التفكير الناقد.. ضبط ذاتي وتحليل منطقي

لا شك أن تشجيع الأفراد على ممارسة التفكير الناقد النموذجي يؤدي إلى طرح الأسئلة والمشكلات الحيوية وصياغتها بدقة ووضوح، وتجميع وتقييم المعلومات ذات العلاقة واستعمال الأفكار المجردة لترجمتها بفعالية، وصولاً إلى استنتاجات وحلول معقولة وجيدة، وفق المعايير والقواعد ذات الصلة، كما أنه يساعد على التفكير بعقلية مفتوحة مع أنظمة بديلة من الفكر والاعتراف بها وتقييمها وفق ما تستحق، ودراسة فرضياتها، وملابساتها ونتائجها العملية، ويوفر اتصالات فعالة مع الآخرين لتفهم الحلول للمشكلات المعقدة.

والتفكير الناقد باختصار، تفكير ذاتي التوجيه، ويتمتع بالضبط الذاتي والمراقبة الذاتية والتصحيح الذاتي، ولذلك يتطلب معايير صارمة من البراعة والقيادة الحريصة في استخدامها، ويستلزم اتصالًاً فعالاً وقدرات على حل المشكلات للتغلب على النوازع الذاتية والمجتمعية.

ويرى إدوارد جلاسر أن القدرة على التفكير بشكل ناقد تتضمن ثلاثة عناصر، الأول موقف يتعلق بطرح المشاكل والموضوعات الواردة في نطاق تجارب المرء بطريقة فكرية، والثاني معرفة طرق الاستقصاء والمحاجاة المنطقية، والثالث بعض المهارات الخاصة بتطبيق تلك المناهج أو السبل.

إن البرامج التعليمية التربوية التي تهدف إلى تطوير الفكر الناقد لدى الأطفال والبالغين المتعلمين، سواء بشكل فردي أو جماعي في إطار حل المشكلات أو صناعة القرار، ما زالت تخاطب هذه العناصر الثلاثة الأساسية.

ويعتبر جون ديوي، وهو أحد القادة التربويين، أن المنهج الذي يهدف إلى بناء مهارات التفكير الناقد سيكون مفيدًا ليس فقط للمتعلم الفردي، ولكن للجماعة أيضًا وللديمقراطية بوجه عام، ويدعم المعلمين الجيدين لنشر الفكر الناقد في كل مراحل التعليم، بما في ذلك التعليم الأولي، والمعلم الذي يرعى الفكر الناقد في طلابه من خلال طرح الأسئلة يستثير ويستحث التفكير، وهو أمر جوهري لبناء المعرفة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA