الأولى المشتركة.. ولّت وخلّفت!

إننا نحن البشر نعيش بين دوامات وصراعات لا تنقضي، فتارةً نجد أنفسنا مغمورين في تكليف ومهمة، وتارةً نكون متفرغين لكل مطلب، فلكل انشغالٍ انقضاء، ولكل شدة رخاء، وبعد كل عسر يُسر ينسينا إياه.

هكذا زرعت «السنة الأولى المشتركة» بداخلي ثمارًا قد بتُّ أرى ينعها وحسن ثمرها، ومن عظيم ما أثمرت بداخلي هو أن لروح التعاون لذة أخآذة تفوق الوصف، فكل تعاون يتضمن حبًا، إخاءً، إنجازًا بل أكثر!

ولاعجب، فقد سنّ إسلامنا ذلك منذُ أزمنة سالفة فلم يقم نبي من الأنبياء بالدعوة إلا واحتاج من يعينه على تحقيق التوحيد، ودحر الشرك، وفي الجهاد يظهر أثر ذلك جليّاً.

الإنسان خُلِق ضعيفًا ويحتاج في مسيرته الدنيوية من يُعينه على تحقيق مطالبه - بعد مولاه - ولا يغيب عن أذهاننا قول الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

ولا أعني بروح التعاون والإخاء أن نُسلّم حوائجنا للغير ولا نحتفظ بالقليل من الاعتماد على الذات، بلى؛ فالاعتماد على الذات - بعد الله - وتأسيس شخصية متوازنة ومتماسكة مطلبٌ وغاية للفرد والمجتمع.

هذا ما أدلى به دلوي وحصلت عليه خلال مرحلة صقل الذات «كما أسميتها»، ولا يمكن لكل طالب/ة في أول مرحلة جامعية أن يمرّ بهذه التجربة دون أن تُبقي في ذاته أثرًا واضحًا جليّا.

رغد البارقي

السنة الأولى المشتركة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA