«النهاية».. تصنعها البداية

زاوية: آفاق آفاق أكاديمية

من لم تكن له بداية محرقة، فلن تكون له نهاية مشرقة.. تذكرت هذه المقولة المأثورة وأنا أتامل الحديث الماتع لنائب رئيس تحرير رسالة الجامعة الزميل سامي الدخيل وهو يحكي قصة من قصص الكفاح لزميل كريم يعيش بيننا في هذا الصرح الأكاديمي.. بالتأكيد هي «قصة» تتكرر في أكثر من موقع ومكان تؤكد معها قول الشاعر:

وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

خبر عادي أن يتحول تلميذ عبقري تحت ضغط الظروف المعيشية الصعبة إلى «متسبب» أو «عامل بناء» ليعول أسرته، لكن غير العادي أن يظل شيئًا ما يهتف داخله «لم تخلق لهذا» ويظل الصوت يعلو رويدًا رويدًا إلى أن يصبح عامل البناء «عبدالرزاق المعمري» بروفيسوراً في التاريخ ويعود بعد حصوله على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة سانت بطرسبورج الحكومية بدولة روسيا الاتحادية، للعمل كعضو هيئة تدريس في نفس الجامعة التي سبق وأن عمل فيها كعامل بناء.

ولنبدأ الحكاية من البداية، لقد سنحت الفرصة لبطل قصتنا «عبدالرزاق المعمري» بالعمل كعامل بناء في جامعة الملك سعود أيام نشأتها الأولى مطلع القرن الخامس عشر الهجري، وكان حينئذ شاباً يافعاً طموحاً، وكان لديه دافع داخلي وطموح قوي لتحقيق ذاته وبلوغ أعلى المناصب، لذلك وفور تمكنه من جمع مبلغ جيد من المال، عاد إلى بلاده اليمن وأكمل الثانوية العامة بتفوق، وحصل على بعثة إلى جامعة سانت بطرسبورج بدولة روسيا الاتحادية لدراسة التاريخ.

وهناك درس وجدّ واجتهد ونال شهادة البكالوريوس بتفوق، مما أهله للحصول على فرصة إكمال الدراسات العليا، فتمكن من الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص تاريخ الجزيرة العربية، 

وعاد بعد ذلك إلى بلاده أستاذًا مساعدًا ثم مشاركًا، ومنها إلى المملكة العربية السعودية ليصبح أحد أعضاء هيئة التدريس بقسم الآثار في كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، ويعود ليبني العقول بعد أن ساهم في بناء أساسات الجامعة.

التحديات هي ما يشحذ طاقاتنا ويرفع مستوى الاستعداد الذهني والنفسي ويزيدنا حماساً لمواجهة العقبات وتجاوزها والوصول لأهدافنا. والكلمة الأخير «الأهداف» هي الرافعة لهممنا والدافعة لقدراتنا والعاصمة من قواصم الاحباط والتراجع أو التلكؤ والفتور.

بقي كلمة شكر للزميل المهني سامي الدخيل على اهتمامه في تسليط الاضواء على القدوات لأبنائنا الطلاب، وما قصة المعمري-التي اختزلتها بشكل مخل لمحدودية المساحة- إلا عينة لما يمتلأ به هذا الصرح الأكاديمي العملاق من علماء تميزوا في ميادين الحياة العملية والعملية.

د.عادل المكينزي

makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA