ماذا تعرف عن الـ«Big Data»؟

الشهري: قاعدة بيانات كبيرة تحفظ فيها جميع البيانات التي تخص المنظمة أو الشركة
اليافعي: هي نتاج مشاركة المستخدم من بيانات ومعلومات في وسائل التواصل الاجتماعي
البكري: تراكم البيانات التي أضيفت إلى قاعدة البيانات ويتم استخدامها لاحقاً في المنظمة

 

إعداد: محمد العضياني

نعيش عصراً تتراكم فيه المعلومات والبيانات لحظيًا بشكل خرافي، وفي هذه الأثناء يتم تخزين كم من المعلومات يفوق ما راكمته البشرية في القرون العشرة الأولى بعد الميلاد، ففي كل يوم من عام 2012 قام البشر بتخزين 2500,000,000,000,000 «بايت» من المعلومات، ولم يسبق للبشرية من قبل أن راكمت مثل هذا الكم من البيانات، فما هي البيانات الضخمة، وما أوجه الاستفادة منها، وأين تستخدم وكيف؟

 عرضنا هذه الأسئلة على طلاب الجامعة وخرجنا بهذه الحصيلة..

 

قاعدة إلكترونية

في البداية يقول الطالب عبدالوهاب الشهري: «أتوقع أنها قاعدة بيانات إلكترونية كبيرة تحفظ فيها جميع البيانات التي تخص المنظمة أو الشركة، ويتم الرجوع إليها عند الحاجة».

 

وسائل التواصل

أما الطالب خالد اليافعي، فقد عبر عن اعتقاده بأن الـ«Big Data» هي نتاج مشاركة المستخدم من بيانات متنوعة ومتعددة في وسائل التواصل الاجتماعي.

 

 

وقال الطالب عبدالله البكري: «من وجهة نظري أعتقد أنها عبارة عن مركز أو جهاز يرصد تراكم البيانات السابقة التي قد أضيفت إلى قاعدة البيانات والتي قد يتم استخدامها لاحقاً في المنظمة».

 

**********

الإجابة العلمية

 

«Big Data» أو البيانات الضخمة، هي مجموعة كبيرة وضخمة من البيانات/ المعلومات، المتداخلة بشدة مما يصعب معالجتها كلها بأداة واحدة من أدوات إدارة قواعد البيانات أو بالطرق التقليدية لمعالجة البيانات، والبيانات الضخمة تطلق على الجزء المنظم فقط من هذه المعلومات «تقريباً 10%»، ويندرج تحتها كل المعطيات التي يمكن أن تخطر ببالك، من دردشتك على الشات، رسائلك النصية، إعجابك بمنتج معين، مشاركة الحالة أو فيديو مع صديق، حجم تداول الأسهم، أخبار الطقس.. إلى آخره.

 

توظيف اقتصادي

وفي عالم تسوده الرأسمالية واقتصاد السوق، نبع الاهتمام بالبيانات الضخمة وتوظيفها لأغراض الاقتصاد والتجارة في المقام الأول، فكل النتائج المستنبطة من «Big Data» يتم توجيهها لخدمة هذا الغرض كأولوية، بما ينتج عنه من تبعات، فالتحدي الكبير في اقتصاد تحكمه وتفرض سيطرتها عليه الشركات العابرة للقارات كان امتلاك هذه المعلومات واستغلالها هو مفتاح القوة الحقيقي، فالمعلومات تساوي القوة.

 

من المستفيد؟ 

حيتان التقنية الكبار هم أكبر المستفيدين من هذه المنظومة، ولا ننسى أن عمل Google الأساسي هو تنظيم المعلومات، وسرعة استخراجها، أيضا Facebook, Twitter, Google plus «على سبيل المثال» يقومون بجمع وتخزين كل معلومة عنك، حتى ما قمت بحذفه يظل محفوظًا في خادماتهم العملاقة، وليس ذلك بهدف تحسين حالة البشر بالطبع، وإنما لمزيد من إحكام السيطرة عليهم، من خلال إظهار الإعلان في الوقت الذي يناسبك أنت، الوقت المناسب للشراء، تذهب إلى السوبرماركت، تفاضل بين مئات أو آلاف الخيارات، بينما الحقيقة أن نقودك ستفوز بها واحدة من ثمان شركات فقط في العالم تنتج كافة المواد الغذائية التي نراها حولنا.

 

نمو متسارع 

البيانات الضخمة تنمو بوتيرة متسارعة للغاية، وفي طريقها للمزيد، ففي كل يوم تضاف إلى مدخلات البيانات أدوات أكثر وأكثر، فمن مستشعرات الفضاء، هواتفنا الذكية، التكنولوجية القابلة للارتداء مروراً ببيانات التأمين الاجتماعي، بيانات السير والمرور وليس انتهاء بمعلومات عن كل تلميذ وموظف وعامل في العالم كله، ويُعتقد حالياً أن البشرية تضاعف ما لديها من بيانات كل 14 شهراً، بمعدل التسارع/التراكم الحالي.

 

مثال تجاري

وكمثال على استخدام Big Data في العمليات التجارية، فمتجر Walmart في الولايات المتحدة تبلغ عائداته تقريباً 4 مليارات دولار أميركي، ويقوم بمعالجة مليون عملية تجارية كل ساعة، وتحتوي قواعد بياناته على 2.5 «بيتابايت» وهو ما يساوى 167 ضعف جميع البيانات الموجودة في كل كتب مكتبة الكونجرس، وقد أدى استخدامهم للبيانات الضخمة ومعالجتها بطرق حديثة إلى تحسين نتائج البحث للعملاء فى حدود 15% – حتى الآن.

 

سوق الأوراق المالية

أيضاً سوق الأوراق المالية بنيويورك يراكم 1 «تيرابايت» من البيانات في كل عملية تبادل تجاري، وبينما كان حجم البيانات الضخمة 80 «ايتابايت» – 1 وأمامه 15 صفراً- في عام 2010، يتوقع ارتفاعها الى 4000 «ايتابايت» عام 2020.

الفيس بوك كذلك يعالج 50 مليار صورة في بيانات مستخدميه، بينما موقع Amazon بجانب عمليات البيع التقليدية يوميا، يقوم بمعالجة استفسارات البائعين -طرف ثالث- مما جعله منذ عام 2005 يمتلك أكبر ثلاثة مراكز للبيانات في العالم.

 

أمن قومي

ولا ننسى كذلك «وكالة الأمن القومي» الأمريكية، التي تبني حاليا Utah Data Center القادر على معالجة «يوتابايت» من البيانات التي جمعتها بالتجسس على مستخدمي الإنترنت في كل مكان، والتي سرب لنا أسرارها «سنودن» فشكرًا له.

شبكة «لينكد إن» الاجتماعية المتخصصة في العمل والوظائف، تستخدم نتائج البيانات الضخمة لتوليد مليار اقتراح كل شهر على عملائها. وتقول «أوراكل» إن هذه البيانات تتيح لها فهم زبائنها بشكل أعمق. بينما تستخدمها «IBM» لاستنباط الرؤى المهمة، ولكن مهمة لمن؟ بالطبع لهم..

 

مستقبل واعد

لا حدود لما يمكن للبيانات الضخمة أن تفعله مستقبلاً، فالمستقبل واعد أمامها، ورغم أن الدراسات تقول إن 15% من الشركات هي التي تستخدم Big Data، إلا أنها حققت نمواً بنسبة 20%، مما يفتح المجال للبحث عن استثمار هذه المعلومات بشكل أكثر نفعاً، البيانات الضخمة تتيح للمؤسسات الكبرى تحليل ملايين التغريدات –على تويتر مثلاً- لاتخاذ قرار بخصوص منتج بناء على آراء وتعليقات المغردين، والمؤسف أننا - كعرب - غير مشاركين في هذه العملية الضخمة لمعالجة البيانات إلا كمستهلكين، تأثرنا وما زلنا من نتائج هذه البيانات.

 

حازم سويلم

متخصص في علم المعلومات

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA