رمضان فرصة للتغيير

تترقب النفوس شهر رمضان كل عام، فهو شهر الرحمة والغفران، شهر الصلاة والقرآن، شهر الصيام والإيمان، تصفد فيه الشياطين ويجتهد فيه المسلمون بالطاعات رغم كل المغريات، لكنه يتحول لدى البعض من شهر القرآن والعبادات والطاعات إلى شهر اللهو والأفلام والمسلسلات، بحجة الحاجة إلى الترفيه وقضاء أوقات الفراغ والتخفيف من عناء الصيام.

والحقيقة التي يغفل عنها كثير من المسلمين أن وطأة الصيام وخاصة في الحر الشديد لا يخففها إلا القرآن والاستغفار والدعاء، فلا تبخل على نفسك بدعاء يتحقق فيه حلم كنت ترجوه لسنوات، يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: «ثلاث دعوات لا ترد، دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر».

إن لرمضان ثمار ومعجزات دينية وصحية، وهناك بعض الدراسات التي اكتشفت أن الجسم يحتاج للامتناع عن الطعام لفترة معينة قدرت بـ 30 يوماً، وهي تمامًا كصيامنا لشهر رمضان، ورمضان فرصة للتغيير نحو الأفضل، فإذا استمريت على عملٍ معين لمدة 30 يوماً فهذا يعني أن العمل صار جزءاً منك وعادة من عاداتك، لذلك يعد رمضان مرحلة انطلاقةٍ جديدة بأعمالٍ جديدة وأهداف أسمى وأرقى.

في رمضان يؤدي بعض الناس الطاعات من باب التقليد والروتين، لا تعتب عليهم ولا تيأس من هدايتهم والدعاء لهم فقد تكون سبباً في هدايته وسبباً في أن تصبح هذه الأفعال جزءاً من عاداته اليومية.

احرص على أن تكون ربانياً لا رمضانياً واجعل لرمضان أثراً يبقى بعد انتهائه ويستمر معك لعام قادم، فرمضان فرصة للتغيير، وراحة للنفوس، وصحة ونشاط، وعلاج للغضب وليس العكس، وبوابة كبيرة للجنة.

رمضان دليلك لعمل الخير ولبذل الصدقات لمستحقيها، رمضان عنوان الفرحة الحقيقة لقوله عليه السلام: «للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه»، فكن ممن يستعدون لهذا الشهر العظيم، ويعدون له العدة العظيمة، لتنال الأجر بإذن الله راحة وثواباً جميلاً.

عبدالرحمن العبيد

العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA