«الأعراب» هم القبائل العربية صرحاء النسب من سكان الجزيرة العربية قبل وبعد الإسلام

أوضحت دراسة تاريخية أن مصطلح «الأعراب» لم يحظ بالكثير من الاهتمام من قبل الباحثين وبالتالي ظل يعاني كثيراً من الغموض في ماهيته وفوضى في دلالته اللغوية وفي استخدامه لدى المتقدمين والمتأخرين، فقد ساد مفهوم «الأعراب» لدى البعض بأن المقصود به «البدو» على عموم اللفظ، لكن ذلك ليس على إطلاقه، فالأعراب هم مجموعة القبائل العربية صرحاء النسب الفصحاء وغير الفصحاء من سكان شبه الجزيرة العربية قبل وبعد الإسلام، وإن كان المسمى أكثر تداولاً عند سكان البادية والحاضرة في إقليمي الحجاز ونجد على وجه التحديد، وهناك عوامل ساهمت بتحوير مدلوله لا سيما في القرنين الثالث والرابع الهجريين بحيث أخد يمثل عدة معان تختلف عن المعنى الحقيقي.
الدراسة حملت عنوان «الأعراب في الحجاز ونجد - دراسة تاريخية عن الأوضاع العامة للقبائل العربية في الحجاز ونجد خلال العصر العباسي» للباحث عواد بن عايد الشمري كأطروحة علمية لنيل درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي من قسم التاريخ بجامعة الملك سعود.
تناولت الدراسة أوضاع القبائل العربية في الحجاز ونجد إبان العصر العباسي الثاني (232- 334هـ/ 847-946م) التي تعتبر فترة تاريخية مهمة في معرفة الأحوال العامة لتلك القبائل بسبب التحولات التي طرأت على سياسة الدولة العباسية وبروز نفوذ الأتراك خلال تلك المرحلة وما صاحبه من إهمال واضح لأقاليم الجزيرة العربية نتج عنها اتخاذ قبائل المنطقة لمواقف سياسية واضحة تجاه تجاهل الدولة العباسية لأوضاعها.
وركزت الدراسة على الدلالة اللفظية لمصطلح الأعراب ولمَواطن القبائل موضع الدراسة وفروع تلك القبائل في الحجاز ونجد، مع تناول لأدوار تلك القبائل السياسية تجاه سياسة الدولة العباسية متمثلة في ثوراتهم المتعددة ومواقفهم من قيام بعض الكيانات السياسية في المنطقة من محاولات الاستقلال عن الخلافة العباسية، ودراسة شاملة للأوضاع الجتماعية لتلك القبائل من حيث المأكل والعادات والأعراف الاجتماعية السائدة بينهم.
وفي سياق دراسة الأوضاع الاقتصادية لتلك القبائل سلط الباحث الضوء على جوانب الحياة الاقتصادية من حيث تعايش تلك القبائل مع الموارد المائية وتجوالهم بين المراعي الخصبة وأساليب التبادل التجاري خاصة مع القوافل التجارية عبر المحطات الواقعة على الطرق الرئيسة في المنطقة.
ويعود سبب اختيار تلك الفترة إلى وجود تحولات قد طرأت على سياسة الدولة العباسية وبروز عصر الأتراك وما صاحبه من إهمال الأقاليم في شبه الجزيرة العربية كما شهدت تلك الفترة تحولات في نواقف الأعراب السياسية في الحجاز ونجد تجاه السلطة العباسية وتجاه سكان الحواضر في الحجاز ونجد ودعمهم لبعض الثورات ضد السلطة العباسية.
وعلل الباحث اختياره لإقليمي الحجاز ونجد مكاناً للدراسة لكونهما يمثلان جزءاً مهماً من جغرافية شبه الجزيرة العربية نظراً لمكانتهما وحيويتهما وتواجد معظم أقسام الأعراب فيهما ومرور الطرق التجارية وطرق الحجاج بهما إضافة إلى كونهما المكان الطبيعي لتواجد الأعراب عبر الحقب الزمنية المختلفة، ففيهما مواطنهم ومواردهم وهي مناطق استقرارهم الطبيعية، ودراسة تلك البيئة الجغرافية ربما تؤدي إلى فهم الكثير من الأحداث التاريخية التي وقعت في إقليمي الحجاز ونجد خلال فترة الدراسة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA