افتتاح الاجتماع التاسع للمجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار  بالجامعة

الجامعة هي الشريك الأساس للهيئة في تطوير ونجاح هذه الصناعة الاقتصادية الكبيرة
إقرار حزم من البرامج التمويلية التي ستحفز لانطلاقة السياحة الوطنية بشكل متطور
الهيئة قدمت منظومة من الوجهات التي أقرت من الدولة ضمن الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة

رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس المجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود الاجتماع التاسع للمجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار الذي عقد بمقر الجامعة، وذلك بحضور معالي الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود نائب رئيس المجلس يوم الاثنين الماضي.

 

الشريك الأساس 

وأعرب الأمير سلطان بن سلمان خلال الاجتماع عن تقديره لمدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر ولعميد الكلية الدكتور عبدالناصر الزهراني على جهودهم، واصفاً الجامعة بالشريك الأساس للهيئة في تطوير ونجاح هذه الصناعة الاقتصادية الكبيرة وهذا القطاع الوطني المهم، الذي يحظى بالدعم والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله-، الذي وجه - حفظه الله- بالشراكة الفاعلة مع الجامعات للاستفادة من خبراتها في التنمية.

 وأشار سموه إلى أن هناك تطورات كبيرة حدثت في قطاع السياحة والتراث الحضاري منذ الاجتماع الماضي للمجلس ضمن دعم هذا القطاع السياحي المهم، من أبرزها إقرار حزم من البرامج التمويلية التي ستحفز لانطلاقة السياحة الوطنية بشكل متطور.

تطوير مسارات الجامعات

 وقال سموه: «هذا العام مختلف تماماً بما شهده من قرارات وميزانيات وبرامج للتمويل، ونحن نتحدث هذا العام عن صناعة قائمة ومتسارعة ولابد أن نسابق الزمن في تطوير مسارات الجامعة والجامعات الأخرى لمواكبة هذه التطورات السريعة في صناعة السياحة، فالجامعة بدأت مع الهيئة في تنظيم القطاع ومده بالأنظمة والبرامج والمشاريع والآن جاء وقت القطاف، وعلينا اللحاق بهذا الاقتصاد الذي يمتاز بقدرته على توفير فرص العمل الكريمة للمواطنين في مناطقهم، كما أنه مجال واسع ليتحول المواطنون ذكورًا وإناثًا إلى مستثمرين في الأنشطة الصغيرة ومتناهية الصغر ويكونوا موفرين لفرص العمل بدلاً من أن يكونوا طالبي عمل». 

 

أكبر التحديات

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن غياب الوجهات السياحية الكبرى يشكل أكبر التحديات التي تواجه نمو السياحة، لافتاً إلى أن تأخر الوجهات السياحية التي اقترحتها الهيئة سواء على البحر الأحمر أو الوجهات الجبلية والصحراوية فوت فرصاً اقتصادية كبيرة، وحال دون فرص استمتاع المواطنين ببلادهم وتكوين ذكريات جميلة عنه. 

وأضاف: «الهيئة قدمت منظومة من الوجهات التي أقرت من الدولة ضمن الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة عام 1425هـ، ومنها الوجهة السياحية بالعقير التي صدرت موافقات مجلس الوزراء على اعتماد ميزانيات إيصال الخدمات الأساسية لحدود المشروع، ودخلت الدولة في تأسيس الشركة عبر وزارة الشؤون البلدية والقروية بالأراضي المخصصة للمشروع، كما دخل في التأسيس صناديق الدولة وعدد من الشركات المساهمة التي تمثل المواطنين، ورصد المؤسسون مبالغ التأسيس، إلا أن إقرار تأسيس الشركة تأخر كثيرًا».

 

أصحاب الإنجازات

 وأشار سموه إلى أن التراث والسياحة قطاعان مهمان اعترفت بهما الدولة ومولتهما، والمواطنون وأهل هذه البلاد هم أصحاب الإنجازات وهم من بناها، وعبر التاريخ كانت هذه الأرض حاضنة الحضارات، ولن يكون ازدهارها إلا بعمل أهلها، فهم الخبراء والاستشاريون وأي مستقبل أو تطور يجب أن يمر من خلالهم، مبيناً أن النجاح الذي تنشده الهيئة والجامعة هو أن يتحول الخريج من باحث عن العمل إلى صاحب عمل ومستثمر في مجالات السياحة والتراث الوطني التي تعد من أكثر المجالات على المستوى العالمي في اعتماده على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. 

 

قطاع مسعود

وأضاف سموه: «نتطلع إلى أن تخرج الكلية خريجين مميزين يتلقفهم قطاع السياحة والتراث الوطني للعمل في مجال واسع النمو، لا أن تخرج موظفين في الهيئة التي تظل مؤسسة حكومية محدودة». 

 وأكد سموه على الدور الرئيس لقطاع السياحة والتراث الوطني في توفير فرص العمل وما يشهده العمل في هذا القطاع الذي يعد ثاني قطاع «مسعود» في الاقتصاد الوطني، من إقبال كبير للمواطنين للعمل فيه، مشيرًا سموه إلى أن الرهان الآن هو على القطاعات الأكثر إنتاجًا لفرص العمل المناسبة للسعوديين والتي تحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وهذا ما هو متحقق في قطاع السياحة والتراث الوطني. 

وأضاف: «نتطلع إلى تطوير المقاولين الصغار في مجالات ترميم مباني التراث وتحفيز الطلاب على تأسيس كياناتهم الصغيرة التي يعملون فيها للمشاركة في تنفيذ المشاريع التي اعتمدتها الدولة ومولتها وخاصة مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، فالهيئة تسعى دائماً لتوسعة استفادة المواطنين من هذا الاقتصاد الكبير». وأشار سموه إلى أن هناك اقتصاداً جديداً ينشأ في مجال الحرف والصناعات التقليدية الذي يشهد عددًا من المشاريع والبرامج في إطار رسالة برنامج الحرف والصناعات اليدوية في تحويل الأسر من الضمان إلى الأمان والاستثمار».

 

تشوهات متراكمة

 وقال سمو الأمير سلطان بن سلمان «إن التشوهات المتراكمة في الاقتصاد وفرص العمل تحتاج إلى معالجة جذرية بتوجيه الدعم الحكومي والتمكين الكامل للقطاعات القادرة على إنتاج فرص العمل للمواطنين وتنمية المناطق الأقل نموا، وضخ العوائد الاقتصادية بشكل عريض على أعداد أكبر من المواطنين وبشكل مباشر، وأن الهيئة بصدد إنشاء شركة للترميم، كما أن هناك نقص في الكوادر المتعلقة بالترميم مع كثرة المشاريع، وهناك حملة ضخمة من الجامعات للتحرك في مجال التراث».

 

مشروع إعادة الهيكلة

 من جهته أعرب معالي الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود عن شكره وتقديره للأمير سلطان بن سلمان على جهوده في النهوض بالتراث الوطني وتطوير وتنظيم السياحة المحلية، منوهاً بالشراكة الفعالة والتعاون الكبير بين الجامعة والهيئة في خدمة السياحة والتراث الوطني، مؤكداً تسخير كافة الإمكانات التي من شأنها دعم هذا المجال. وأوضح معاليه أن الجامعة تعول كثيرًا على الأنشطة الاقتصادية المتجددة ومنها السياحة ومجالات التراث الوطني، وتعمل من خلال مشروع كبير لإعادة هيكلة الأقسام بما يلبي سوق العمل، ويضمن المواءمة بين التخصصات. وعدّ معاليه هذا المجلس مؤشرًا على النهج الصحيح للعمل بين الجامعة والهيئة بوصفها المشرف على أنشطة السياحة والتراث الوطني، وهي المنهجية التي تؤكد على تفوق الأسلوب الإداري في الهيئة، ونتطلع لاستنساخ مثل هذا المجلس في تخصصات أخرى.

 

أيام للسياحة والتراث

 وقد ناقش الاجتماع عددًا من الموضوعات، أبرزها مقترح تخصيص أيام للمناسبات السياحية والتراثية في المملكة، وعقد اللقاء الدوري بين عمداء ومسؤولي الكليات والأقسام ذات العلاقة بالتخصصات السياحية والتراثية في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. واطلع المجلس على تقرير عن الجمعية السعودية للسياحة، وتقرير عن دورات تطوير المهارات لطلاب الكلية، وتقرير عن مشروع تهيئة موقع الفاو الأثري، وتقرير عن مشروع حاضنات الأعمال في الكلية. 

ويشار إلى أن أعضاء المجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار، بالإضافة إلى سمو الرئيس ومعالي مدير الجامعة ومعالي نائب وزير الخدمة المدنية الأستاذ عبدالله بن علي الملفي، وكيل وزارة التعليم للتخطيط والتطوير الدكتور راشد بن غياض الغياض، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية الدكتور عبدالكريم بن حمد النجيدي، نائب رئيس الهيئة والمشرف العام على مشروع تطوير التراث الوطني الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، مستشار رئيس الهيئة أستاذ الاقتصاد بالجامعة رئيس لجنة متابعة أعمال المجلس الدكتور خالد بن إبراهيم الدخيل، المشرف على مركز التراث العمراني الوطني، المشرف على كرسي الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني الدكتور عبدالعزيز بن سعد المقرن، المشرف على كرسي الأمير سلطان بن سلمان لتطوير الكوادر الوطنية في السياحة الدكتور سعيد بن فايز السعيد، المستشار بقطاع الآثار والمتاحف في الهيئة الدكتور حسين بن علي أبو الحسن، نائب مدير صندوق الموارد البشرية لقطاع المرصد الوطني للعمل الدكتور أحمد بن عبدالله الزهراني، مدير عام المركز الوطني لتنمية المواد البشرية السياحية تكامل ناصر بن عبدالعزيز النشمي، رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل، ممثل مجموعة الطيار عبدالله بن ناصر الداوود، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الحكير ماجد بن عبدالمحسن الحكير، عميد كلية العمارة والتخطيط الدكتور عبدالله بن أحمد الثابت، عميد كلية السياحة والآثار –أمين المجلس ونائب رئيس لجنة متابعة أعمال المجلس الاستشاري والمشرف على كرسي التراث الحضاري في المملكة الدكتور عبدالناصر بن عبدالرحمن الزهراني، رئيس قسم الآثار الدكتور محمد بن سلطان العتيبي، رئيس قسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي الدكتور بكر بن محمد برناوي ورئيس قسم الإدارة السياحية والفندقية الدكتور مشلح بن كميخ المريخي. 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA