تحتضن بلادنا، ولله الحمد، أقدس بقعتين على وجه المعمورة، وهما الحرمان الشريفان إضافة إلى مناطق شاسعة منها الجبلية ومنها المصايف ومنها الشواطئ الجميلة، سواء على البحر الأحمر أو الخليج العربي.
إذن، نحن وعوائلنا متوفر لنا كل مقومات الوجهات السياحة، سواء كانت سياحة شتوية أم صيفية أم بهدف العبادة، مثل الحج والعمرة و الزيارة، أضف إلى ذلك أنه من الممكن أن تختار المناطق الدافئة في الشتاء مثل مكة المكرمة وجدة، ولك أيضا أن تختار الأماكن الباردة في الصيف مثل الطائف ومنطقة عسير، والأهم من ذلك توفر الأمن والأمان ومتطلبات وكماليات الحياة حيثما اتجهت في الحل والترحال.
في إجازة منتصف العام قبل أسبوعين، ذهبنا مع العائلة لمنطقة مكة المكرمة حيث شملت جولتنا، إضافة إلى العاصمة المقدسة، الطائف وجدة، وفي أثناء الرحلة لاحظنا الكم الكبير من الزوار لمكة المكرمة، سواء من الداخل أم من الخارج وشمل الكثير من الجنسيات من كل بقاع المعمورة.
المسجد الحرام وما حوله على الدوام في حركة ونشاط، حيث إن المنطقة بكاملها لا تهدأ على مدار الساعة ليلاً ونهاراً، وفي كثير من الدول تجد أن حكوماتها تبذل الكثير من الدعاية والجهد و المال لكي تشجع السياحة لبلدانهم، ولكن الله سبحانه وتعالى تكفل لهذا الوطن وهيأ له السياح الذين يأتون من كل فج عميق، تلبية لأوامر المولى سبحانه وتعالى على مدار العام، حقاً إنها نعمة قد خصها الله بهذا الوطن!
بلادنا تستحق أن تكون هدفا للسياح سواء من كان هدفة عبادة أو ترفيه، بدلاً من أن تكون عواصم الدول المجاورة هي الوجهة الأولى المفضلة للسياح.
ورغم التحسن المُشاهد في الخدمات السياحية في كثير من مدننا، إلا أننا بحاجة إلى المزيد من تحسين خدمات المواصلات داخل المدن مثل مكة والرياض وجدة، وفك كثير من الاختناقات المرورية التي تعكر صفو المقيمين والزوار على حد سواء.
كذلك يفضل مراقبة أسعار الفنادق والمواصلات وأماكن الترفيه والخدمات الأخرى، والحد من الحيل والاستغلال في التلاعب وتضاعف الأسعار، خاصة في فترات المواسم.
جدة التي تقع بمقربة من المسجد الحرام، من المفترض أن تكون بشواطئها الجميلة الهدف الأول للسياح في منطقتنا العربية، فهذه المدينة تمتلك جميع المقومات لذلك.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد