الطالب الجامعي وبناء العلاقات الاجتماعية

زاوية آفاق أكاديمية

ليست الحياة الجامعية دراسة أكاديمية وحسب، بل توفر لطلابها مجالات واسعة ومتنوعة لصقل المواهب والمهارات واكتساب المعارف والخبرات، إضافة لجانب يعد في غاية الأهمية على حياة الطالب الجامعي الحالية والمستقبلية، يتمثل في بناء علاقات اجتماعية قوية ومثمرة ومستدامة.

فالعلاقة الاجتماعية الجيّدة بين الطالب الجامعي ومحيطه من الأساتذة أعضاء هيئة التدريس وزملائه الطلاب، تمثل حجر الزاوية في مسيرته العلمية والعملية، ونقطة انطلاقته الحقيقية نحو مستقبل واعد يؤهله لأن يكون عضواً فاعلاً ومُنتجاً بعد تخرجه، ويمكنه من بناء علاقات اجتماعية قوية ومستدامة، شريطة امتلاكه لمهارات التواصل الاجتماعي ومهارات الحوار البناء وأدبياته عند تعامله مع أساتذته وزملائه.

الحياة الجامعية فرصة حقيقية لبناء «علاقات اجتماعية» مستقبلية مبنية على الانسجام والاحترام والتعاون، سواء مع الأساتذة بتنوع أساليبهم، فهناك المنفتح تماماً مع الطلاب وهناك الرسمي في تعامله، أو مع الطلاب في الفصل وفي السكن ومن خلال المشاركة في الأنشطة الطلابية، باعتبارها تمنح مساحة واسعة في التعرف على أنماط الناس والتقارب بين الطلاب ذوي المهارات والمواهب المتقاربة.

المودة والاحترام والتعاون وتقبل الآخر؛ أهم الأسس التي تقوم عليها العلاقة الاجتماعية الجيدة والإيجابية بين الطالب الجامعي ومحيطه من الأكاديميين والطلاب، ففي حال كانت العلاقة بين الطالب وأساتذته قائمة على المودة والاحترام المتبادل؛ فإنَّ ذلك يؤدي إلى حرص الطالب على التعلُّم ومضاعفة العطاء، الأمر الذي يجعله يحمل الذكريات الجميلة والمعلومات القيمة عن أستاذه، ويعمل على ديمومة التواصل بينهما حتى بعد مغادرته أروقة الجامعة، وكذلك إذا كانت العلاقة بين الطالب وزملائه قائمة على المودة والاحترام والتقدير فإنها تؤدي إلى زيادة التقارب والتعاون بين الأطراف المختلفة.

من بين العوامل المساعدة أيضاً على بناء علاقات اجتماعية قوية ومستدامة في المرحلة الجامعية تقارب التخصص والميول والمهارات والمواهب، فالتخصصات الأكاديمية تجمع الطلاب من مختلف المناطق والاتجاهات وتعزز الروابط بينهم وتزيل الفجوة والرسميات.

أعرف زملاء لهم صداقات في كليتهم استمرت بنجاح ويلتقون دورياً منذ ٤٠ عاماً وأكثر، لذلك احرص عزيزي الطالب على بناء علاقات اجتماعية إيجابية وقوية مع زملائك الطلاب، تقوم على التفاهم والتقارب والتعاون والاحترام المتبادل، واجعل نظرك بعيداً بحيث ترى في زميلك الحالي «صديق عمر» و«أخ» سوف تجمعكم الحياة لأعوام عديدة قادمة، وقد تصبحون شركاء في مشروع علمي أو عملي أو تجاري أو استثماري.

د. عادل المكينزي

makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA