، إذ عادة ما يصدر الفرد أحكامه على الأعضاء من خارج جماعته مقارناً إياهم بالأعضاء من جماعته، وغالبًا ما تكون هذه الأحكام سلبية بطبيعتها، تنضح بمشاعر النفور منهم والكراهية لهم والتقليل من شأنهم أو الاحتقار والازدراء بهم، و هكذا، تعد عملية المقارنة الاجتماعية أعلاه مصدراً أساسياً للتعصب ضد الآخرين من غير أفراد فريقه «لاعبين أو مشجعين» ..في الأسبوع القادم سنتاول جانباً من أعراض التعصب الرياضي..

أ.د. دخيل بن عبدالله الدخيل الله

أستاذ علم النفس الاجتماعي

ـ إشراف اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية بالجامعة

 

للتواصل مع الوحدات التي تقدم خدمات الصحة النفسية بالجامعة: 

- وحدة الخدمات النفسية بقسم علم النفس بكلية التربية- هاتف: 0114674801

- مركز التوجيه والإرشاد الطلابي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114973926

- وحدة التوجيه والإرشاد النفسي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114673926

- الوحدة النفسية بقسم علم النفس بالمدينة الجامعية «طالبات»- هاتف: 0532291003

- قسم الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي- هاتف: 0114672402 

- مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي- هاتف: 0114786100

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA