من وحي صورة رمي الأبحاث في حاوية القمامة!

إشارة إلى الصورة النقدية المنشورة في العدد الماضي، لم أجد تعليقا شافيا لمنظر الأبحاث المرمية حتى أكتفي به، فآثرت الكتابة رغم إيماني بأن الصورة أبلغ من ألف مقال.

فمن ناحية، ليست الصورة بأقل إيلاماً من صور حريق مكتبة جامعة الموصل بيد مرتزقة داعش، إنه إرهاب علمي بربري، تحدثنا عن الاقتصاد المعرفي وصرفنا عليه ملايين، ولم نصرف ريالا واحدا تجاه آلية التنفيذ.

فلا تواصلنا مع الجهات ولم نسوِّق بحوثنا ولم ندع إلى شراكات ولم نلتلف إلى مقالات ونداءات كتبت حتى في هذه الصحيفة حول تسويق البحث العلمي، نطالب المجتمع بأن يقدر البحث العلمي، لكن الصورة واضحة تبين بأبلغ الكلمات أين مكمن الخلل. 

ينزعج بعض المسؤولين من المقالات الصادقة الصريحة التي لا تهدف إلا للإصلاح، فالمقال الإعلامي الحقيقي هو ذاك الذي يتحدث عن النقطة السوداء في الجدار الأبيض على رأي الكاتب علي الموسى، فلا مقال نفع، ولا صرخة ردت، فهل تصلح الصور ما لم تحققه المقالات؟ نأمل ذلك.

والشواهد تثبت أن ما ينشر من صور وكاريكاتير في هذه الصحيفة تحديدا يجد تفاعلا أسرع مما نتوقع، رغم أن بعض المسؤولين لديهم ميل إلى الإنكار، ألم نقرأ كتاب «حياة في الإدارة» الذي كتبه واحد منا وفينا! أليست آراء المعنيين بالخدمة «المواطنون» كما جاء في الكتاب هي الأهم وهي التقارير الصحيحة أو الأكثر صحة ومصداقية على الإنجاز!

إن موضوع البحث العلمي جرح نازف في جامعاتنا، فهل يمكن أن نتحرك نحو إعداد إستراتيجية شاملة تبدأ من الأقسام نفسها وتنتهي بورشة عمل تبين بوضوح أين وكيف نبدأ بعد جمع كل المعلومات اللازمة؟

ألا نتحرك لجلب الدعم المالي من المجتمع كما تفعل الجامعات في العالم؟ ألم نفكر يوما بجمع خريجي الجامعة تكريما وتواصلا وطلبا للدعم كل سنة؟ ألم نفكر في آلية للتفريق بين عضو هيئة تدريس وبين باحث في التصنيف المهني؟ ألف سؤال، وكل المطلوب تحرك جاد مخلص، يخلصنا من وطأة قلة الموارد المالية الحكومية، ونعتق الميزانية الحكومية قليلا على الأقل توافقا حقيقا لتحقيق الرؤية الوطنية.

هل ننتظر وزيرا نشطا يجوب الجامعات ويخطب فينا لكي نحرك ساكنا؟ أليست بحوث الدراسات العليا هي للمجتمع؟ فلم لا تُدفع إلزاما للجهات المعنية، بدلا من الاعتماد المفرط على ما يسمى بـ «المكاتب الاستشارية»؟ ألم نعلم أن أي قرار في الدول المتقدمة يبدأ طبخه في المؤسسات الأكاديمية؟ هل ما نكتبه من بحوث ومقالات مجرد تسلية أو عبث؟ هل نستمر بهذه الطريقة وعلى هذا الوضع؟ لم يعد من مجال أو وسيلة أكثر للإقناع غير هذه الصورة، فشكرا لمن التقطها، وشكرا لـ «رسالة الجامعة» على نشرها، ونسأل الله التوفيق والسداد.

أ. د. علي معاضه الغامدي

كلية الآداب ـ قسم الجغرافيا

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA