بين الوعي الفردي والجمعي

كثيراً ما نسمع مصطلح «الوعي»، فماذا يعني وهل له معيار يحدد نسبته وأدوات تجعله يزداد أم هو ثابت من ولادة الإنسان إلى موته؟

الوعي مصطلح معنوي تقاس به أمور مادية متنوعة بالشخص وبالمجتمع، فالوعي الجمعي مثلاً يجعل التطور يكون سريعاً لأفراد المجتمع بعكس الوعي الفردي الذي يكون تطوره ذاتياً فقط، وهذا في حالة إذا كان عدد الأفراد الذين يحملون وعياً مرتفعاً، قليلاً بالنسبة لعدد أفراد المجتمع.

تطور الوعي الجمعي يكون بتطور الأفراد، لذلك لا يمكن أن يكون مجتمع لديه وعي جمعي عال وأفراده يعانون من الوعي المنخفض، فمستوى الوعي الجمعي يؤخذ بالتزام الأفراد بنظام المجتمع، وهنا تأتي نسبة الالتزام لتحدد مدى الوعي في هذا المجتمع.

الوعي في المجتمع يحتاج إلى تنشئة اجتماعية واعية ثم إلى تعليم يجعل الطلاب والطالبات فيه لديهم قدرات تعطيهم الخيارات في فهم أنفسهم ثم فهم الآخرين ثم فهم المجتمع بشكل عام.

أما الوعي الفردي فيكون بقدرة هذا الفرد على تنوع خطواته وخياراته في البناء والتطوير وحل المشكلات، فإذا استطاع أن يضع أكثر من ثلاثة خيارات لشيء معين فهذه إشارة إلى وعي جيد، أما إذا لم يستطع إلا وضع خيارين فقط مثلاً إما أن يكون كذا أو كذا أو كما يقول العامة «يا أبيض يا أسود»، فهذا لديه وعي منخفض، وهنا يحتاج الفرد لتطوير وعيه أن يفهم نفسه أولاً ثم ينمي مهاراته من خلال القراءة والاطلاع والتدريب وبعد ذلك سيرى تغيره بنفسه.

الوعي ليس ثابتاً منذ الولادة إلى الموت، وليس له نسبة معينة، بل يتطور وقد يتراجع إذا كان الفرد قابلاً للتغير مع البيئة سواءً كانت إيجابية أو سلبية، فتراجعه أو تطوره بناءً على قدرته في تنويع خياراته في حياته، فتنوع الخيارات دليل على وعي الفرد والتزام الأفراد بنظام المجتمع دليل على وعي المجتمع العالي.

أ. مشاري بن عبدالرحمن الحمود

أخصائي نفسي في برنامج التعليم العالي للطلاب الصم وضعاف السمع

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA