التعصب الرياضي.. الأسباب والتبعات 

 من مظاهر التعصب أي إنسان لفريقه إعلائه من منزلته، وتحيزه في نسبة كل أمر إيجابي لفريقه ونفي كل ما يرى فيه إساءة لفريقه وإن كان حقًا، فضلاً عن تقويمه لأداء أعضاء فريقه بطريقة إيجابية تفوق تقويمه للفرق الأخرى، فالتميز والتألق في الأداء دائماً من نصيب فريقه، بالمقابل، يميل إلى التقليل من شأن الأعضاء في الفرق الأخرى على مستوى الكفاءة ونوعية الأداء، وتصبح الحدود بين فريقه وغيره من الفرق الأخرى واضحة المعالم، ويظهر ذلك بجلاء في شكل التمييز بينها على أساس «نحن وهم»، وقد ينتهي التمييز بتطرف في التعصب ضد الأعضاء من الفرق الرياضية الأخرى، خاصة في حال ظهور ما يشكل مصدر تهديد لمكانة ووجاهة فريقه، كما يظهر ذلك بوضوح عند هزيمة فريقه من فرق أخرى، أو خسارته في إحراز قصب السبق من هذه الفرق.

 هذا التعصب يأخذ شكل المبالغة في الاختلاف بين أعضاء فريقه وأعضاء الفرق الأخرى، كوصف الأعضاء من الفرق الأخرى بصفات غير لائقة أو إلصاق تهم بهم لا تبنى على بينة وتفتقر للشاهد من الواقع، ومثل هذه الممارسات التعصبية تشير إلى سعي الفرد للحفاظ على إحساس إيجابي بالذات سبق أن حصل عليه من الانتماء لفريقه، وكما هو الحال مع أشكال الجماعات الأخرى، يعد تقدير الذات المستمد من الانتماء للفريق كجماعة سبباً جوهرياً في نمو التعصب بين مشجعي الفرق الرياضية، والسبب في ذلك أن تقدير الذات «زيادة أو نقصاً» يصبح مرهوناً بالعضوية في الجماعة «النادي أو الفريق».

 وفي الأوساط الرياضية يرتبط إحساس اللاعب أو المشجع الرياضي بذاته وتقديره لها بالسلوك الرياضي لجماعته، وعندما تتعرض الجماعة لتهديد من الآخرين – كما في حالة الهزيمة لفريقه من قبل فريق آخر- فإن الفرد يرى في هذا التهديد تهديدًا لذاته. لذا، ينشط في الدفاع عن فريقه الرياضي في محاولة منه للحفاظ على إحساس إيجابي بالذات، ويمكن أن ينتهي به الأمر إلى أن يصعد من مستوى عدائيته، ويظهر تحيزًا وعنفاً ضد الآخرين، ويحدث مثل هذا الأمر بكثرة في حال عدم توفر وسيط رشيد يلطف الأجواء ويحاول التخفيف من حدة التعصب،  وما نشاهده عبر شاشات التلفاز من مصادمات ومواجهات وأعمال عنف بين أطراف الفرق المتنافسة «لاعبين ومشجعين ورجال أمن» إبان الأحداث الرياضية خاصة مباريات كرة القدم في أوروبا تعد أمثلة حية لمظاهر التعصب في الأوساط الرياضية.

في الأسبوع القادم سنتحدث عن سلوك الشغب في المناسبات الرياضيه وتفسير المختصين لذلك..

 

أ.د. دخيل بن عبدالله الدخيل الله

علم النفس الاجتماعي

ـ إشراف اللجنه الدائمة لتعزيز الصحة النفسيه بالجامعه «تعزيز»

 

للتواصل مع الوحدات التي تقدم خدمات الصحة النفسية بالجامعة: 

- وحدة الخدمات النفسية بقسم علم النفس بكلية التربية- هاتف: 0114674801

- مركز التوجيه والإرشاد الطلابي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114973926

- وحدة التوجيه والإرشاد النفسي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114673926

- الوحدة النفسية بقسم علم النفس بالمدينة الجامعية «طالبات»- هاتف: 0532291003

- قسم الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي- هاتف: 0114672402 

- مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي- هاتف: 0114786100

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA