قدم إلى المملكة العربية السعودية منذ عشرين عاماً والتحق بالعمل في جامعة الملك سعود بكلية اللغات والترجمة، وذلك بعد 16 عاماً قضاها أستاذاً للغة الإنجليزية بالجامعة الإسلامية المليه في الهند، وقد كان مستوى الطالب السعودي في اللغة الإنجليزية حينئذ ضعيفاً حسب الدكتور سيد سرور، لكنه شهد منذ تسع سنوات تحولاً وتطوراً كبيراً نحو الأفضل، فما الأسباب التي أدت لذلك التحول، وكيف يرى الدكتور سرور مستوى التعليم الجامعي والمناهج في المملكة وما أكثر ما أعجبه وشد انتباهه خلال العشرين سنة الماضية..
- د. سيد سرور حسين
- الجنسية: هندي
- كلية اللغات والترجمة
- قسم اللغة الإنجليزية ومهاراتها
- عدد السنوات في المملكة: 20 سنة
- الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ولدان وبنت
- حاصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من الهند.
- في البداية حدثنا عن قصة قدومك إلى المملكة وانضماك إلى جامعة الملك سعود؟
كنت أعمل في بلدي الهند وقرأت في إحدى الصحف ببلدي عرضاً لوظائف في جامعة الملك سعود وتقدمت وتم مقابلتي حينها في عام 1994، وكان حينها موجود عميد الكلية وهو الدكتور عبدالله الحميدان ومن ثم تم قبولي وأتيت إلى المملكة والتحقت بالعمل في الجامعة.
- ماذا كنت تعرف عن المملكة قبل قدومك إليها؟
كنت في الجامعة الإسلامية المليه، وعملت فيها 16 سنة بقسم اللغة الإنجليزية، ولم أكن أعرف عن المملكة إلا معلومات قليلة ومحدودة من خلال بعض القراءات، وكذلك من خلال ما كنت أسمعه عنها عن طريق بعض طلاب الماجستير، وهم طلاب من سوريا والأردن والسودان، وكانوا يتحدثون عن المنطقة العربية ومن ضمنها المملكة العربية السعودية وأنها دولة متطورة ويوجد فيها جامعات متميزة وعلى رأسها جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
- عندما أتيت إلى المملكة كيف وجدت مستوى الطلاب السعوديين؟
في الحقيقة عندما أتيتُ إلى المملكة قبل عشرين سنة تقريباً كان مستوى الطالب السعودي ضعيفاً في اللغة الإنجليزية سواء من حيث الكلام والكتابة أو من حيث القواعد، ولكن منذ 9 سنوات تقريباً أصبح هناك تحول كبير في التعليم، رافقه تطور وتحول كبير في مستوى الطالب السعودي باللغة الإنجليزية نحو الأفضل، حتى أصبح الطلاب اليوم يقولون لي لا تتحدث معنا باللغة العربية وأجدهم يتحدثون اللغة الإنجليزية.
- ما سبب هذا التحول من وجهة نظرك؟
في اعتقادي هناك مجموعة من الأسباب منها زيادة وعي المجتمع بشكل عام والطلاب بشكل خاص بأهمية اللغة الإنجليزية وأهمية تعلمها وإتقانها باعتبارها لغة عالمية، أيضا الإنترنت ووسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في هذا التحول، وهناك أيضا أسباب مساعدة تشمل تغير المناهج الدراسية بالمدارس والانفتاح الذي تشهده المملكة العربية السعودية إضافة لفتح العديد من الجامعات والاهتمام بمجال التعليم والتوسع في الابتعاث.
- باعتبارك صاحب خبرة في التعليم الجامعي كيف تقيم مستوى التعليم والمناهج في الجامعات السعودية؟
بالفعل لقد مارست التعليم الجامعي والأكاديمي في أكثر من جامعة وأكثر من دولة وسافرت إلى أكثر من دولة وبالتحديد دول الخليج واطلعت على المناهج والمقررات، وأستطيع القول دون مجاملة أنني وجدت فرقاً كبيراً بين جامعات تلك الدول وجامعات المملكة العربية السعودية وتفوقاً كبيراً للجامعات السعودية وبالأخص جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول.
- أين تعلمت اللغة العربية؟
تعلمت المبادئ الأساسية للغة العربية منذ صغري في الهند وكنت أتحدث بعض الجمل والعبارات بشكل بسيط، وبعد قدومي إلى المملكة أخذت فصلين دراسيين في معهد اللغة العربية بمعهد اللغويات بالجامعة، وكان ذلك برغبة مني، حيث إنني أحب اللغة العربية ورأيت أن وجودي في السعودية فرصة كبيرة لابد من استثمارها في تعلم اللغة العربية.
- وماذا عن زوجتك وأبنائك؟
حتى زوجتي وأبنائي يتحدثون اللغة العربية وقد تعلموها خلال تواجدهم في سكن الجامعة.
- هل لك أصدقاء سعوديون؟
نعم.. وأزورهم في منازلهم مع أسرتي، ومنهم الدكتور عمر البداح رئيس قسم اللغة الإنجليزية والدكتور عودة العنزي.
- ماذا أكثر ما أعجبك أو شد انتباهك في المملكة العربية السعودية؟
المملكة العربية السعودية تزخر بكل ما يعجب ويشد الانتباه سواء من الناحية العمرانية أو الحضارية أو الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية، ومن خلال تجربتي الشخصية فإن أكثر ما أعجبني وشدني ولفت انتباهي الأخلاق الحسنة والفاضلة التي يتمتع بها الشعب السعودي وحسن التعامل والإخلاص، حيث أسافر من الرياض إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة فأجد التعامل الحسن من جميع السعوديين، وهم بذلك يمثلون المسلمين بالأخلاق الحسنة.
- أنت تعلم الطلاب السعوديين فماذا تعلمت من السعوديين؟
يجيب مبتسماً.. لقد تعلمت من السعوديين أشياء عديدة ومفيدة، أهمها أن العالم الإسلامي تجمعه روابط متينة وقوية وراسخة، وأن المسلمين كالجسد الواحد في تعاونهم وتعاضدهم وتراحمهم يجمعهم دين واحد ونبي واحد وقبلة واحدة ومنهج واحد، بخلاف ما هو عليه الحال في الهند وفي العديد من دول العالم حيث تجد لكل مجموعة أو طائفة ديناً خاصاً بها ومنهجاً مختلفاً.
- هل زرت مناطق في المملكة غير الرياض؟
بكل تأكيد، سافرت إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأديت مناسك العمرة والزيارة بحمد الله، كما سافرت مع أحد أصدقائي إلى الدوادمي للسياحة والتجوال، وعند وصولنا هناك وأثناء بحثنا عن فندق أو مأوى ننزل فيه ونستريح قابلنا أحد المسنين فسألناه عن فندق أو شقق مفروشة، فسألنا من أين أتيتم، فأخبرناه بأننا مسلمون من الهند ونعمل في الرياض، فأدخلنا مزرعته واستضافنا فيها، وقدم لنا القهوة والتمر ثم الأكل « الكبسة» وقال خذوا لأبنائكم من المزرعة ما شئتم ففرحنا كثيرًا وتذكرنا طيبة وكرم أجدادنا.
إضافة تعليق جديد