خطة استراتيجية للبحث العلمي

لا يخفى على أحد أهمية الدور الكبير والرائد الذي يلعبه البحث العلمي في تقدم الأمم ونهضة الشعوب، علاوة على كونه ركيزة أساسية لبناء سياسة الدول واقتصادها، وليست حكومتنا الرشيدة بمعزل عن ذلك فها هي منذ أيام قليلة تدعم صندوق البحث العلمي بالجامعة وهذا ليس بمستغرب بحقها فهي تدعم بسخاء قطاع التعليم والجامعات.

وجامعة الملك سعود لها مركز الريادة في مجال البحث العلمي الذي توليه إدارة الجامعة اهتماماً كبيراً، فهي تعد نبراساً ومنارة تقتدي بها جميع الجامعات السعودية والعربية، وهذا ملحوظ من خلال الطفرة الكبيرة التي أحدثتها الجامعة خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث سجلت جامعة الملك سعود وحدها رقماً قياسياً جديداً في أعداد براءة الاختراع، حيث بلغت 285 براءة اختراع خلال العام 2016م فقط، وقد حصلت الجامعة على الترتيب رقم «112» حسب تصنيف شنغهاي العالمي لأفضل الجامعات على مستوى العالم لعام 2016م.

ونتيجة للحراك البحثي والنشاط العلمي الكبير للجامعة فقد أصبحت الجامعة هي الأولى على مستوى الجامعات السعودية والعربية، وبلغ مجمل الإنتاج البحثي لها خلال العام 2016م فقط ما يقارب 4 آلاف بحث متقدمة على جميع الجامعات السعودية والعربية، وهو ما يمثل ثلث إنتاج المملكة من النشر العلمي تتصدره جامعة الملك سعود. 

فجامعة الملك سعود من الجامعات العريقة، حيث تعد أقدم الجامعات السعودية، ومع ذلك وبفضل نشاطها الأكاديمي والبحثي المميز فقد حصدت أكثر من 90 جائزة إقليمية ومحلية خلال السنوات الخمس الماضية.

ورغم ذلك مازال الإنفاق العلمي بالمملكة رغم كونها ضمن قائمة الدول الأربعين والأكثر إنفاقاً على البحث العلمي، لكن ما زال أقل مقارنة بالدول المتقدمة.

وفيما يتعلق بمستقبل البحث العلمي في الجامعة والمأمول منها فإن الجامعة تعمل حالياً وبصدد إعداد خطة استراتيجية للبحث العلمي ترتبط مع خطط التنمية الشاملة التي تنفذها حكومتنا الرشيدة من خلال تأسيس منظومة متكاملة وبيئة محفزة لتشجيع البحث العلمي سواء من خلال عقد الاتفاقيات المشتركة مع الجامعة العالمية، وكذلك التعاون العلمي والبحثي المشترك مع العلماء البارزين بهذا المجال واستقطاب الباحثين المتميزين ذوي الكفاءات المشهود لها، واستضافة العلماء من الجامعات المرموقة لعقد الندوات العلمية والتبادل الثقافي المشترك، وغيرها من الاستراتيجيات.

كما تتوجه الجامعة نحو تنويع مصادر الدخل واستحداث مبادرات تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، ويعد صندوق دعم البحث العلمي والذي يهدف إلى مساهمة الأفراد والقطاع الخاص بتمويل المشروعات البحثية أبرز مثال لذلك، ومما لا شك فيه أن ذلك سيؤدي إلى مضاعفة تميز الجامعة وتحقيق مزيد من الإنجازات البحثية والعلمية.

أ. د. عادل بن صلاح عبدالجبار

قسم علم نفس

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA