امتلك ذاكرة قوية وقدرات معرفية عالية

تعد الذاكرة القوية حلماً يسعى إليه كل إنسان، وهي إحدى قدرات المخ التي تمكنه من حفظ المعلومات وتخزينها واسترجاعها، والمخ هو المتحكم الرئيسي في الذاكرة، ورغم صغر جحمه إلا أنه يستهلك 20% من الطاقة الكلية للجسم و40% من الأكسجين الموجود بالدم.

وللحصول على ذاكرة قوية وخصوصاً مع قرب الاختبارات عليك بقلة الطعام، فكثرته تذهب الفطنة بينما الاعتدال يزيد الذكاء والتحصيل الدراسي، وشرب الكثير من الماء يساعد على تخليق الناقلات العصبية والتخلص من السموم، أيضا النوم من 6 - 8 ساعات يومياً، وتعلم أشياء جديدة والتفكير الإيجابي وممارسة الرياضة بانتظام وإجراء العمليات الحسابية وحفظ القرآن الكريم وتدبره والتأمل، من العوامل المساعدة على تنشيط الذاكرة والحفاظ عليها.

ويعد تناول الغذاء الصحي المتوازن ضرورياً لعمل المخ بكفاءة عالية والحفاظ على ذاكرة قوية، بينما تعد العادات الغذائية الخاطئة وقلة النوم وكثرة استعمال أدوات التواصل الاجتماعي وتناول بعض الأدوية والمنبهات من أسباب ضعف الذاكرة، كما أنه مع التقدم في العمر يكون الإنسان عرضة لفقد الذاكرة والخرف والزهايمر والعديد من الأمراض الأخرى.

ولأجل تزويد المخ بالجلوكوز اللازم لابد أن يحتوى الغذاء الصحي على الكربوهيدرات بنسبة 50%، إذ يعد الجلوكوز المصدر الرئيسي لإمداد المخ بالطاقة والناقلات العصبية، بينما تمثل البروتينات 35%، وهي تزود المخ بالأحماض الأمينية الضرورية لتخليق الناقلات العصبية التي تساعد المخ على التحكم بالذاكرة، أما الدهون فتمثل نسبة 15%، وهي تمد المخ بالأحماض الدهنية الضرورية لبناء الخلايا العصبية، وتلعب الفيتامينات والمعادن دوراً حيوياً في التمثيل الغذائي ونقل الإشارات العصبية.

وبالجملة يؤدي الغذاء دوراً هاماً في إمداد الجسم بالمواد الأولية اللازمة لتخليق الناقلات العصبية، التي تشمل بعض الأحماض الأمينية وفيتامين «ب المركب» وفيتامين «ب 12»، حيت يلعب فيتامين «ب 12» دوراً مهمًا في تكوين الغلاف الخارجي للخلايا العصبية، كما يلعب دوراً مهماً في تكوين الكريات الحمراء ونقل  الأكسجين.

ويساعد الحديد في الأداء العقلي والبدني كما يساعد على التحصيل والاستيعاب والحفاظ على الذاكرة لدوره المهم في تكوين الهيموجلوبين، كذلك «الأوميجا 3» ثبتت أهميتها في تحسين عمل المخ، وتتواجد هذه العناصر في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والحبوب والزيوت النباتية مثل زيت الكانولا والكتان والزيتون وغيرها.

أيضا يعد البيض من الأطعمة التي تعزز الذاكرة، حيث يحتوي على البروتينات، كما أن صفار البيض غنيّ بمادة الكولين الضرورية لتخليق الناقل العصبي «الاستيل كولين» الضروري للحفاظ على الذاكرة والتعلم المستمر.

أيضا يساعد حمض الفوليك على خفض مستويات الأحماض الكبريتية التي تسبّب تصلب الشرايين، وبالتالي يقل الأكسجين ويتراجع عمل المخ، ويتواجد حمض الفوليك في الخضار مثل البروكلي والملفوف بجانب مضادّات الأكسدة التي تحافظ على الخلايا العصبية، كما تساعد الأطعمة الغنية بالزيوت الطيارة مثل النعناع والقرنفل والزنجبيل وغيرها على تعزيز الذاكرة.

ومن الناقلات العصبية الضرورية لعمل المخ أيضا «أكسيد النيتريك» الذى يساعد على تحسين تدفق الدم إلى الجهاز العصبي، ويحتوى البطيخ والرمان والشمندر والتوت والجرانولا على مواد تحفز من إنتاج «أكسيد النيتريك»، إضافة للموز والمكسرات لاحتوائها على كميات كبيرة من الأحماض الدهنية، كما أن الشوكولاتة تحتوي على مضادات للأكسدة ومواد كيميائية تساهم في إنتاج الناقلات العصبية والأندروفين المهدئ الطبيعي للأعصاب ويساعد على التذكر.

أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسة

كلية الصيدلة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA