الحوار تفاهم وتقارب وتجانس

من خلال تصفحي لموضوع آداب الحوار وموقف ديننا الحنيف منه وقفت عند محاضرة للشيخ عائض القرني بدعوة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، حيث وصف كلمة الحوار بالكلمة الرقيقة التي تدل على التفاهم والتقارب والتجانس، واستدل بذكرها في كتاب الله حيث قال: «والله يسمع تحاوركما».

من ذلك أقتبس أن الحوار ضرورة ملحة في الدعوة الإسلامية فقد رسم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها، بل وأسماها وأنبلها؛ لأنها مطلب إلهي أوصى الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كثير من الآيات القرآنية العظيمة، والتي من بينها قوله تعالى: «وجادلهم بالتي هي أحسن».

كما أن الإسلام اهتم بالحوار اهتماماً كبيراً، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار، أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان: «وكان الإنسان أكثر شيء جدلا» بل إن صفة الحوار، أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: «يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها».

وتختلف ثقافة الحوار من مكان إلى آخر ومجتمع إلى آخر، فأي دولة في هذا العالم تتكون من أطياف وأفكار مختلفة، والحوار هو الطريقة الوحيدة الممكنة لجعل المجتمع بكافة ألوانه وأطيافه يلتقي في نقطة واحدة هي نقطة مصلحة الوطن والأولويات التي ينبغي التطرق لها وحلها، الحوار مع الجميع دون تهميش لأي أحد مهما كان باستثناء الذين سلكوا طريق العنف والسلاح فلا حوار معهم ما لم يتراجعوا عن طريقهم.

وأختم بمقولة مميزة للكاتبة الأمريكية دورثي نيفيل: أدب الحوار ليس قول الكلام المناسب في الوقت المناسب، ولكنه أيضا السكوت عن الكلام غير المناسب في الوقت المناسب.

هدى منصور العنزي

قسم الدعوة - جامعة الإمام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA