«سر خفي» للوقاية من أمراض قلة الحركة

يعد استخدام التقنيات الحديثة وتوفر أدوات الرفاهية في شتى مجالات الحياة السبب الرئيسي لقلة الحركة وما يرافقها من انخفاض معدل التمثيل الغذائي ومتلازمة الأيض، وتشمل أمراض قلة الحركة أمراض السكرى وضغط الدم وتشحم الكبد والنقرس وأمراض العظام والاكتئاب والعقم والسرطان ونقص المناعة وغيرها.

في هذه الحالات يقوم الجسم بتخزين الطاقة الحرارية «لسعرات الحرارية» الزائدة عن حاجته في صورة دهون في الأعضاء المختلفة فتفشل في أداء وظائفها، والسعرات الحرارية هي كمية الطاقة التي ينتجها جسم الإنسان عن طريق التمثيل الغذائي للعناصر الغذائية في وجود الأكسجين بتفاعلات الفسفرة التأكسدية في «الميتوكوندريا».

هذه التفاعلات تنتج طاقة حرارية تستغل في المحافظة على درجة حرارة الجسم و«الأدنوسين ثلاثي فوسفات ATP» الذى يتحول إلى صور أخرى للطاقة مثل الكهربائية والحركية والحرارية وغيرها.

يستخدم الجسم الطاقة الحرارية للمحافظة على درجة حرارة الجسم، بينما يستخدم صور الطاقة الأخرى للقيام بعمليات الهضم والامتصاص والإخراج وعمل القلب والرئتين والكبد والكليتين وبناء الخلايا والتجديد وغيرها.

وتقدر كمية الطاقة التي يحتاجها الإنسان البالغ  في اليوم بحوالي 2000 سعر تقريبًا، تنخفض إلى النصف في حالة النوم، وما يزيد عن احتياجات الجسم يخزنه الجسم على هيئة شحوم تتراكم في الجسم على مدى الأيام والسنين مع تقدم العمر، فينتج عنها أمراض لا حصر لها.

يحتوى الغذاء الصحي على الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف والكربوهيدرات 50%،  والبروتينات 35%، والدهون15%، وتختلف هذه العناصر في كمية إنتاج الطاقة، فتنتج الدهون «900 سعر» بينما تنتج الكربوهيدرات «400 سعر»، وكذلك البروتينات تعطي «400 سعر» لكل 100 جرام  من هذه العناصر.

يعد اكتساب السعرات أسهل بكثير من التخلص منها والذى يحتاج لجهد كبير وعزيمة قوية، لذا تعد مراقبة السعرات الحرارية أحد التحديات «السر الخفي» للوقاية من أمراض قلة الحركة وما أكثرها في عصرنا الحاضر.

ويمكن مراقبة السعرات بالتثقيف الغذائي ومعرفة عدد السعرات التي يتناولها الإنسان واحتياجات الجسم منها وكيفية التخلص من الفائض، ويعد مضغ الطعام جيدا والبدء بتناول السلطة والفاكهة والأطعمة الغنية بالألياف، والتقليل من تناول المحمرات والحلويات من أدوات مراقبة السعرات.

كما أن  تناول الأطعمة ذات السعرات السالبة وهى أطعمة تحتاج لطاقة عالية لهضمها وامتصاصها وتمثيلها غذائياً، ومن أمثلتها الجريب فروت والجزر والطماطم والفطر والأناناس والتوت والخضار.

كما أن الماء البارد يعد سالب السعرات، حيث يستهلك من الطاقة الحرارية للجسم كي يصل إلى درجة حرارة الجسم الطبيعية 37 درجة، لذا فإن شرب 8 أكواب من الماء يومياً يزيد من التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية.

كما أن ممارسة الرياضة باستمرار تساعد في حرق السعرات بتحويل الدهون المتراكمة إلى طاقة حرارية وطاقة حركية في حالات بذل المجهود، مثل العمل البدني والجري والركض والسباحة وتمارين الضغط وغيرها، فممارسة إحدى هذه الرياضات لمدة من 5- 10 دقائق يحرق ما يقرب من  100 سعر حراري.

كذلك ممارسة الهوايات مثل القراءة والكتابة والرسم والتلوين والإيجابية إضافة للتوزان بين متطلبات الجسم البدنية والروحية من العوامل المساعدة في حرق السعرات، كل ذلك  يساعد في ضبط مستوى السكر والكولسترول وضغط الدم وتحسين المناعة والوقاية والشفاء من أمراض قلة الحركة بإذن الله. 

أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسه

كلية الصيدلة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA