تعليم القيم وغرس ثقافة الإنجاز 

يرتبط مفهوم «القِيم» عند بعض الناس بالماضي، إذ يعتقدون أن «القِيم» موروثة من الأجداد بالتعلم، وينسون أنها متجددة ومتوسعة مع تقدم الحضارة والتطور التكنولوجي، وتظهر في كل عصر «قِيم» جديدة لم تكن موجودة في الماضي، فبالأمس كنا نسافر لتهنئة صديق بالعيد أو بمولود جديدواليوم نرسل له رسالة إلكترونية أو نتحدث معه بالهاتف.

القيم كثيرة لا يمكن حصرها وتختلف باختلاف الثقافات والأديان والحضارات، ومن أمثلتها الأمانة والصدق والإيثار والإنتاج المبدع والعدل وتقبل النقد وحرية الفكر، وعلى المربين أن يركزوا على تعليم طلبتنا وإنساننا القيم التي تساهم في خلق مواطن معاصر مفكر قادر على الانفتاح الإيجابي والتأثير الماهر في عالمه ومجتمعه، بعيداً عن التعصب الذميم أو التقوقع المكروه.

غرس القيم في النفس والعقل عملية دائمة يبدأ الطفل بتعلمها من الأسرة، حيث تتمحور معظم قيم الأسرة على القيم الاجتماعية، ثم يأتي دور المدرسة في تشكيل قيم الطلبة وبلورتها، والأصل أن تركز المدرسة على قيم نوعية نحتاجها في زماننا هذا مثل الإنجاز وإدارة الوقت والطموح والاكتشاف، ويفترض أن يكون للمعلم نصيب الأسد في هذا المجال، لذا يجب تدريبه على تعليم القيم بأساليب غير تقليدية، وأن يكون هو قدوة للطلبة في قيمه وسلوكياته وتوجهاته.

أما الإنجاز فإنه يرتكز على تنشئة الفرد على تقدير أهمية العمل مهما كان نوعه، واحترام الوقت وإدارته، لأنه لا إنجاز ولا تطور ولا براعة بدون عمل، وكلما زاد الإنجاز في مجتمع وتراكم أدى إلى توسع مفهوم ثقافة الإنجاز في ذلك المجتمع وتجذره، خاصة إذا كانت الإنجازات نوعية أصيلة وإبداعية ومبتكرة، وهذا يؤدي لأن يصبح الإنجاز جزءاً من ثقافة ذلك المجتمع، خاصة شريحة الشباب.

الأسرة لها دور محوري في تهيئة البيئة الحاضنة للإنجاز والتخطيط له ودعم ثقافة الإنجاز وقيمته، والتأكيد على بذل الجهد والمثابرة وإتقان العمل والمعلمون هم الذين يبدؤون قدح شرارة الإنجاز، وهم الذين يهيئون البيئة النفسية والمادية الداعمة للتعلم، وتحفيز الطاقات الكامنة للطلبة وزيادة وعيهم، وغرس قيم الطموح فيهم، وإرشادهم نحو مجالات الإنجاز كل حسب إمكاناته وقدراته بعيدًا عن التسويف، ومساعدتهم في معرفة أهدافهم من الإنجاز وكيفية الوصول إليها.

وكلما لاقى المعلمون التشجيع والدعم المادي والمعنوي والتدريب علت هممهم وزادت مشاريعهم التربوية والتطبيقية والبحثية، بما يعود نفعاً على طلابهم في أن تكون لهم مشاريعهم المستقلة التي تنمي دافعيتهم نحو النجاح الذي يولد النجاح.

 

عبدالجليل الشوامرة - بتصرف

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA