التسريع التعليمي اتجاه عالمي للتعامل مع الموهوبين

يعد الطفل الموهوب نعمة عظيمة وكنزا لا يقدر بثمن، وتُعد المملكة من أولى الدول الخليجية التي اهتمت بالموهوبين والمتفوقين منذ عام 1389هـ حيث نصت سياسة التعليم على اكتشاف الموهوبين ورعايتهم, وفي عام ١٤١٠هـ تبنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات آنذاك مشروعا وطنيا باسم «برنامج رعاية الموهوبين» وفي عام ١٤١٩هـ أُعلن عن تأسيس «مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين» التي بلورت البرامج الخاصة بالموهوبين بشكل علمي وتربوي منظم، وصدر خطاب إنشاء مركز لرعاية الموهوبين بكل إدارة تعليمية بالمملكة.

أداء عال

الطفل «الموهوب» هو الذي يؤدي أو لديه القدرة على أداء عمل على مستوى عال من الإنجاز بشكل ملحوظ بالمقارنة مع أقرانه من نفس العمر والخبرة  أو البيئة, ويتميز بالقدرة العالية على الأداء في المجالات الفكرية والإبداعية والفنية أو يمتلك المقدرة غير العادية على القيادة، أو يبرع في مجال أكاديمي معين.

ويبرز دائماً أمام المختصين سؤال هام وهو: هل الموهبة هي نتاج  الطبيعة أو البيئة؟ هل هي صفة وراثية أو مكتسبة؟

لقد أثبتت دراسات عديدة أن الموهبة تتأثر بخليط من العوامل الوراثية مثل الجينات الخاصة بكل من الأب والأم، والعوامل البيئية مثل التعليم والتفاعلات الاجتماعية والنظام الغذائي  والأمن العاطفي، وهذه العوامل مجتمعة هي التي تحدد درجة الموهبة وتساعد في تعزيزها  وإبرازها.

مجالات التفوق

تبين البحوث العلمية أن الطفل الموهوب قد يظهر عددا من المهارات والقدرات في مجال واحد فقط أو عدة مجالات أكثر من أقرانه، وحتى تستطيع أن تكتشف ابنك الموهوب وتقدّر موهبته بصورة عملية عليك ملاحظة مهاراته في المجالات التالية:

- التفكير المعرفي والمهاري: يقصد به القدرة على إتقان مهارة جديدة مع سرعة غير عادية في الممارسة والاستجابة السريعة والدقيقة لأي فكرة جديدة، والقدرة على استرجاع المهارات والمعلومات التي قدمت في الماضي، إضافة للقدرة الإبداعية  والارتجال أثناء ممارسة ألعابه المفضلة، والربط بين تجارب الماضي والحاضر، إلى جانب التميز بدرجة عالية من روح الدعابة.

- أسلوب التعلم: يتميز الطفل الموهوب بالفضول الشديد والرغبة في التعلم، والشعور بالملل بسهولة والإحباط بسرعة، والقدرة على التركيز لفترات طويلة في المجالات ذات الاهتمام، إضافة لاستخدامه وسائل غير عادية وإبداعية في مذاكرة دروسه، والشعور بالمتعة الشديدة عندما يتعلم أشياء جديدة.

مهارات متنوعة

وتشمل المهارات التي يتميز بها الطفل الموهوب:

- مهارات بصرية ومكانية: يمتلك الطفل الموهوب سرعة بديهة وقدرات بصرية ومكانية متقدمة مثل تصميم وتركيب وبناء الألغاز والرسم.

- قدرات حركية: يظهر الطفل الموهوب عددا من  المهارات الحركية في وقت مبكر عن أقرانه في نفس الفترة العمرية.

- مهارات لغوية وخطابية: تتطور المهارات اللغوية والمعرفية لدى الطفل الموهوب بشكل أسرع وأفضل مقارنة مع غيره من الأطفال من نفس العمر، ويعمد لاستخدام اللغة بشكل مبتكر مثل القدرة على تأليف الأغاني أو القصص المعقدة والإحساس بالفكاهة.

كما يتميز الموهوب بالقدرة على التكيف وتنويع اللغة لتتناسب مع إدراك الأطفال الأكبر والأصغر سنا والبالغين، ولقدرة على فهم وتنفيذ تعليمات معقدة بالنسبة لعمره، إضافة للقراءة والكتابة واستخدام الأرقام بطرق متقدمة بالنسبة لمرحلته العمرية.

- مهارات اجتماعية: يتميز الطفل الموهوب بحساسية مفرطة تجاه احتياجات أو مشاعر الآخرين، ويجيد استخدام المهارات اللفظية للتعامل مع النزاعات أو للتأثير على سلوك طفل آخر، ولديه القدرة على تنظيم  الأنشطة الاجتماعية وأنشطة التعلم وأحياناً ممارسة نوع من التسلط على أقرانه.

تعزيز وتقدير

يتمتع الطفل الموهوب بمشاركة الأطفال الأكبر سنا والبالغين في أنشطتهم، وقد يحصل على تقديرات ممن حوله مقارنة بمن هم أكبر منه سنا، وقد يكون قادرا على تحمل مسؤوليات تعطى عادة للأطفال الأكبر سنا، ويظهر اهتماما في كثير من الأحيان بالقضايا الاجتماعية، وقد يكون غير واقعي في التوقعات الذاتية وعلى الآخرين مما قد يؤدي إلى الإحباط.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA